Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الاقباط في مصر يكسرون جدار الصمت مجاهرين بمخاوفهم بعد فوز الاخوان المسلمين

14/04/2006

تباين:بعد الانتصار الباهر الذي حققته جماعة "الاخوان المسلمين" في الانتخابات النيابية الاخيرة في مصر، بات بعض الاقباط يتبنون مواقف اكثر تشددا من ذي قبل، ويجاهرون علنا بمخاوفهم، حتى ان مجموعات منهم تنتقد بطريرك الاقباط الارثوذكس والكرازة المرقسية الأنبا شنودة الثالث لأنه يبدي ليونة حيال نظام الرئيس حسني مبارك. وحصل "الاخوان المسلمون" على 88 من اصل 454 مقعدا في مجلس الشعب، اي ما يزيد على نسبة 20 في المئة. ولم ينتخب سوى واحد من اكبر طائفة مسيحية في الشرق، وهو وزير المال يوسف بطرس غالي.

وكان المثقف القبطي الشهير ميلاد حنا صرح غداة الانتخابات بأنه "اذا حصل الاخوان على اكثر من 50 في المئة من مقاعد مجلس الشعب، فان اثرياء الاقباط سيهاجرون، ولن يبقى في مصر سوى الافقر، وقد يضطرون الى اعتناق الاسلام".

وتؤكد الكنيسة ان عدد الاقباط المصريين يصل الى سبعة ملايين نسمة، اي زهاء عشرة في المئة من مجموع السكان البالغ 73 مليونا، بيد ان الاحصاءات الرسمية تفيد انهم لا يتجاوزون ستة في المئة.

وعقدت اجتماعات بين قياديين من جماعة "الاخوان المسلمين" ومثقفين اقباط مثل يوةسف سيدهم رئيس تحرير صحيفة "وطني" الاسبوعية الوحيدة للاقباط في مصر. لكن هذا الحوار سرعان ما توقف.

ويفيد مدير مركز الدراسات القانونية والاجتماعية الفرنسي الذي يتخذ القاهرة مقرا له، الان روسيون ان "الجديد في الامر هو ان الاقباط باتوا يعبرون جهرا عن مخاوفهم"، موضحا ان "المسألة القبطية صارت الآن موضوعاً مثيرا لوسائل الاعلام لانها باتت موضع اهتمام وتؤدي الى زيادة التوزيع". ونتيجة الانفتاح النسبي للنظام، باتت التيارات القبطية الراديكالية تطرح كل مظاهر التمييز التي تؤكد ان الاقباط ضحية لها، وهي مظالم تتبناها كذلك جمعيات قبطية في المهجر وخصوصا في الولايات المتحدة واوروبا.

ويرى مجدي صالح من الاتحاد المصري لحقوق الانسان الذي اسسه اقباط، انه بعد الصعود السياسي لـ"الاخوان"، "صرت احظى بمزيد من الوقت في وسائل الاعلام المرئية. كنت اقاطع من قبل بعد 20 دقيقة، اما اليوم، فيمكنني التحدث مدة ساعة كاملة".

ويتحدث ناشطون اقباط خصوصا عن حالات "اعتناق قسري للاسلام" لفتيات قبطيات، يصعب التحقق منها، غير ان المحامي القبطي ممدوح نخلة الذي اطلق في كانون الاول الماضي مبادرة لانشاء حزب جديد يدافع عن "حقوق الاقليات المضطهدة"، اكد ان "حالات الاعتناق القسري للاسلام تعد بالآلاف، والشرطة متواطئة لأنها ترفض اجراء تحقيقات في هذه الحالات". واذا كان الاقباط نددوا بالرسوم الكاريكاتورية المسيئة الى النبي محمد في صحيفة دانماركية، فان منظمتين قبطيتين اقامتا في شباط الماضي دعوى على الداعية ابو اسلام احمد عبد الله الذي اصدر كتباً مناهضة للاقباط. ويقول نخلة: "خلال نصف ساعة اشتريت بما قيمته الفي جنيه (350 دولارا) كتبا مهينة للمسيحيين في معرض القاهرة الدولي للكتاب"، معربا عن دهشته "لطرح هذه الكتب للبيع من دون اي قيود".

لكن هؤلاء الناشطين لا يحظون بدعم العديد من المثقفين الاقباط الذين يحاولون وضع المسألة القبطية في السياق الاوسع لمطالب الاصلاح الديموقراطي في البلاد.

ويؤكد المنسق العام لحركة "كفاية" المعارضة جورج اسحق ان "هناك بالفعل تمييزا ضد الاقباط، لكن مطالبهم لا يمكن ان تعالج بشكل منفصل. عندما تحل المشكلات التي يعانيها الشعب المصري، ستحل مشكلات الاقباط ايضا". Opinions