الأكاديميّـون الكـلدان في سـدني مشاعـلُ منيرة في طريق جاليتـنا الكـلدانية
منـتـصف آذار 2011حـينما قـرّر البعـض من أبناء شـعـبنا الكـلـداني الهـجـرة من أرض الآباء ، تـركـوا وراءهم آمالاً كـثيرة خابتْ ، وحـسابات متـنوّعة ضاعـتْ ، ووعـوداً عـديدة أجَّـلتْ ، ومشاريعَ مهمة ألغـيتْ ، لأن في رأيهم كان قـرارهم ذا أهـمية فاقـتْ كل مخـطـطات حـياتهم فـفـضلوا المجازفة ومتاعـبها متـحـملين جـميع عـواقـبها وتـداعـياتها . فـكم من طفل فـقـد ذكـريات طـفـولية ، وطالب ضاعـت منه فـرصاً دراسية ، وشاب حُـرِم من فـترة عـنـفـوان شبابـية ، ووالدَين لم يحـضرا زفاف إبنهم أو إبنتهم فـخـسـرا حـفـلة ذهـبـية ، ولا نـدري إنْ كان ذلك حـظاً أم صدفة أم قـضاء القـدَرِيّة ، وحـين وصل المحـظوظون منهم إلى بلد الإستـقـرار ، بدأ أغـلبهم حـياتهم القـلقة من نـقـطة البـداية . فالشباب الذين ظـنـوا أنهم تجاوزوا مرحـلة الجـلوس عـلى المقاعـد الدراسية ، إتـجـهوا نـحـو العـمل لمساعـدة والدَيهم و سـدّ حاجاتهم الشخـصية من المقـتـنيات التـكـنولوجـية العـصرية بالإضافة إلى تكاليف التـفاخـر بالكـشخة الشبابـية ( ويستاهـلون ولـدنا ) ، والمراهـقـين مـرّوا بمرحـلة حادة وصعـبة ، فـمنهم مَن واصل وأكـمل الدراسة الإعـدادية ومنهم مَن توقـف عـنـد منـتـصف الطريق وإتـجه نـحـو العـمل أيضاً . والبعـض مِـمَّـن أنهَـوا الدراسـة الإعـدادية رغـبوا في مواصلة التـحـصيل العـلمي فـإلتـحـقـوا بالدراسة الجامعـية ، ومِن هـؤلاء مَن أكـمل وتـخـرّجَ ( بشهادة ماجـستير ) وحـصل عـلى وظيفة مناسبة لإخـتـصاصه ، ومنهم لا يزالون في طور الدراسة ، كي يكملوا تـحـصيلهم العـلمي ويحـقـقـوا طموحهم . إنّ زيادة أعـداد شبابنا الجامعـيّـين يوماً بعـد يوم دليل عـلى زيادة الوعي العـلمي لـدى الأبناء ولا شك لـدى الآباء والأمهات أيضاً ، مما جـعـلهم يفـكـرون في إنشاء رابطة أو تـجـمّع أو مؤسسة أو تـعاونية أو أي تـنظيم يربط هـؤلاء الأكاديميّـين بعـضهم بالبعـض الآخـر من أجـل تبادل المعـلومات وزيادة الخـبرات وتـقـديم المساعـدات الأكاديمية للطلبة حـديثي التسجـيل أو أولئك عـلى وشك التسجـيل بالجامعات ، وأيضاً زيادة التعارف بـين الفـئة الشبابـية نـفـسها . وبعـد سلسلة من اللقاءات والمناقـشات بـين هـؤلاء الشبـيـبة في سـدني ، خـرجـوا بتأسيس جـمعـية تـضمُّهم سُـمِّـيَـتْ ( الجـمعـية الكـلدانية الأسترالية الأكاديمية ) Chaldean Australian Academic Society وسُـجـِّـلتْ في الدائرة الرسمية ذات العـلاقة ، وتـتـمـيَّـز بمركـزيتها ، أعـضاؤها أحـرار في بلد الحـرية ، فلا هي يمينية ولا يسارية ، لا ذيلية ولا إنـتـمائية . وإبتهاجاً بجـمعـيتهم هـذه ، شاء هـؤلاء الشباب الأكاديميّـون أن يقـيموا حـفلة ترفـيهـية للطلبة الجامعـيّـين والمتخـرجـين السابقـين ومعـهم طلبة الدراسة الإعـدادية الكـلدان للتعارف فـيما بـينهم وبـين الجالية في سـدني ، وسـيستـغـلون هـذه المناسبة لـتـكريم الخـرّيجـين السابقـين تشجـيعاً للدارسين الحاليّـين . إنـنا ككـلدان وكافة العـراقـيّـين في سدني مدعـوون لتشجـيع شبابنا الأكاديميّـين في أمسيتهم هـذه ، مرة واحـدة ، وأن نـزيل العـقـبات من أمامهم ونـفـرش بالورود طريقهم ، لأنهم أولادنا أكـبادنا وأرواحـنا ، فإن لم نشجـعهم نـحـن هـل نـنـتـظر من غـيرنا ذلك ؟ إنهم مشاعـل أمتـنا الكـلدانية وفـخـرُها ، ورفـعة الرأس لنا عامة ولأولياء أمورهم خاصة ، بهم نـزداد غـبطة وإنـتعاشاً . موعـد الحـفلة 18 آذار الحالي مساءاً في قاعة نادي الثـقافة الآشوري Cultural Club تـتخـللها أغاني المطربـين مع الفـرقة الموسيقـية وبسعـر دخـول زهـيد فالغاية ليست الأرباح المادية إنها الروح الأكاديمية ، فـلـنضحي ببعـض من أوقات جـلساتـنا ، بجـلسة معهم شعـبـية وتشجـيعـية .