الأزمة بين محافظ البصرة والمليشيات تصل الي طريق مسدود - موجة نزوح من البصرة الي بغداد
18/05/2006زمان/كشفت مصادر عراقية وثيقة الاطلاع أمس ان مئات النازحين من البصرة يصلون يومياً الي بغداد نتيجة انهيار الوضع الأمني في أكبر مدن جنوب العراق في وقت اعلنت حالة الانذار في ميناء البصرة الذي يعد المنفذ الرئيس لتصدير النفط الخام واستيراد السلع من الخارج تحسباً من محاولات عصابات مسلحة خارجة عن القانون بفرض سيطرتها عليه ومنع تصدير النفط الخام الذي يعد المصدر الرئيس للعملة الصعبة في العراق. وقالت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها لـ (الزمان) في طبعتها الدولية ان آلاف النازحين الذين اضطروا لمغادرة البصرة يقيمون الآن عند اقارب لهم في العاصمة ينتظرون تحسن الوضع الامني للعودة الي مدينتهم .وأضافت اما باقي النازحين من رجال الاعمال ووجهاء البصرة والتجار فانهم استأجروا منازل ببغداد واستدعوا عوائلهم للاقامة فيها تحسباً من الاغتيال او الخطف من عصابات تطالب عادة بضربات مرتفعة عادة مقابل إطلاق الرهائن. وقالت المصادر أما فقراء المدينة الذين نزحوا الي العاصمة فانهم يترددون علي مقرات الحزب الاسلامي وهيئة علماء المسلمين في بغداد للمطالبة بتوفير مقومات العيش لهم بعد ان تركوا منازلهم . وقدرت المصادر في تصريحاتها ان هناك تقديرات تشير الي اغتيال ما بين 700 ــ 800 شخص في البصرة من مجهولين خلال الشهر الماضي . وأوضحت ان المدينة لم تعد في منجي من عمليات فرق الموت التي تتحمل مسؤولية اغلب الاغتيالات . وكان الرئيس العراقي جلال الطالباني قد كلف نائبه عادل عبد المهدي بمسك الملف الامني في البصرة والعمل علي اعادة الهدوء اليها. وأوصبحت شرطة البصرة عاجزة عن فرض النظام بسبب تدخلات عشائرية ودول خارجية مستفيدة من أوضاع المدينة. من جانبها قالت مصادر في البصرة أمس لـ (الزمان) في طبعتها الدولية ان جهود المصالحة التي يتوسط فيها علماء وزعماء عشائر وتجار وقيادات أحزاب بين محافظ البصرة ووكيلي أكبر مراجع النجف علي السيستاني الذي أمر باغلاق مساجد الزبير، أحد أقضية البصرة بسبب تردي الوضع الامني قد وصلت الي طريق مغلق. وقالت المصادر لوحظ استقدام دوريات من القوات المتعددة الجنسية لحماية الميناء النفطي. واضافت ان دوريات العسكرية البحرية العراقية بدأت أمس تقترب من ساحل شط العرب الذي تقع عليه المدينة علي خلاف عادتها حيث تركز سابقاً علي عمق المياه الاقليمية العراقية . ولم يرد اي ايعاز من آية الله السيستاني بعد اغلاقه المساجد باعادة فتحها في المدينة المذكورة. وأوضحت المصادر ان المسلحين ينصبون حواجز مسلحة مؤقتة في اغلب شوارع البصرة للتدقيق في هويات المارة وراكبي السيارات . واضافت ان عناصر هذه الحواجز يغادرون بسيارات مظللة حديثة بعد ساعة او ساعتين الي شارع آخر لنفس الغرض . وحول موقف الشرطة قالت المصادر انها عاجزة ولم تعد تتدخل ونادراً ما تنفذ الاوامر بسبب تعرضها الي إطلاق نار حال قيامها بتنفيذ واجب القبض علي اي متهم .