Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الاقلية السريانية في تركيا ضحية الصراعات السياسية

معاناة السريان بعد قيام الجمهورية التركية وولادة حزب العمال الكردستاني!
لم تنته معاناة السريان (الكلدوآشوريين) في جنوب شرقي تركيا بعد توقف حملات التطهير العرقي ضدهم خلال أعوام 1914 ـ 1919. ولم ينعم السريان بالسلام والطمأنينة حتي بعد تحول تركيا في اذار (مارس) 1924 الي دولة علمانية في عهد كمال اتاتورك، وظهور احزاب كردية معاصرة عوضاً عن الآغاوات والاقطاعيين الاكراد. فتركيا لم تعترف بحملات التطهير العرقي التي اقتلعت الاف السريان من مناطقهم التاريخية، ولم تقر دستوريا بوجودهم التاريخي في أعالي ما بين النهرين. وعوضا عن ذلك قامت بتتريك أسماء أغلبية المناطق السريانية في جنوب شرقي تركيا لمحو اثار أبناء الرافدين (السوريين والعراقيين)، ومنعت تركيا تدريس لغة الرافدين وسوريا القديمة (السريانية) او التحدث بها، كما قامت بتشكيل ميليشيات تتكون من الاكراد سميت بـ (حراس القري)، علي غرار الفرق الحميدية التي شكلها السلطان عبد الحميد عام 1890 م لضرب السريان والارمن. وكان هدف تركيا واضحا من وراء تشكيل هذه الميليشيات (حراس القري)، وهو لضرب الاكراد ببعضهم البعض من جهة، وطرد ما تبقي من السريان من جنوب شرقي تركيا من جهة اخري.
أما عندما ظهر حزب العمال الكردستاني علي السطح بشدة منذ أن اعلن الكفاح المسلح بوجه الحكومة التركية عام 1984، فقد مارس هذا الحزب شتي صنوف الضغط علي القري السريانية لتقدم لأعضائه ومناصريه المال والمأوي والمأكل والملبس! وعندما كان يستجيب السريان لهذه المطالب خوفا من القتل والانتقام، كانت تأتي دبابات وقطعات الاتراك العسكرية لهدم القري السريانية واتلاف أراضيها ومحاصيلها الزراعية كعقوبة لتقديمها الدعم للمتمردين الاكراد، والعكس صحيح أيضاً، مثلما حدث في قرية بنيبيل السريانية عندما اغتال حزب العمال الكردستاني عام 1990 أربعة من خيرة رجالات القرية، بذريعة تعاونهم مع الحكومة التركية، بينما الحقيقة كانت أن هؤلاء قد وقفوا بعزم ضد الهجرة السريانية المدمرة من طورعبدين، فكانت الغاية من قتلهم هي ترويع وتخويف أهالي القرية واجبارهم علي انتقاء خيار الهجرة حلاً لخلاصهم. والانكي من هذا وذاك، ان حزب الله الكردي قام بدوره بتصفيات جسدية مرعبة، واستهدف النخب السريانية المثقفة، وأناسا واطفالا ابرياء بحجج دينية واهية لا تمت الي الدين الاسلامي بصلة. كل هذه الخروقات والمضايقات ادت الي طرد اكثر من 150 الف سرياني من جبال طورعبدين فقط، منذ اندلاع القتال ما بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية، هذا عدا الهجرة الجماعية للسريان من مدينة الرها (اورفا) التي حدثت عام 1924 بسبب الظلم التركي والكردي.
وحمل المهاجرون السريان من تركيا مع حقائبهم المليئة بالوجع والمرارة وذكريات الوطن الاليمة ملف حملات التطهير العرقي الي مجالس البرلمانات الاوروبية في السويد والمانيا وهولندا، ومؤخراً صوت البرلمان السويسري علي مقترح يتضمن الاعتراف بحملات التطهير العرقي التي ارتكبتها تركيا بالتعاون مع العشائر الكردية ضد السريان، ولكن لم يقر المقترح بفارق صوتين لا أكثر. وتعمل اليوم المنظمات والاحزاب السريانية (الكلدوآشورية) في اوروبا، وبشكل ملحوظ ونشط، علي اعاقة دخول تركيا في الاتحاد الاوروبي، لحين اعترافها بحملات التطهير العرقي التي ارتكبتها بحق السوريين والعراقيين (السريان)، وايضا التأكيد علي ضرورة احترام تركيا لحقوق الانسان والاقرار بالتعددية القومية والدينية للمجتمع التركي بشكلي عملي ملموس! Opinions