الانتقادات غير البناءة في المواقع
نحن المسيحيون من الكلدان والسريان والاشور والارمن يجب ان نتعامل مع الاخر حسب تعاليم رب المجد ، المحبة . ومنذ عام 2003 لم تغف جفن الاخوة في المسيح بمحو اسم الكلدان واستعمال النقد اللاذع والكلمات غير الموزونة لأي تصريح او كتابة تخص القضايا الكلدانية ، كاننا امام شرطي المواقع الذي يسطر مقالات انشائية مليئة بالاغلاط النحوية ويفتقر الى الذوق السليم والبَناء وسمات الكاتب المثقف . ان الشيطان يتدخل في روح الشرطي ويُثار روح التذمر والكراهية والسخط . ناهيك عن الدينونة ، يتعامل مع الاخر بالدينونة ، وتفسد المحبة " لاتدينوا لكي لا تدانوا " ( متى 7: 1 ) . ان الكاتب يجب ان يتصف بصفات الكاتب المثقف وبالاخلاقية والشفافية تجاه الاخر حيث النقد المفسد يتجه باتجاه عكسي نحو الهدم والحساسية والعداوة . في الاونة الاخيرة اشتدت الانتقادات في المواقع وكأن المواقع اصبحت جهة اعلامية للوصول الى غايات دفينة . نستنتج من ذلك ان هناك مؤامرة كبيرة على الكلدان يقوم بتخطيطها جهات مجهولة وتنفيذها جهات داخلية معلومة ، اصحاب التسميات المركبة والاحزاب الاشورية ، بل اصبح المشهد واضحا في المسرحية ، انها اللعبة السياسية ، ولكننا نكافح من اجل قبر هذا المخطط وبيان الحقيقة الى كل مسيحي شريف يريد ان يعيش مع اخيه بسلام وتفاهم ومحبة . نرجو من الاتحاد العالمي للكتاب والكلدان القاء محاضرات بهذا الخصوص .مع الاسف ان تعاليم المسيح ليس لها مكانة بين المسيحيين ، لان المسيح لا يسمح قط بأن يدين الاخوة بعضهم البعض . والدينونة من شخص او اشخاص ممنوعة بين اولاد المسيح نهائيا . ان النقد الذي يفتقر الى المصداقية والاخلاقية يتدخل الشيطان ويٌثار روح التذمر والسخط . لهذا يوعي المسيح ابنائه ان لايستخدم النقد الهدام والدينونة اطلاقا .
ويقينا ان صاحب الانتقاد المفسد القائم على الرياء يستحيل عليه ان يبني لنفسه بناءاً خلقياً صحيحاً، اذا فسدت المحبة فمعنى ذلك انه قد فسد القلب لكل خلجانه وملكاته وانعمت بصيرته وضل ذكاؤه وبالتالي يحدث ارباكا في القوميات بسبب عدم حكمة هؤلاء الكتاب الذين لهم غايات دفينة لابراز ذواتهم ، ولهم حجج واهية كاذبة لاتمت الى الحقيقة بصلة ، هدفهم اعلاء شأن الاشورية ، النساطرة الكلدان ، وهدم باقي القوميات ، ان الكاتب الهدام لم يجن ِ سوى الدمار والرياء ، والطبول تقرع بالشعب الواحد ، والكفاح من جعل الكلدان مذهب او طائفة او مُكون من خلال المطالبة بوحدة شعبنا ، وانهم بعيدون عن الوحدة ، لأن الوحدة تبنى بالمحبة وليس الغاء الأخر والتعالي ، من اعمالهم تعرفونهم .
وان كلدانيتي حقيقة تأريخية موجودة منذ الاف السنين في ارض مابين النهرين واعترف بها ، وكذلك الاثوري يعترف باثوريته ولا حرج لي ، والاخر بالكردية والعربي بقوميته ايضا . من هنا ارى بان قاسما مشتركا يجمع بيننا جميعا في وحدة الشعب في اطار الحدود السياسية للدولة المثبت في الدستور العراقي بين الكلدان والاثور بموجب المادة 125 والتي تنص " يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان والكلدان والاشوريين وسائر المكونات الاخرى ". ان القوميتين مدرجتان في الدستور العراقي . هناك مؤامرة تحاك للنيل من اسمنا في الدستور، يرجى من احزابنا الكلدانية والمؤسسسات وشعبنا التصدي بقوة لهذه المؤامرة . كافح الأشوريون الغاء اسمنا من الدستور الكردستاني ، ومع الاسف ان الجهات الكردية كانت سلبية تجاه الكلدان الذين شاركوهم بالنضال في كفاحهم . ان سركيس اغاجان والاحزاب الاشورية لايمثلون الكلدان اطلاقا ، وارجو من الجهات الكردية ان تأخذ بنظر الاعتبار ان الكلدان يعيشون في ارض الواقع وليسوا خيالا لكي تهمش حقوقهم واسمهم من الدستور الكردستاني . نتمنى من الجهات الكردية اعادة قرارها بايجابية لتثبيت اسم الكلدان في الدستور الكردستاني لترجع البسمة الى الوجوه .
كما ارى ان اسلوب التجريح لمشاعر الاخرين فــي الكتابة لاينسجم مع صفات الكاتب المثقف والمؤمن الذي يحترم الاخر ، لان مثل هذه الكتابات لاتخدم الكلداني ولا الاشوري ولا السرياني بل بالعكس تفرق ولا توحد . وخاصة في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها عراقنا الحبيب ، يتحتم علينا جميعا التفكير مليا كيف نتوحد لنشكل عمودا فقريا للمسيحية العراقية الاصيلة ولتكون لنا قوة الكلمة في بلدنا الغالي . وارجو ان تنطلق اخي الاشوري من محبة الذات الى محبة اخيك كلداني القومية وكذلك السرياني لخدمة الشعب المسيحي بقومياته الزاهية الكلدانية والاشورية والسريانية وكذلك الارمنية . ثلاث صفات ينبغي ان يحملها الكاتب المسيحي في كيانه لكي يؤهل للمشي مع باقي القوميات : 1. الشجاعة الذاتية للاعتراف بجميع قومياتنا المسيحية ، حيث لاتوجد قومية متعالية على اخرى 2. النية العاقدة والعنيدة على البذل لجميع القوميات ( الكلدانية والسريانية والاشورية ) 3. الامانة المطلقة لخدمة القوميات وليس لقومية واحدة اشورية . ان اعتبار جميع القوميات قومية واحدة اشورية تعتبر موازنة خاسرة وقع فيها ولا يزال يقع فيها غالبية الكتاب من الاشوريين مثلما وقع اهل العروبة سابقا ولم يفلحوا . ان اسلوب التهريج في الانتقادات ومحاولاتهم من النيل من اسمنا لا يثنينا من المواصلة والسير الى الامام، لأن قافلة الكلدان مستمرة بالسير الى الامام ولا تبالي ما وراءها من هدم ومؤامرات ، بل الجهاد بمحبة وكشف الحقائق نصل الى هدفنا .
ونصيحتي لكل سياسي او كاتب اشوري بالكف المؤامرات الدفينة والتكلم على الكلدان الذين لهم احترامهم في المجتمع، سوف نجاهد بمحبة ان نقطع دابر النميمة والمؤامرات لمحو اسمنا من الدستور العراقي والكردستاني . ومناداتكم باننا شعب واحد هي قبلة يهوذا للوصول الى غايات دفينة في قلوبكم . " فقال له يسوع يايهوذا أبقبلة تسلم ابن الانسان " ( لوقا 22: 48 ) هنا قمة الرياء القاتل في صورة قبلة محبة !