Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الام والطفل

قبل الولادة
هناك شواهد كثيرة على دور الام والاخت والزوجة في العهدين تثبت لنا دورهن في الاسرة السعيدة، ابتداء من الحمل حيث تنتظر الام طفلها بشوق، تهيئ له ما يحتاج من ملابس ومهد ومتطلبات مختلفة وفي نفس الوقت يجب ان توفر لنفسها الشروط النفسية والادبية والروحية (الموسيقى مثلا) باتخاذ موقف الهدوء والسكنية المشبعة بالسلام الداخلي، والانتظار بفرح والتغلب على مخاوف من شأنها ان تجعل مجيء الطفل في جو مملوء بالسعادة. واذا لم تكن مشاعر الام مهيأة لمجيء الطفل فيكون ذا تأثير سلبي وسيئ على الجنين. وعلى الصعيد المسيحي، فان موقف الام الروحي ومشاعرها الايمانية: من حياة طبيعية ملائمة، صلاة، محبة الاخرين هي صفات المرأة ومن ثم العائلة المسيحية، يضاف اليها دور الاب في توفير الشروط الخارجية وما يرافقها من مشاعر عاطفية لتوفير الجو الادبي للزوجة وهي الثقة والامان والحنان والتي من شأنها ان تقوي معنويات الام التي هي بحاجة ماسة اليها.

بعد الولادة
اما دور الام بعد الولادة وحتى سن البلوغ فيتحقق نمو الانسان على مراحل متعاقبة ومتشابكة ويكون، ويكون النمو تارة سريع الحركة واخرى بطيئها، يتخللها ازمات وخاصة في الاعمار من (7-9) و(11-13) و(18-25) و(45-60) فيجب اعطاء اهمية كبرى لدور الازمات في حياة الانسان، فهناك ازمة الانا، ويقظة الايمان عند الطفل في السنين العشر الاولى، وازمة الاخلاق والقانون والحب في سن 13، وازمة الحياة الواقعية في سن 25 وازمة النحن في سن 45 بعدها النضوج والى الكمال 60 فما فوق.

الام والكنة
هذه هي المراحل والازمات التي يمر بها كل واحد منا ومنها الام والكنة والسؤال هنا هو هل تقبل الام بسهولة والتي عانت ما عانت خلال هذه المراحل والازمات ان تاتي واحدة وفي وقت قصير وتاخذ ابنها منها وتريده كله لها؟ الام ام الكنة؟ فيكون الجواب اكثر وضوحا وواقعية إذا كانت لهذه الام ابنة متزوجة، فهل ترضى هذه الام لابنتها ما تعمله هي تجاه كنتها سلبا أو ايجابا، وكذلك الموضوع ينطبق على الكنة واخوها المتزوج، اليس موضوعا تضامنيا بين الجميع؟
من اجل اسرة سعيدة
ليكن ميلاد الالفية الثالثة، ميلاد الغفران، ميلاد الاعتراف بالخطأ ميلاد مساعدة المحتاجين والفقراء. ومن اجل اسرة سعيدة نقول:
2) لتساعد الام (ابنتها وكنتها) على ترسيخ السعادة الزوجية من اجل ان ياتي الطفل (الحفيد) والذي هو اخ يسوع، ليكون سلواها وثمرة تعبها وخاصة إذا بقيت وحيدة. وليعرف الزوجين (الابن والكنة) مقدار الحب الذي تكنه لهما والديهما من خلال حبهما لاولادهما وفي هذا الوقت فقط يشعرون بمقدار الحب والحنان الذي كان يكن لهما ابويهما من الحمل على الزواج.
3) بهذا يقوم الحفيد بدور الروح القدس، وهو كذلك بالنسبة للابوين والجد والجدة، وسيصبح الاب في المستقبل وبهذا تكمل حلقة الابن والابن والروح القدس.
4) قال يسوع اكرم اباك وامك (الوصية الثانية) واحبب قريبك كنفسك. وانت في الالف الثالث هل تحب امك بقدر محبتك لزوجتك؟ طبعا لا، فالمفروض ان يكون لكل واحدة منهن محبة خاصة وهل تحب اخوك واولاده مثل محبتك لاولادك، الجواب كلا طبعا، على ضوء الجواب هنا وحسب الظروف الذاتية والموضوعية لكل شخص وعائلته يكون دور الام في تكوين العائلة السعيدة اساسيا! نعم هناك دور اكبر للرجل (العمل والسهر من اجل العيش والتربية) ولكن يبقى دور الام مميز وخاصة في تربية الاولاد وخاصة البنات.
5) اتمنى ان لا نقع جميعا في الفخ، ولنعرف ان الام كانت الكنة والكنة كانت طفلة والطفلة ستصبح ام ومعلمة وزوجة وطالبة وهن جميعا سيمرون جميعا بهذه الادوار والازمات لذا اتمنى لو كان قلب عشرات المرأة عشرات الاضعاف مما هو عليه الان حتى لا تقع في الغرور والضعف البشري والكبرياء والسلطة التي رفضها يسوع، لان الجميع سيصبحن يوما ما ام التي لا ترضى ان يعاملها اولادها أو كنتها في المستقبل كما تعامل عمتها اليوم والكنة ايضا الام هل ترضى ان يعاملوا ابنتها كما تعامل هي كنتها.
6) إذا تفكر كل واحدة من هذه الزاوية نرى ان هناك بداية طريق السعادة للعائلة الكريمة وهنا يبرز دور الايمان وطريق التسامح والغفران والاعتراف بالخطأ باعتباره قوة وشجاعة وليس العكس وبهذا تبين معدن وقيمة الشخص البشري، وبذلك يمكن العبور من عائلة روتينية شبه مفككة إلى عائلة متماسكة سعيدة، فلا يجب ان ننتظر السعادة من الخارج بل من ذواتنا وعملنا حيث الانطلاقة تكون من الانا، من اجل وضع لبنة لصنع هذه السعادة والمرتبطة دائما بالحرية والتي اولى خطواتها هي التوازن بين العقل والقلب من خلال علاقات وتضامن جماعي وبهذا تصل إلى اخلاقية مسيحية اصيلة وهنا لا يكون الانسان حاجة فقط بل حس جمالي.


سمير شبلا
بمناسبة اعياد الميلاد 2001
ورأس السنة المجيدة 2002
بغداد في 24/10/2001

المصادر
• الاب ي عتيشا التربية الدينية –كلية بابل- 1995 ص15 سطر 6.
• بحث مقدم إلى كلية بابل لسنة 2000 –علم النفس- الاب بشار المخلصي.
• المرحوم د. حبي –الفلسفة الادبية والاخلاق الاجتماعية- بغداد 1995.
• تألق الحقيقة –ارشاد رسولي – البابا يوحنا بولس الثاني رجل الدين/لبنان.
Opinions