الباحث العراقي الدكتور سعد متي بطرس يكشف عن مادة طورها ويستعد لاستخدامها في تحسين أداء مشروع المصب العام
10/11/2011شبكة أخبار نركال/NNN/السومرية نيوز/
يكشف باحث عراقي من محافظة البصرة، الأربعاء انه طور مادة غير سامة تقتل أنواع المحار التي تتكاثر في أنابيب ومضخات المياه، لافتا إلى انه يستعد لتنفيذ مشروع لتخليص (مشبكات) المضخات الضخمة لمشروع المصب العام لمياه البزل في محافظة ذي قار من حيوان البرنقيل الذي ينمو عليها ويتسبب بانسدادها.
ويقول الباحث الدكتور سعد متي بطرس في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "دائرة مشروع المصب العام وجهت لي دعوة لزيارة موقع إدارة المشروع في محافظة ذي قار، للإطلاع على الأضرار الناجمة عن نمو حيوان البرنقيل (المحار) على المشبكات المعدنية الخاصة بالمضخات الضخمة للمشروع"، مبيناً أن "البرنقيل تتسبب بانسداد المشبكات بما يؤثر على كفاءة عمل المضخات في سحب مياه البزل".
ويبين بطرس أن مشكلة محار البرنقيل لا تقتصر على مضخات مياه البزل، ويلفت إلى أن "المحطات الحرارية لتوليد الكهرباء في محافظتي البصرة وذي قار تواجه نفس المشلكة".
ويوضح بطرس أن المادة التي طورها لمكافحة البرنقيل ويحتفظ بحقوق ابتكارها "غير سامة ومركبة من عدة عناصر وتمنع لدى طلاء القطع المعدنية بها تكاثر حيوان البرنقيل عليها بحيث انها تفقده القدرة على إنشاء مستعمراته، وبالنتيجة تعمل المضخات العملاقة بطاقتها القصوى".
ويلفت الى أن إدارة دائرة مشروع المصب العام التابعة لوزارة الموارد المائية طلبت منه تنفيذ مشروع لصالحها يقضي بـ"استخدام المادة في طلاء المشبكات المعدنية للمضخات".
ويتابع بطرس انه وجه إدارة الدائرة "بالتعاقد مع جامعة البصرة كجهة استشارية ممثلة عنه من الناحية القانونية، وقد أبدت الدائرة موافقتها ومن المقرر توقيع العقد رسمياً بعد أيام قليلة على أن ينفذ المشروع في أقرب وقت"، موضحاً أن "كلفة المشروع لم تحدد بعد".
ويمتد مشروع المصب العام الذي انجز في العام 1992، من ناحية الاسحاقي الواقعة شمال بغداد وحتى أقصى جنوب البصرة، ويهدف الى استصلاح مساحات واسعة من الأراضي الزراعية عبر تخليص تربة السهل الرسوبي في وسط وجنوب العراق من الأملاح، بحيث يقوم بتصريف مياه البزل التي تصب فيه بواسطة عدد من المبازل الفرعية الى الخليج العربي مباشرة عبر شط البصرة، وتقدر وزارة الموارد المائية كمية الأملاح التي ينقلها سنوياً بـ80 مليون طن.
ويدعو بطرس وزارة الكهرباء الى "الاستفادة من نفس المادة في تخليص أنابيب نقل المياه في محطتي الهارثة والنجيبية في محافظة البصرة ومحطة الناصرية في محافظة ذي قار من مستعمرات حيوان البرنقيل"، مؤكداً أن "المحطات الثلاثة تفقد من انتاجها نحو 200 ميكا واط بسبب اسنداد مداخل أنابيب نقل المياه بمستعمرات البرنقيل".
ويعد حيوان البرنقيل أحد أنواع المحار الصخري الذي يعيش ملتصقاً بالصخور والأسطح الصلبة في البيئات المائية الضحلة، والمواقع التي تغمرها المياه في حالات المد، ويتراوح طوله من 2 سم الى 75 سم وتتلون قشرتها بالأصفر والأبيض وأحياناً بالبرتقالي والأحمر، ويلحق هذا النوع من الحيوانات ذات القشور الكلسية الصلبة أضراراً بالبواخر ومحطات ضخ المياه والمحطات الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية القريبة من الأنهر والشواطئ كونه يلتصق بالأجزاء المعدنية الغاطسة منها ويتكاثر عليها.
يذكر أن الباحث سعد متى بطرس حصل على البكلوريوس في علم الفيزياء من الجامعة المستنصرية في بغداد، ونال درجة الماجستير من الجامعة نفسها، ثم أكمل دراسته العليا في جامعة داندي البريطانية وحصل منها في العام 1990 على درجة الدكتوراه في فيزياء المواد، وهو يتولى إدارة وحدة المجاهر الالكترونية في جامعة البصرة، فضلاً عن كونه استاذاً مساعداً في كلية العلوم بنفس الجامعة، كما يترأس منذ العام 2009 لجنة الأقليات الدينية في مجلس محافظة البصرة باعتباره أحد أبرز وجهاء المكون المسيحي في المحافظة.