الانتهازية ..... و نماذج !!!
Sabti_kallo@hotmail.com"عجبت لمن يغسل وجهه عدة مرات في النهار ولا يغسل قلبه مرة واحدة في السنة"
ميخائيل نعيمة
الانتهازية
مازالت الانتهازية ظاهرة اجتماعية بل مرض ينخر في جسم المجتمعات بصورة عامة وفي جسم المجتمع العراقي بصورة خاصة سواء في الداخل او المغتربات ، وتبرز هذه الظاهرة وتتضح اكثر مع كل تغير سياسي " انقلاب او ثورة او تغير نظام او احتلال ! اواقتطاع ارض متنازع عليها !!!" او بروز مراكز قوى سياسية او اجتماعية ، او تغير وزير او رئيس مؤسسة او مدير عام او مختار اومامور مركز !
ومرض الانتهازية كما يصيب الافراد كذلك يصيب احزابا سياسية او حكومات ، والانتهازي لا يشعر بالذنب او بالخجل في سبيل تحقيق مصالحه الشخصية ويظهر امام الاخرين بالحيادية او تحت مسميات مذهبية او طائفية او قومية ظاهريا ولكن هدفه نسف كل المبادئ من اجل تحقيق مارب شخصية ، وكما تغير الحرباء جلدها بحسب وضعها الفيزيائي والفسيولوجي كذلك الانتهازي يغير مبادئه وفق الزمان والمكان .واللعب على مجموعة " حبال " والتصيد بالماء العكر والايقاع بين الاخرين او الابتزاز بكل الطرق ومنها التهديد او قطع الارزاق والاعناق او التشبث باذيال صاحب السلطة او صاحب المال .
نطالع بين حين واخر عبر وسائل الاعلام ومنها الشبكة العنكبوتية او تصلنا بين فترة واخرى اخبارا لاشخاص نعرفهم ونسمع عنهم في الوطن ، ان احدهم اصبح عضوا قياديا او مستشارا في كيان سياسي والاخر اصبح مديرا عاما في وزارة ما او شغل منصبا مرموقا في مؤسسات الرئاسة " الفدرالية " او في الجكومة الاتحادية الجماهيرية الشعبية او في الاقليم الديمقراطي ، واسماء اخرى انخرطت في صفوف احزاب دينية او قومية ، و منهم من استبدل الزيتوني بجبة " فصلها " على مقاسه خياط ماهر ومسك بمسبحة سوداء طويلة وشفتيه تنطق بكلمات غير مسموعة سوى استغفر الله العظيم و استبدل " دبلة " زواجه " بمحبس كبير يعلوه حجر كريم بارق واصبح متجهم الوجه دلاله " الخشوع والتقوى " مع العلم الكثير من الاسماء كانت في صفوف الحكم البائد وكانوا يخدمون اجندة النظام وتنفيذ اوامره مهما كانت تلك الاوامر من هدر لحقوق الانسان بكل الانواع لكي ينالون درجة حزبية او وظيفة اعلى ، و كانوا يستخدمون كل الاساليب الاستفزازية للكثير من العوائل عندما كانوا يقتحمون منازلهم من اجل سوقهم الى جبهات القتال واليوم نقرا ونسمع اخبارهم انهم في المراكز المتقدمة في الكيانات السياسية الطائفية والمذهبية والعلمانية والقومية في العراق بعد 2003 .
نماذج
1 - بعد الغاء مجلس النواب المادة 50 من الدستور العراقي التي تنص على إعطاء الأقليات القومية والدينية المسيحية والمندائيين والأيزيديين والشبك وكلهم من سكان وادي الرافدين الأصليين، استقبل السيد الطلباني وفدا من تلك الاقليات مستنكرا هذا الاجراء " النيابي " التعسفي وواعدا لهم باعادة الحق الى نصابه عندما يصله قرار النواب ، ولكن لم يعيد الحق بل اكد انتهازيته كالعادة في الكثير من مواقفه .
2 - البعض يكتب ما تسمى بالمقالات وهي تدعو الى الوحدة والتكاثف ولكن في الواقع وفي احاديثهم ومجالسهم واجتماعاتهم الخاصة تسمع كل انواع التعصب والطائفية والمذهبية .
3 - الاخر يرفع شعار الحيادية امام مجتمعه وهو الوقور" المتعلم " الهادئ ولكن يدعم احدى الحركات السياسية ماديا ويطلب عدم ذكر ذلك امام الاخريين .
4 - اخر يكتب مقال يدافع عن انقلاب 8 شباط وانقلاب 17 تموز ثم يكتب عن الزعيم عبدالكريم قاسم ويعدد خصاله الحميدة ووطنيته ونسى ان انقلابيوا 8 شباط هم الذين اعدموا الزعيم عبد الكريم قاسم !!
5 - الاخر يهاجم النظام الملكي ويصف ملوكه وحكوماته بالعمالة للاستعمار البريطاني وبعدها بتحدث عن وطنية نوري السعيد ونسى بان " الباشا " كان احد البارزين في التوقيع على معاهدة حلف بغداد !
6 - سالت احدهم عن آراؤه بالاجندة التي تخدم الاشقاء الاكراد في توسيع رقعتهم الجغرافية على حساب اراضي يقطنها اكثر 98 بالمائة من غير الاكراد اجابني نعم هذا " مكشوف " وعندما سالته اذا لماذا لا تخصص احدى " مقالاتك " الغزيرة " عن ذلك ! اجابني ، كيف اكتب وانا املك ارضا زراعية صغيرة بالواراثة في شمال العراق عفوا " كوردستان " مبتسما !! اجبته كما فعل الاخرين عندما تركوا كل ما يملكون من اجل مبادئهم و وطنيتهم ! ابتسم ببلاهة مرة اخرى !
7 - اخر يكتب عن الاممية والشيوعية وحرية الانسان واحترامه مهما يحمل من تسمية مذهبية او قومية او طائفية وتطبيق الشعار " وطن حر وشعب سعيد " ثم يكتب لتمجيد قومية معينة الى حد التطرف والدفاع عنها واستخدام كل الكلمات والجمل المباحة والغير المباحة بحق الاخرين ... ثم يحتفل بذكرى تاسيس الحزب الشيوعي العراقي !!
8 - " متعلما " اخريصل الوطن بعد الاحتلال ليرتمي في حضن ومازال يتنقل من حضن الى اخر رافعا شعار (الغاية تبرر الوسيلة) وكلما استقر في حضن لا يخجل من شتم الحضن السابق ارضاء للحضن الجديد .
9 - يستنكرون تدخل المرجعيات الدينية في السياسة " حلالس " ولكن ترى في كتاباتهم مطالبة مرجعيتهم بالتدخل لابراز طائفتهم او مذهبهم !! وان مرجعيتهم هي الرمز والاقتبراب منها هو الخط الاحمر القاني " حرامس"
10 – الاخرين كانوا يصرخون في مسيراتهم وهتافاتهم ليلا ونهارا مهاجمين كافة انواع الاستعمار سواء كان شيطانا اكبرا او اصغرا او امريكيا او بريطانيا او من جزر القمر اوجيبوتي اومدغشقر اوساحل العاج واليوم يستقبلون " الجنرال " و" المارشال " و " الكولونيل " و " الميجر " مصافحين رافعين القبعات احتراما واجلالا وتقبيلا .