الافراج عن معظم رهائن حادث الخطف الجماعي في العراق
15/11/2006 بغداد (رويترز) - أعلنت الحكومة العراقية يوم الاربعاء ان معظم الرهائن الذين خطفوا من مبنى لوزارة التعليم العالي يوم الثلاثاء قد افرج عنهم.
وقال مسؤول في المكتب الاعلامي لنوري المالكي رئيس وزراء العراق ان نحو 40 رهينة كانوا محتجزين لدى الخاطفين مساء يوم الثلاثاء وافرج عن غالبيتهم. ولم يعط رقما محددا كما لم يذكر كيف تم اطلاق سراحهم.
وتضاربت التقارير عن عدد الرجال الذين احتجزوا من مبنى وزارة التعليم العالي في قلب بغداد في هجوم نفذه في وضح النهار مسلحون يرتدون زي الشرطة. وأفرج يوم الثلاثاء عن نحو 20 بعد ساعات من وقوع الحادث.
ومن ناحية أخرى كرر متحدث باسم وزارة التعليم العالي يوم الاربعاء نفس تقدير الوزارة التي قالت يوم الثلاثاء ان نحو مئة احتجزوا من بينهم عدد من الموظفين الرجال وزوار المبنى.
ونقل المتحدث عن مساعد مدير المبنى يحيى علوان قوله بعد اطلاق سراحه مساء الثلاثاء "ضربونا وأهانونا وبعد ذلك أفرجوا عنا."
وكان مسلحون يرتدون زي الشرطة العراقية خطفوا عاملين من الذكور والزوار من مبنى وزارة التعليم العالي بوسط بغداد يوم الثلاثاء واقتادوهم بعيدا في اطار ما قد تكون أكبر عملية خطف جماعي تشهدها العاصمة العراقية في اكثر من ثلاثة اعوام من العنف منذ الغزو الامريكي عام 2003 .
ووسط شكوك جديدة بشأن تواطوء الشرطة في أحدث وأكبر عملية خطف جماعي قام وزير الداخلية باستجواب كبار ضباط الشرطة ليقدموا تفسيرا كيف أمكن لعشرات المسلحين دخول مبنى وزارة التعليم العالي ومحاصرة من بداخله واقتيادهم بعيدا في وضح النهار نحو معقل لميليشيا شيعية.
وقالت قناة الفرات التلفزيونية التي تسيطر عليها جماعة سياسية شيعية ان 25 رهينة مازالوا مفقودين.
وصرح عبد ذياب العجيلي وزير التعليم العالي ان بعض المفرج عنهم قالوا انهم اقتيدوا الى حي مدينة الصدر وهو معقل للشيعة في شرق بغداد.
وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية يوم الثلاثاء "الوزير بنفسه يستجوب كل الضباط المسؤولين عن الحي" مشيرا الى حي الكرادة التجاري الذي شهد واقعة الخطف.
وتضغط واشنطن على رئيس الوزراء الشيعي العراقي لشن حملة صارمة على الميلشيات الموالية لحلفائه لكن المالكي يقول انه يحتاج الى مزيد من الوقت. ويشكو كثير من السنة والقادة الامريكيون من ان الشرطة العراقية مخترقة بشدة من جانب الميليشيات الشيعية.
ويتابع البيت الابيض الامريكي الحريص على بناء قوات الامن العراقية حتى يستطيع سحب القوات الامريكية من العراق عن كثب نتائج محاولات المالكي بينما تجري واشنطن مراجعة لسياستها في العراق تحت تأثير الضغط الشعبي المتزايد المطالب باعادة القوات الامريكية الى الوطن.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس يوم الثلاثاء ان ايران وسوريا ليستا مهتمتين على ما يبدو في المساعدة في فرض الاستقرار في العراق أو الشرق الاوسط وهونت من فكرة اجراء محادثات مباشرة.
وقالت رايس للصحفيين وهي في طريقها الى هانوي لحضور قمة للتعاون الاقتصادي بين دول اسيا والمحيط الهادي "لا يوجد نقص في فرص التحدث الى الايرانيين. وأعتقد ان السؤال هو.. هل هناك أي شيء متعلق بالسلوك الايراني يفيد بانهم مستعدون للمساهمة بالامن.. وعلي أن أقول انه في الوقت الراهن لا أرى شيئا من ذلك."
واشار وزير التعليم العالي ان حادث الخطف الذي حدث يوم الثلاثاء جاء بعد مقتل عشرات الاكاديميين ونقل للبرلمان العراقي مخاوفه بشأن مستقبل الجامعات العراقية.
لكنه رفض تقارير قالت انه اقترح اغلاق الجامعات رغم تدني نسبة حضور الطلاب بالفعل بسبب العنف المتصاعد.
واحجم العجيلي وهو سني مثل ما فعل مسؤولون آخرون القاء اللوم على طائفة بعينها في الهجوم.
وقال "انه عمل ارهابي."
وألقيت المسؤولية من قبل على المسلحين الشيعة والسنة على السواء في حوادث خطف جماعية وأفرج المسلحون في الماضي عن بعض المحتجزين على أساس انتمائتهم الطائفية.
وقالت الشرطة العراقية يوم الأربعاء إنها عثرت على عشر جثث في بلدة اللطيفية الواقعة على بعد 40 كيلومترا جنوبي بغداد وأنها تحقق لمعرفة ما إذا كانت هذه جثث لعشرة مسافرين من الشيعة خطفوا في مطلع الأسبوع.
وتجري قوات الأمن العراقية عملية بحث كبيرة للعثور على الخاطفين منذ احتجاز الرهائن يوم السبت.
وذكرت الشرطة ومصادر من وزارة الداخلية العراقية إن سيارة ملغومة انفجرت مما أسفر عن سقوط ثمانية قتلى وإصابة 32 آخرين خارج محطة وقود قرب الوزارة في وسط بغداد يوم الأربعاء.
ولم ترد المزيد من التفاصيل عن الحادث الذي وقع في منطقة الباب الشرقي.
كما أعلن الجيش الأمريكي يوم الأربعاء إن جنديا وثلاثة من مشاة البحرية الأمريكية لقوا حتفهم يوم الثلاثاء متأثرين بجروحهم التي أصيبوا بها في معارك في محافظة الأنبار بغرب العراق.
ولم يذكر الجيش الأمريكي المزيد من التفاصيل.
وقتل 2857 جنديا أمريكيا في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق في مارس آذار عام 2003 .
وأعلن الرئيس الامريكي جورج بوش انه مستعد لقبول "منظور جديد" لوقف اعمال العنف التي يسقط فيها عشرات القتلى في العراق كل يوم بعد ان خسر حزبه الجمهوري في انتخابات الكونجرس التي جرت الاسبوع الماضي وهيمن خلالها الديمقراطيون على مجلسي الشيوخ والنواب.
لكنه تشكك في دعوة الديمقراطيين الى الالتزام بجدول زمني محدد لسحب القوات او سحبها تدريجيا وأيضا لاقتراحات بطلب معونة سوريا وايران لاشاعة الاستقرار في العراق.
وينتظر بوش توصيات لجنة دراسة الوضع في العراق والتي تضم اعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي والتي سمعت من توني بلير رئيس الوزراء البريطاني وحليف واشنطن الوثيق يوم الثلاثاء ان حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ضروري لاعادة الاستقرار الى العراق.
وأبلغ رئيس الوزراء البريطاني الولايات المتحدة يوم الثلاثاء ان التقدم في حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو السبيل لاقناع الدول الاسلامية المعتدلة بدعم اي خطة جديدة للعراق.
وقال بلير الذي أدلى بإفادة من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة على مدى قرابة ساعة لمجموعة دراسة ملف العراق الامريكية ان ازالة نقطة الصراع الرئيسية في الشرق الاوسط بدعم اقليمي موسع سيؤدي الى ضغوط على سوريا وبوجه خاص على ايران لوقف دعم الارهاب ومساندة جهود السلام.
ووصف بلير ايران بانها "التهديد الاستراتيجي للمنطقة".
وقال المتحدث باسمه للصحفيين "قال (بلير) ان أكبر عامل منفرد في اقناع الدول الاسلامية المعتدلة بدعم عراق جديد هو ان يكون هناك تقدم بشأن اسرائيل وفلسطين في اطار استراتيجية للشرق الاوسط ككل وهي نقطة أوضحها رئيس الوزراء مرارا للمجموعة."
كلوديا بارسونز