الأستاذ عامر مَلوكه مع التحيه
لفترة ليست بقليله, أقرأ لكم وأستلذ بما يخطّه يراعكم من أفكار تضعها كمقترحات أو رؤى عساها أن تجد طريقها إلى حيث حاملي هموم مستقبل شعبنا ما بين متفق ومختلف على الأسلوب وبين متخندق ومنفتح في تعامله مع قضيته.سأستهل مداخلتي بجملة مقتبسة من مقالكم الاخير والتي وردت كتعليق على مقترحين طرحتهما انت بنفسك مشكورا في معرض أفكارك والتي تقول فيها((إنّ الأمم ألتي لا تعتز بشهدائها ألذين يأتون في مقدّمّة الصفوف سوف لن يكون لها حاضرا أو مستقبل مشرق,,,,ألخ)),وأنا بدوري سأقول بأنه حتى الذي لم يقرأ مقالكم المذكوربشكل كامل , سيكون بإمكانه من خلال مدلولات فحوى هذه الجمله ,أن يستنبط الكثير من الأمور ألتي تتطلّب التوقف عند كل مفصل من مفاصلها المتشعّبه ما بين السياسية والدينية والإجتماعية ,و ألتي يرادفها بالتتابع ظاهرة التطلّع القومي و دورالمعتقد الروحي في عقول العامة من الناس الذين يشكلون القاعدة و تأثير التراث الشعبي العشائري والمناطقي عليها,هذه العناصرمجتمعة ,لو أريدَ لها اليوم أن تكون بمثابة خارطة هندسيّه من شأنها أن تحدد محيط دائرة الحركة وقطرها ونقطة الإنطلاقة للتحرك نحو الأمام,فلابّد أن تكون مهمّة التحكّم في وضع مثل هذه القياسات وأبعادها هي من مهام المثقف الدارك و الملتزم , ذي الحس العميق والمعرفة الواعية معززّا ذلك بصدق الإنتماء وفي وضوح مراميه التي يندفع من أجلها,حينها تكون عملية الإنتقال والتنقل من مرحلة إلى أخرى خاضعة لما ستفرزه تفاعلات جهود هذا المثقف السياسي مع بقية الناس في كل مرحلة تسبق التي ستليها, أي أن دور المثقف سيكون هو المعوّل عليه في التحشيد الهاديئ للزخم الجماهيري نحو القضيه وليست بالقفز عبر محاولة إختزال الواجب بأكمله في مسعى البحث عن الكاريزما أو القائد الضرورة .
كلّنا يدرك بأنّ عطاء المثقف ( الملتزم) وليس المبتذل, وما سيطرحه من أفكار ستأخذ طريقها دون أي شك, حتى وإن كانت ضعيفة في بداياتها, لكنها ستتوسع بقاعدتها طرديا كلّما زادت وأضافت من دلائل وبراهين تثبت صدقها في نزاهة ومنطقية ماّربها,لكن حين يستعين الداعية مستغلا واقع أهله المترّدي و مستثمرا عواطفهم ليتخذ من يافطة الثقافة ستارا يمرر عبره ما يحلو له وما يحقق من مكاسب ذاتيه ,من الطبيعي أن نكون حينها أمام صورة مشوّشه ينتج عنها زياده في حالة التشكيك و ما يرافقها من بث وتصعيد لحالة التباعد الموجودة أصلا ما بين الكيانات , بحيث تشرع العقول نحو إدارة صراع أهوج ينقل الجميع الى حيث الحوم حول كيفية الفوز بلقب البطل او الكاريزما.
نعم أنا معكم يا أستاذ عامر في أسلوب خوض رحلة التقييم عبر تصميم وجدولة الفكره عن طريق فعالية إستفتائية,لكن ليست مبنيه على كم يملك هذا الشخص من أموال, وكم قد أغدق على هذا او ذاك, لأن هذه لن تنطلي حتى على البسطاء من أهلنا , فكيف لمثقفنا أن يمر عليها مر ّ الكرام؟و لكي يخرج الجميع بنتيجة تاريخية مشرّفه تحترمها الأجيال وتحترم عقول أصحابها, لابد لنا أن نبدأ من دقائق الأمور وبالتدرّج صعودا للحد الحتمي الذي سيوصلنا إلى أننا حين نحترم عطاءات شعبنا وتضحياته على الساحة في السابق والحاضر, نكون قد طرقنا باب إعطاء كل ذي حق حقه , ومن أروقة هذه الممارسة ومعانيها المنصفه سوف نكسب رصيدا بإمكانه أن يرفد الفعالية الجماعية المقبله بكل ما يذللّ المصاعب المحتملة , وسيعيد في نفس الوقت عملية زراعة وإنبات بذرة المحبة ونكران الذات من أجل الأخر .
هذا ما أراه كافيا في هذا المقام, رغم أنّ الموضوع بحاجة إلى تفصيل أكثر , مع تكرار شكري لكم يا أستاذ عامر ملوكه.