Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الإستبداد الأسري يولد سلوكيات قائمة علي الخوف والقلق وعدم الثقة

29/12/2005

بغداد-زمان - الهام محمد

تشير دراسات اجتماعية ونفسية وتربوية الي أن غالبية الاطفال الجانحين ينحدرون من عوائل تستخدم القسوة والتسلط في التعامل من قبل الاباء علي الابناء وتؤكد أن هذا التسلط قد يؤدي الي انحرافات لدي الابناء سواء علي المستوي النفسي او الاجتماعي او السلوكي او الاخلاقي داعية الي (ضرورة السماح للابناء بطرح وجهات نظرهم ومن ثم يمكن تصحيحها بالحوار والتفاهم بدلا من استخدام طريقة اقصاء الآخر بهدف الوصول الي الحلول المثلي) وبتسليط الضوء علي هذه الظاهرة التقت (الزمان)باحثين ومواطنين ابدوا اراء مختلفة بشأن، هذا الموضوع الذي يعد من المواضيع المهمة التي يعانيها المجتمع العراقي في الظروف الحالية. الاستبداد نمط دكتاتوري فقد قال د.غسان قيس سالم من مركز البحوث النفسية (ان الاستبداد الاسري نمط من انماط السلوك والمعاملة الوالدية للأبناء ولعموم الاسرة فشخصية الاب وموروثاته ونمط التنشئة التي كونته تنعكس بشكل او بآخر علي ممارسته في ادارة الاسرة) مضيفا (الاستبداد نمط دكتاتوري قائم علي الادارة المتصلبة والجامدة والحدية في التعامل وتطبيق الاوامر مما يخلف الكثير من المشكلات في تنشئة الابناء وعلاقاتهم ومستوي تطورهم واستقرار الاسرة وقدرتها علي التعامل الكفء مع الحياة وان المشكلات الناجمة عن استبداد الاباء لافراد اسرهم قد يولد سلوكيات قائمة علي الخوف والقلق وعدم الثقة بالنفس والشعور بالفشل والاحباط وعدم القدرة علي اشباع الحاجات ومواجهة متطلبات الحياة بصورة جيدة واحيانا يقود ذلك السلوك الي الانحراف لدي الابناء سواء كان علي المستوي النفسي ام الاجتماعي ام السلوكي ام الاخلاقي وخاصة اذا ما تضافرت عوامل اخري مرافقة تتعلق بعوامل اقتصادية وثقافية واجتماعية.وتري رشا قدوري خريجة اعدادية 18 عاما (ان الدور الذي يلعبه الاباء في تحديد مصائر ومستقبل الابناء كبير جدا والبنات خاصة)، مشيرة الي انها طالبة تخرجت العام الماضي من الاعدادية ولم تحظ بفرصة للقبول في الجامعة بسبب والدها فهو يرفض التحاقها بأية جامعة، مضيفة (عدم وجود سبب منطقي يدعو الي اتخاذ هذا الموقف المتعنت سوي التسلط والقسوة ويتجلي ذلك واضحا من خلال حججه التي يقدمها لاقربائي الذين توسلت اليهم ليقنعوه سوي كونه لا يريدني ان اختلط بالشباب هناك، لكن هذه الحجة غير مبررة لان هناك كليات للبنات التي رفضها ايضا ، متسائلة كيف يمكن لأب ان يسعد بتعاسة ابنائه والوقوف ضد مستقبلهم؟ تدخل الاباء ومع بداية موسم التقديم للجامعات والكليات يتجسد هذا الامر بشكل واضح من خلال تدخل الاباء في تحديد الكليات التي ينتسب لها ابناؤهم وهذه المسألة تأخذ حيزا واسعا مع بداية كل عام، وقال مسلم عقيل) انا ارغب ان التحق بكلية احبها في حين ابي يريد ان التحق بكلية القانون لانه رجل قانون فما الحل؟ وشيماء محمود .. تعاني الامر نفسه متسائلة: هل يجوز لآبائنا ان يتدخلوا في خيارنا لمستقبلنا؟ في الوقت الذي كنا ننتظر الايام للوصول الي مرحلة القبول في الكليات التي نرغب بها. اما الشاب حامد رسن 30 عاما يقول (انا الابن الاكبر وابي يمارس علينا صورة التسلط والدكتاتورية من خلال التدخل في اتخاذ القرارات المتعلقة بنا شخصيا وبالمنزل ايضا فهو يمارس الدكتاتورية المغلفة بالديمقراطية اذ نجده يستعرض اراءنا في امور متعلقة بأسرتنا الاّ انه بالنهاية يعمل علي تنفيذ رأيه فعمدنا بعدها نحتفظ بآرائنا لانفسنا وفق مبدأ ، (لا رأي لمن لا يطاع) فهذا الوضع متعب جدا وخاصة للشباب لانه سيشعر ازاء هذا الوضع بضعف الشخصية وعدم ثقته بنفسه ويفتر العلاقة بين الاب والابن وتكون اشبه بالرئيس والمرؤوس. وقال علي سعيد (انا شاب واحب ان اختار الانسانة المناسبة للزواج في حين اهلي يرفضون ذلك ويؤكد ابي علي ضرورة الزواج بأبنة عمي او ابنة خالي وانا لا ارغب بأي منهن الامر الذي اضطرنا الي الخلاف، وكمحاولة لارضاء ابي قررت ان اعزف عن الزواج الي ان اتخلص من هذين الخيارين). مصلحة الابناء يذكر كريم عبد اب لخمسة ابناء (انا رجل دكتاتور في منزلي احب ان احيط بجميع الامور التي تخص اي طرف من اطراف عائلتي واتدخل فيها لانني الاكبر سنا ولي تجاربي، كما وانني المسؤول الاول عن الوضع المالي للمنزل وعادة ما تكون الدكتاتورية متأتية من السلطة المالية فطالما انا الذي انفق علي اسرتي فلي الحق ان اتدخل بكل شيء يخصهم كحماية لهم الي ان يعتمد كل شخص علي نفسه ليكون جديرا باتخاذ أي قرار وهذه الفلسفة واضحة بالنسبة لهم وفي النهاية كل هذا لمصلحتهم مستقبلا).ويؤكد احمد عبد الكاظم عسكري سابق انه اب لثمانية ابناء كنت اتبع مع ابنائي صيغة الامر في كل شيء اجده لمصلحتهم كما لو كنت اتعامل مع جنود لكن هذا الامر كان له نتيجته لان ابنائي الآن كلهم اصحاب شهادات ومراكز وظيفية وهذا الوضع الذي وصلوا اليه الان هو نتيجة لسياسة الضبط والالتزام التي كنت اعاملهم بها فهي بالنهاية تصب لمصلحة الابناء).وتضيف بهية رجب ان القسوة التي يتبعها الاباء يجب ان لا تصل الي حد المبالغة لان ذلك يدعو الي القلق علي الابناء، وزيادة الفجوة بين الاباء والابناء وهذا ما يفسر توجه الابناء وحتي الشباب الي الام لان الام تسمع منهم وتجههم بطريقة محببة بالشكل الذي يحقق الانسجام والثقة بين الام والابناء.فيما تقول زينب منصور 27 سنة (لقد استبد ابي واخوتي الشباب برأيهم في موضوع يخص حياتي ومستقبلي وهو موضوع الزواج فقد تقدم لخطبتي اكثر من شخص وفي كل مرة يرفضهم والدي لاسباب غير مقنعة وبرغم موافقتي مضيفة انا الآن شابة في السابعة والعشرين من عمري ولا يزال ابي واخوتي يتحكمون بمصيري وبمستقبلي).ويقول مازن عزب مدرس مساعد في علم النفس التربوي في مركز البحوث التربوية والنفسية (تعاني المجتمعات الشرقية بصورة عامة من السلطة والتسلط ابتداء من الدولة والمدرسة وانتهاء برب الاسرة ومن اسباب ذلك التنشئة الاجتماعية للاب الذي كان يعاني تسلط ابويه من قبل لينقل بدوره هذا التسلط الي ابنائه وخاصة بعض الاباء البعيدين كل البعد عن الاساليب التربوية وحتي في تاريخنا هناك تأكيد علي ان لكل جيل تطلعاته ورغباته وعلي الاباء معرفة ذلك مضيفا (ان لضغوط الحياة تأثير كبير في ذلك فالاب الذي يعاني ضغوط في العمل يعكس انفعالاته علي اسرته دون ان يكون لهم ذنب في ذلك) مؤكدا(ان ضغوط العمل وضغوطات اقتصادية وغيرها ولتسلط الاباء علي الابناء مساوئ عدة علي مستقبل الابناء). Opinions