الأحزاب العراقية منقسمة بين الاحتلال والتحرير
10/04/2006زمان:مرت أمس ثلاث سنوات علي احتلال القوات الامريكية لبغداد في التاسع من نيسان (ابريل) 2003 فيما لا زال العراقيون منقسمين حول هذا الحدث في وقت تعددت السيناريوهات التي تنتظر العاصمة العراقية التي تحولت الي ساحة حرب راح ضحيتها الآلاف من سكانها الابرياء. فقد عمت التظاهرات والاحتجاجات مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق امس منددة باعتبار يوم التاسع من نيسان (ابريل) عطلة رسمية ورفع المتظاهرون شعارات تدين جعل اليوم الذي احتلت فيه القوات الامريكية عاصمة العراق يوماً وطنياً. وقال ممثل هيئة علماء المسلمين في الموصل ان من العار ان تحتفي بيوم احتلال العراق. وهدد المتظارون الذين جابوا جامعة الموصل بالتصدي لمنع جعل (المناسبات الامريكية مناسبات وطنية) حسب تعبير الشعارات التي رفعوها. وعدّ عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق أمس في كلمة القيت بالنيابة عنه في مظاهرة بالبصرة ان هذا اليوم الذي أكدت الحكومة المنتهية ولايتها برئاسة ابراهيم الجعفري هذا اليوم عطلة رسمية هو ذكري انهيار النظام الصدامي البغيض وتهاوي عرشه البائد . وعلي عكس ذلك قالت جبهة التوافق العراقية ان العراقيين قادرون علي تحويل يوم الاحتلال الي يوم للمقاومة الوطنية . علي صعيد متصل قال الناطق باسم هيئة علماء المسلمين عبد السلام الكبيسي ان المشروع الامريكي بأهدافه وآلياته التي جاء بها فشل فشلاً ذريعاً في العراق . ورفض الحزب الاسلامي العراقي ان يكون يوم التاسع من نيسان عطلة رسمية للعراقيين لأنه يعدّ ذكري الاحتلال وليس التحرير. وقال الحزب في بيان له صدر أمس نحن نؤكد موقفنا من هذا اليوم علي انه ذكري احتلال العراق وليس تحريره .
ولا يعرف بالضبط عدد القتلي من سكان بغداد الذين راحوا ضحية الهجمات الانتحارية والسيارات المخففة والاشتباكات بين القوات المتعددة الجنسية والجيش والشرطة العراقية من جانب والمسلحين من جانب آخر. وأصبحت بغداد التي شهدت هجرة واسعة من محافظات النجف وكربلاء اليها الي قسيمن يضم الاول إحيائها الشيعية فيما تقيم في القسم الثاني العرب السنة.ويعتقد أن أكبر عدد من القتلي سقط في بغداد خلال اسبوع واحد كان خلال الهجمات علي مساجد واحياء ابناء السنة التي راح ضحيتها عشرات المئات بعد الاعتداء علي مرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري بسامراء فيما شهدت بغداد اغتيال الآلاف في اعدامات وعمليات تهجير طائفية متقابلة.
وتتعدد السيناريوهات حول مستقبل بغداد ووسائل اعادة الاستقرار اليها حيث يعتقد اغلب المراقبين ان هذه المدينة العريقة التي تتوسطها المنطقة الخضراء حيث توجد السفارتين البريطانية والامريكية ومباني رئاسة الوزراء العراقية، ستحول الي مدينة للقتل في حال نشوب حرب أهلية في العراق. ويسيطر الاكراد علي كردستان العراق فيما تقع محافظات وسط وجنوب العراق تحت سيطرة الاحزاب الشيعية. ولا توجد سيطرة حاسمة لأي طرف علي بغداد لا من قبل الشرطة العراقية ولا المليشيات ولا الجيش الامريكي ولا المسلحين الذين يستخدمون شوارعها المكتظة بالسكان لعمليات التفجير التي يذهب أغلبية ضحاياها من المدنيين. واضاف البيان ان العراقيين لم يحصدوا من السنوات الثلاثة الماضية الا الهشيم وان الوعود التي وُعد بها العراقيون لم تكن الا اكاذيب تلو اكاذيب دفع شعبنا ثمنا مباشرا لها. وقال البيان الوعد بالحرية تحول الي احتلال عسكري بغيض واكذوبة الازدهار اصبحت فقرا وصراعا من اجل البقاء وجيشا من العاطلين وشحة في كل شيء وان عهد الامان الذي وعدونا به لم يكن الا جثثا يومية بالعشرات لارواح بريئة ودماء زكية تهدر مع أسوا سجل لحقوق الانسان في العالم. واضاف ان زمن الديمقراطية الموهومة ليس الا زمنا لعشرات الاف من المعتقلين في سجون الاحتلال والمعتقلات الحكومية. وقال البيان ان العراق وبعد ثلاث سنوات من دخول القوات الاجنبية وبعد ان كان انموذجا للتوحد اصبح يقف علي حافة حرب طائفية تدفع باتجاهها جماعات سياسية سادية ونوايا اقليمية مريضة ومخططات دولية مشبوهة لا همَّ لهم إلا ان تري العراق ضعيفا متناحرا ياكل ابناؤه بعضهم بعضا. وانتقد البيان قيام القيادة السياسية في العراق باعتبار اليوم عيدا وطنيا وقال للاسف فان ما يدعو الي الاستهجان هو اصرار بعض القيادات السياسية العراقية للنظر الي هذا الدمار علي انه عيد وطني.