البارزاني والعلم.. عليكم غفور رحيم علينا شديد العقاب
أثار قرار مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان العراق حول منع رفع العلم العراقي الحالي في الإقليم الكثير من التشجنات وردود الأفعال بين الأوساط العراقية.. وأضاف الموضوع ثقلا آخر على كاهل المواطن العراقي الذي يعاني أصلا من أثقال شتى.. إلا أننا لن نخوض في تفاصيل تناولها الكثير من الأخوان الكتاب الذين يجترون الهم الوطني العراقي ليل نهار دون من يسمع أو يرى.. بل سنكتفي بالقول:إذا قبلنا جدلا بمحاججات مسعود البارزاني حول تشريع عدم رفع العلم العراقي (وليس إنزاله لأنه أصلا لم يكن مرفوعا سوى في السليمانية وبدون عبارة التكبير) في منطقة إقليم كردستان العراق.. وإذا ابتعدنا عن الجانب العاطفي للقضية، ومدى تعلق العراقيين بصورة عامة بعلمهم الذي يكنون له كل الحب والإحترام.. وإذا تناسينا إستثناءات السيد البارزاني العديدة حول قبوله بالعلم العراقي (الصدامي) في عام 1991 وعام 1996 وما قبلها أيضا.. وإذا أهملنا تداعيات الأمر وما سببه من إحراجات وتضييق الخناق على أقرب حلفاء البارزاني السياسيين، وفي مقدمتهم فخامة رئيس الجمهورية العراقية السيد جلال الطالباني ودولة رئيس مجلس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي.. وإذا تعالينا على آلام الضحايا العراقيين من غير الكورد وما يدفعونه من ثمن يومي نتيجة القتل والإستهداف المباشر وغير المباشر ونأينا بأنفسنا جانبا.. وإذا تغافلنا عن التوقيت السيء للقرار وما أثاره من ردود أفعال في الأوساط العراقية المختلفة وما نتج عنها من تصريحات وصلت حد الشتم والتهديد والتي قوبلت بالمثل وما سثيره ذلك من أفعال على المستوى الشعبي.. وإذا سلمنا بالدم الكوردي الزكي الذي من الوارد جدا إراقته في مناطق بعيدة عن سيادة المملكة البارزانية والدولة الطالبانية بدون أي ذنب نتيجة الأوضاع والجماعات المنفلتة.. وإذا.. وإذا.. وإذا.
فهل بمقدورنا أن نقبل أو نبتعد أو نتناسى أو نهمل أو نتعالى أو نتغافل أو حتى نسلم بهضم حق القوميات والأعراق الموجودة مع الكورد إن لم يكن قبلهم في مناطق إقليم كردستان العراق؟. من هنا أطالب كمواطن عراقي السيد مسعود البارزاني أو من يريد أن يوكل نفسه محاميا عنه بالرد على الأسئلة التالية:
1. إذا كان العلم العراقي الحالي ذو الثلاث نجمات يمثل العنصرية العربية.. فماذا يمثل العلم الكوردي ذو الشمس الواحدة؟.
2. إذا حصلت جرائم بحق الشعب الكردي تحت ظل العلم العراقي الحالي.. فتحت ظل أي علم حصلت جرائم سمكو الشكاك وميرا كور وأمير بوتان وحتى مشاركات الأكراد في أحداث سميل؟.
3. إذا كان العلم العراقي لا يملك إرثا تاريخيا وهو لم يتم تبنيه إلا عام 1963، أي منذ 43 عاما فقط.. فأي عمق تاريخي يمتلكه العلم الكردي الذي تنحصر فترته في 11 شهرا فقط (حياة جمهورية مهاباد الكردية)؟.
4. إذا كان العلم العراقي قد اتخذ رمزا للدولة ودون الرجوع إلى الرأي الكوردي فيه.. فما هو رأي العرب والتركمان والآشوريين من مواطني كردستان بالعلم الكردي المتخذ رمزا للمنطقة؟.
5. إذا كان العلم العراقي لا يحمل أية دلالة لباقي الجماعات العراقية من غير العرب، ولا بد من تغييره.. فما هي الدلالات التي يحملها العلم الكوردي والتي ترمز إلى غير الكورد؟.
6. إذا كان هناك فراغ دستوري حول تبني العلم العراقي.. فأي سند دستوري يمتلكه قرار رفع العلم الكردي؟.
وأخيرا.. إذا كان للسيد مسعود البارزاني الحق في أن ينزل العلم العراقي من أسطح البنايات الموجودة في كردستان دون الأخذ برأي الأطراف الأخرى.. فهل يحق للآخرين أيضا أن يرفضوا رفع العلم الكوردي فوق بناياتهم دون سؤال البارزاني عن رأيه بالموضوع؟.