Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الأجسام المحلقة مجهولة الهوية OVNI حقيقة أم خيال ؟

jawadbashara@yahoo.fr
منذ أكثر من أربعة عقود من الزمن وأنا مأخوذ إلى حد الوله بظاهرة الصحون أو الأطباق الطائرة phénomène ovniكما يسميها العامة. ومنذ عمر المراهقة وأنا أتابع باهتمام وصبر كبيرين كل ما ينشر ويذاع حول هذه الظاهرة الغريبة، رغم ما تثيره، لدى البعض، من سخرية وتهكم واستهزاء، واتهام من يعتقد بوجودها بالبله والحماقة، إلى درجة جعلت العلماء يتجنبون الحديث فيها كظاهرة علمية كما لو إنها وباء معدي، خوفاً من تعرضهم للسخرية من قبل زملائهم، ومن النادر أن تعثر على عالم مرموق يتصدى علناً لهذا الموضوع ويعالجه ويناقشه بجدية. وفي فرنسا هناك عالم كبير ومشهور، تشرفت بمعرفته عن قرب، تحلى بالجرأة والرصانة العلمية، وكرس نصف قرن من عمره العلمي، وقد ناهز الثمانين اليوم، لدراسة هذه الظاهرة العلمية ونشر العديد من الكتب والأبحاث والمحاضرات العلمية والمداخلات في العديد من المؤتمرات العلمية الجادة حول هذا الموضوع ، وهو عالم الكونيات cosmologue والفيزياء الفلكية astrophysicien والأستاذ الجامعي ومدير الأبحاث في المركز الوطني للأبحاث العلمية CNRS والخبير في ميكانيك السوائل ومنظر في مجال التصور الكوني، ومخترع محركات الدفع المغناطيسي ـ الهدرو ـ ديناميكي magnétohydrodynamique أو محركات MHD ، وأقصد به جون بيير بيتي jean pierre petit وهو عالم جاد ومتزن يحظى باحترام وتقدير زملائه في مختلف بقاع الأرض بالرغم من تناوله لموضوع الأجسام المحلقة مجهولة الهوية ovni وما يرتبط بهذا الموضوع من ظواهر علمية وقوانين مثبتة بالتجارب العلمية والمختبرية التي قادته للاعتقاد بوجود كائنات وحضارات أخرى ذكية ومتطورة في الكون المرئي. وهو صاحب نظرية الكون التوأم l’univers jumeau ، التي استمدها من مصدر علمي من خارج الأرض، حيث كان من الشجاعة بمكان أنه أعلن بأنه على اتصال غير مباشر عبر البريد بكائنات متقدمة علمياً وتكنولوجياً من كوكب أومو Ummo زودوه بآلاف الصفحات من المواضيع والحسابات والمعادلات والمعلومات العلمية البحتة التي لا يعرفها البشر أو لم يتوصلوا إليها بعد، أي لم تكن تلك الرسائل مجرد مواضيع عامة أو شرح لوجودهم وكيفية وصولهم إلى الأرض، فحسب، وإنما تحتوى في كثير من الأحيان على معادلات فيزيائية مدهشة، وحلول علمية مذهلة لمشكلات حار فيها أعظم علماء الأرض ولم يجدوا لها تفسيراً أو حلولاً بعد. ثم كرس عدة كتب للحديث عن تلك المخلوقات الذكية والكوكب الذي يعيشونه فوقه وهو كوكب أومو الذي يبعد عنا بخمس سنوات ضوئية تقريباً.. وجاذبيته تزيد قليلاً عن جاذبية كوكب الأرض حتى أن سكانه يشعرون على سطح الأرض بأنهم أخف وزناً بمقدار 20 % وكتلة الكوكب تزيد مرة ونصف على كتلة الأرض وطول يومه 32 ساعة، بدلاً من 24 ساعة، وتمر به فصول أربعة تماماً مثل الفصول المناخية عندنا، ولكن لا تتبعه أية أقمار، لذلك فإن ليله حالك الظلمة، ثم إنه لم يمر بمرحلة انشقاق القارات، ولهذا فليس فيه سوى قارة واحدة، وجنس واحد من الشُقر الطوال القامة، الذين يشبهون البشر من سكان شمال القارة الأوروبية السويديين والنرويجيين والدنمركيين على سبيل المثال لا الحصر، و يتحدثون لغة واحدة، مما خفض احتمالات نشوب الحروب فيما بينهم إلى الحد الأدنى، مع مرور الزمن حتى أصبحت أمراً مستحيلاً،وهذا ما ساعدهم على تحيق التقدم العلمي، والتطور التكنولوجي بسرعة مذهلة. وفيما عدا أطروحة العالم جون بيير بتي فإن كل من كتب أو تحدث عن الأجسام المحلقة مجهولة الهوية هم من الهواة والمشغوفين بالظاهرة خاصة في فرنسا. وتبقى هناك الكثير من الأسئلة العالقة التي تنتظر أجوبة مثل : من أين جاءت تلك الأجسام الفضائية؟ هل من داخل مجموعتنا الشمسية أم من خارجها؟ وهل هي من داخل مجرتنا درب التبانة أم من مجرات أخرى بعيدة جداً؟ هل هي قادمة من تخوم الكون أم من قواعد سرية مخفية على كوكب الأرض؟ أياً كان الجواب، هناك من يرفض وينكر وجودها كلياً ويعتبرها مجرد ظواهر فيزيائية وطبيعية غير معروفة لدى البشر بعد. ومنذ أكثر من 60 عاماً تلهب هذه الظاهرة مخيلة البشرية وتحقق بشأنها الحكومات ودوائر الاستخبارات ولكن بسرية تامة ، ومع ذلك قامت بعض الدول، ومنها فرنسا، في الآونة الأخيرة بنشر أرشيفها الخاص بهذا الموضوع وأخرجته إلى العلن وفي تلافيف الشبكة العنكبوتية الانترنيت حيث ملايين الشهادات العينية الموثقة التي تتحدث عن عمليات خطف أو اتصالات مباشرة أو مجرد مشاهدات عن قرب ، إلا أنه لم يتمكن أحد لحد الآن من تقديم تفسير عقلاني لتلك الأحداث الغريبة أو الألغاز المتعلقة بزيارات لأجسام محلقة غريبة تحوم في أجوائنا لا نعرف مصدرها ولا أهدافها أو الغاية الحقيقية لظهورها. كان الناس، ولفترة زمنية طويلة، يعتقدون أن الأرض هو الكوكب الوحيد القابل للحياة أو الذي يحتوي على حياة عاقلة وذكية ، وقد ظهر في العقدين الماضيين علم جديد هو علم البحث عن الكواكب الأخرى في الكون exoplanètes وظهر علماء أحياء أو بيولوجيا متخصصون في البحث عن وجود حياة على الكواكب الأخرى exobiologistes ، وقد رصد العلماء أول كوكب خارج مجموعتنا الشمسية سنة 1995 وصار العلماء يحلمون بالعثور على كواكب أخرى مأهولة بالسكان على غرار ما يوجد على سطح الأرض وقد تم بالفعل رصد واكتشاف أكثر من 200 كوكب جديد منذ 12 عاماً وأغلبها كواكب غازية عملاقة على غرار كوكب جوبيتر Jupiter ، وقد اكتشف العلماء سنة 2009 كوكب جديد من نوع tellurique أي مكون من يابسة متنوعة ترابية وصخرية وجبلية وسهلية كما في الأرض إلا أن درجة الحرارة فيه 220 تحت الصفر أي صعوبة وجود حياة طبيعية فوقه. وفي نهاية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين عثر العلماء على كوكب آخر فيه سطح يابسة ومساحات سائلة ودرجة حرارة قريبة من درجة حرارة الأرض وبالتالي يمكن للعلماء افتراض وجود حياة عاقلة وذكية فوقه . إلا أنه يبعد عنا حوالي 21 سنة ضوئية ويقع في مدار النجم الأحمر القزم غليس 851 Gliese وهو من بين 100 نجم هي الأقرب لنظامنا الشمسي وقد أنجز الاكتشاف ثلاث مختبرات متعاونة مع مركز البحوث العلمية في باريس ومرصد جنيف والمركز الفلكي في لشبونة ، والجدير بالذكر أن النجوم الحمراء القزمة ذات كتل ضعيفة فكتلة نجم غليس 851 Gliese تساوي ثلث كتلة الشمس ، وهي كثيرة العدد في مختلف المجرات. ومن المعلوم أن درجة حرارة أي كوكب تعتمد على المسافة بينه وبين نجمه وكذلك على قدرته على عكس الإضاءة التي يستلمها منه وقد قدر العلماء درجة حرارة الكوكب الجديد المكتشف بين 0 و 40 درجة Celsius وهي الدرجة التي تسمح بوجود مياه سائلة غير متجمدة ولا متبخرة على سطح الكوكب وإن حجمه يبلغ خمسة أضعاف سطح الأرض ويدور حول نجمه غليس 851 Gliese خلال 13 يوماً أرضياً ودرجة الجاذبية فيه 2.2 مرة أكبر من جاذبية الأرض وقطره يزيد مرة ونصف على قطر الأرض وسوف يركز عليه القمر الصناعي داروين satellite DARWIN لسبر أغواره وكشف أسراره . وهناك عدة كواكب أخرى تدور حول نجم غليس 851 Gliese وقد تم اكتشاف ثلاثة منها لحد الآن. وليس مستبعداً أن يكون في أحد تلك الكواكب المكتشفة حديثاً حضارة ذكية ومتطورة قامت بزيارتنا بواسطة سفن فضائية كبيرة تستطيع السفر في الفضاء لسنوات طويلة وتنطلق منها أجسام محلقة صغيرة ذات تكنولوجيا متقدمة جداً لا يعرفها البشر هي التي أطلقوا عليها تسمية الأطباق أو الصحون الطائرة . ومن بين الكواكب المأهولة بالسكان، لكننا لم نكتشفها بعد، كوكب أومو الذي التقط قبل سنوات طويلة إشارة أو رسالة وصلته بالصدفة من الأرض أعلمته بوجود حياة متطورة نسبياً على الأرض وتستحق الاتصال بها.

بدا كوكبنا لهم أشبه بالمربع حسب ما جاء في رسائلهم ويطغى عليه لون أزرق باهت، لذلك أطلقوا عليه في لغتهم اسم أوياجا OYAGAA إذ أن كلمة OYA تعنى المربع، و GAA تعنى البارد… ومن هنا فإن كوكبنا كان معروفاً عندهم باسم المربع البارد، كما ورد في الرسائل المرسلة لسكان الأرض. وضمن برنامج رحلاتهم الفضائية انطلق رواد الفضاء من أومو ؛ لزيارة كـوكـب الأرض، الذي هبطوا فوقه في الثامن والعشرين من مارس عام 1950 .

ولقد حدد علماء كوكب أومو الذين زاروا الأرض في إحدى رسائلهم موقع هبوطهم بالتحديد، ووصفوا كل ما رأوه من تلك النقطة ، وقالوا إنهم أخفوا بعض معداتهم في مغارة جبلية، نجحوا في إخفائها بمهارة، وتركوا ستة منهم لدراسة اللغات والعادات المحلية الموجودة في الأرض، ثم رحلوا لإبلاغ كوكبهم بنتائج زيارتهم الأولى. وقد تمكن العالم جون بيير بتي من العثور على تلك المغارة ومعرفة مكانها بعد سنوات من البحث والتقصي المضني. ولم يترك المعنيون بالأمر هذه المعلومة تمر ببساطة، بل كونوا فرقة بحث، وانطلقوا إلى النقطة التي حددها زوار أومو، وكانت في انتظارهم مفاجأة مذهلة لقد حاولوا رؤية كل ما جاء بالرسالة، من الإحداثيات التي حددتها الرسالة، ولكن ذلك بدا مستحيلاً، إلا من على ارتفاع مائة وعشرين متراً عن سطح الأرض من ذلك الارتفاع وحده، يمكن رؤية كل الإحداثيات في وضوح . ليس هذا فحسب ، وإنما عثر الباحثون هناك على أحجار حمراء اللون، لا تشبه أية عينات جيولوجية معروفة، على وجه الأرض .. ورسائل أومو نفسها مطبوعة على ورق خاص، من العسير صنع مثيل له، إلا باستخدام تكنولوجيا متطورة للغاية، والختم الذي تحمله تصدر عنه إشعاعات ذرية محدودة، كما لو أنه مطبوع بمادة مشعة من أحد النظائر، التي لم يتم الحصول عليها بعد، في معامل الكيمياء العادية، كما جاء في تقرير عن الموسوعة الحرة ويكبيديا، وقد علق العالم جون بيير بيتي قائلاً بهذا الصدد: "كل الدلائل تشير إلى أنه إما أن أصحاب الرسائل هم مجموعة من أكبر علماء الفيزياء، وأكثرهم عبقرية، تعاونهم مختبرات تكنولوجية رائعة، ويسعون لصنع أكبر دعابة في التاريخ، وهذا أمر شبه مستحيل، وإما أنهم بالفعل من سكان كوكب أومو الذي وصفوه بدقة في رسائلهم، وهذا ما أميل للاعتقاد به". ومن أهم المشاكل العلمية التي واجهت العلماء في الأرض ومن بينهم جون بيير بيتي هو مشكلة الرنين . وفي الواقع إن هذه المشكلة أقلقت علماء الفيزياء طويلاً، وهم يحاولون تفسير السرعات الخارقة للأطباق الطائرة، التي سجلها الطيارون، الذين حاولوا مطاردتها يوماً، أو وهم يبحثون عن وسيلة لإطلاق مركبات الفضاء الأرضية بسرعات كبيرة دون أن تؤدى هذه السرعات إلى الوصول لنقطة منتهى الرنين، التي يمكن أن ينهار عندهم جسم المركبة الفضائية تماماً. وبينما انهمك أكبر علماء العالم في دراسة هذه المشكلة، وعجزوا عن الوصول إلى حل علمي منطقي لها، وصلتهم فجأة رسالة من زوّار أومو، تمنحهم هذا الحل جاهزاً على طبق من ذهب والحل هنا يعتمد على وجود شبكة من الأنابيب، حول جسم المركبة الفضائية تحوى مادة يمكن تحويلها بسرعة، من الحالة السائلة إلى الحالة شبه الصلبة الجيلاتينية، وهذه الشبكة تتصل بكمبيوتر خاص، يقيس درجة الرنين، التي وصلت إليها جدران المركبة الفضائية إثر الاحتكاك بالهواء، وعندما تصل إلى درجة قريبة من المستوى الحرج، يعمل الكمبيوتر على تحويل تلك المادة من الحالة السائلة إلى الحالة الجيلاتينية فوراً وبصورة آلية، أو العكس بالعكس، وهذا يغير مستوى الرنين، وينهى المشكلة على الفور. وكانت الرسالة مذهلة، بالنسبة للعلماء الكبار، لما تحمله من حل مباشر وصحيح وبسيط لمشكلة أرهقتهم طويلاً.



و يعتبر جون بيير بيتي أن مثل هذه الرسائل هي أكبر دليل على صحة وجود زوّار أومو ورسائلهم، وإلا فكيف تتوصل مجموعة بشرية عابثة إلى ما عجز عنه أكبر علماء العالم؟‍‍ بل كيف عرفت تلك المجموعة أن هذه المشكلة تؤرق العلماء؟ وحتى لا تُثار الشكوك حول ما رواه جون بيير بيتي ، قام العالم الفرنسي الجاد بإضافة ملاحق علمية خاصة لكتبه المدهشة " الأجسام المحلقة مجهولة الهوية : الرسالة OVNI Le Message، وكتابه الذائع الصيت والذي أحدث ضجة وردود فعل كبيرة عند نشره وهو :" الأجسام المحلقة المجهولة الهوية والأسلحة السرية الأمريكية ovnis et armes secrètes américaines ، و تحقيق حول كائنات فضائية تعيش أصلاً بيننا Enquête sur des extra-terrestres qui sont déjà parmi nous وكلها تضم صوراً لتلك الوثائق، مع تحليل علمي دقيق ومفصل وطويل ومزين بالرسوم والبيانات والمعدلات العلمية التوضيحية ، تكفى لإقناع العقول العلمية، وإزالة كل الشكوك التي تنتابهم وفى تلك الملاحق، أجاب جون بيير بيتي على أكبر نقطة اعتراض وتشكيك في قصة زوّار أومو كلها والمتعلقة بمعضلة الزمن، حيث من الطبيعي أن تعلو الأصوات معترضة على سرعة وصول سكان أومو إلى كوكبنا، وعلى رحلتهم القصيرة نسبياً، والتي تستغرق عامين أرضيين قياساً بالمسافة التي تفصلنا عنهم، والتي تبلغ خمس سنوات ضوئية كاملة.

ولقد ورد الجواب في رسائل سكان أومو التي أرسلت لعلماء ومفكرين في الأرض. التي تحدثوا فيها عن نظرية، أطلقوا عليها اسم توأميه الكون Univers Jumeaux ، وهذه النظرية تشبه إلى حد ما نظرية المادة المضادة antimatière، التي وضعها البريطانى بول دريك Paul Diarcعام 1928 م، بعد أن دمج عدة معادلات سابقة لنظريتى الكم أو الكوانتا théorie de quanta للعالم ماكس بلانك، ونظرية النسبية la relativité لـ ألبرت أينشتين، وتوصل إلى وجود مادة معكوسة تكون نواة الذرة فيها سالبة، وإليكتروناتها موجبة. ونظرية أومو تقول: إنه لا يوجد كون واحد، وإنما هناك كونان توأمان، تربطهما ببعضهما تلك المناطق أو النقاط الفضائية المبهمة، التي أطلق عليها البعض عليها اسم الثقوب السوداء، وبالمرور عبر تلك "الثقوب السوداء" من خلال شبكة اتصالات خاصة تمت دراستها منذ قرون عديدة تستطيع سفن أومو الفضائية اختصار الزمان والمكان وعبور ملايين الوحدات الفضائية في بضعة أيام أو أسابيع أو اشهر معدودات. سيأتي زمن ليس ببعيد جداً، وربما بعد بضعة عقود، ليثبت للعالم البشري وجود الكائنات الفضائية الذكية والحضارات المتقدمة جداً علينا والتي ستباشر بالاتصال بنا على نحو مباشر بعد أن تطور قليلاً أكثر مما نحن عليه اليوم وستنضم الأرض إلى كونفدرالية فضائية كونية تنظم العلاقات بين الحضارات الكونية المتجاورة رغم المسافات الهائلة التي تفصل بينها.

Opinions