Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

البصرة توجه النداء للعراقيين:شوف الزهور واتعلم

19/06/2008

شبكة اخبار نركال/NNN/البصرة/
لم يكن ابو خالد يتصور انه سيستطيع في يوم من الايام معاودة هوايته الاثيرة بالعناية بحديقة المنزل، التي اهملها منذ سنوات بسبب الاوضاع الصعبة التي كانت تعيشها البصرة على مدى السنوات الماضية. وحين ذهب قبل ايام الى احد المشاتل اكتشف انه ليس وحده من شّمر عن ساعديه واستل مسحاته الصغيرة لاعادة ترتيب حديقته، بل ان هناك اخرين بدأوا بذلك ربما قبله.
وعد عدد من المثقفين البصريين ظاهرة الاقبال المتزايد الملحوظ من قبل اهالي المحافظة على شراء شتلات الزهور والاشجار دليلا على تحسن الاوضاع الامنية وانعكاس ذلك على الحال النفسية وهو ما دفع بالاهالي الى العناية بالحديقة المنزلية التي لم تكن موضع اهتمام بالنسبة اليهم خلال المدة الماضية وتحديدا المدة التي سبقت صولة الفرسان ما ادى الى توافدهم لاقتناء مختلف الشتلات. وقال عبد الستار البصري من رابطة المثقفين في البصرة:كان من غير المتاح ان يعتني الناس بحدائقهم عندما كانت الاوضاع الامنية في البصرة متوترة،فالعناية بالارواح كانت هي الاهم بالنسبة اليهم وهي التي كانت تشغل الحيز الاكبر في اذهانهم.
وفيما ايد اخرون ما ذهب اليه البصري الا ان السيد وهاب عبد الحكيم عضو مجلس النواب، اضاف عليهم قائلا: اتفق تماما على ان العناية بالحديقة المنزلية اصبحت ظاهرة وهي مؤشر على تحسن الحال النفسية لاهالي الفيحاء جراء استتباب الامن بعد تدهور هذه الحال قبل العملية الامنية كما عبر عنه البعض الا ان ذلك لم يكن وحده السبب وراء رواج تجارة الشتلات وبالتالي تزايد اعداد المشاتل،انما هناك سبب اخر هو اهتمام المسؤولين في دوائر ومؤسسات الدولة بالحدائق التابعة لها من جهة وحملات التشجير الواسعة التي تقوم بها دائرة البلدية التي طالت عشرات الساحات العامة والجزرات الوسطية للشوارع الرئيسة.
ويفضل البصريون اقتناء شجرة( اكينو كابرس) وهي شجرة جيء بها من الكويت بعد الاطاحة بالنظام السابق حسبما ذكره العامل في احد المشاتل وسط المدينة قائلا عنها:انها شجرة دائمة الخضرة وتقاوم انواع الظروف الصعبة كارتفاع درجات الحرارة والملوحة سواء للتربة او الماء ما جعل الناس يرغبون بشرائها على ان تاتي بالمرتبة الثانية الزهور فيما يفضل اصحاب البساتين اقتناء الاشجار المثمرة وهو ما لا يفضله الناس العاديون .
وقال ابو عقيل صاحب احد المشاتل في معرض تفسيره لظاهرة تزايد اعداد المشاتل في البصرة:ان اسعار الشتلات بانواعها هي اسعار منخفضة يستطيع المواطن ان يدفعها من دون ان يجد صعوبة في ذلك فهي ان عاشت او نمت بعد زراعتها خير على خير .. وان ماتت فان ذلك لا يشكل خسارة مالية فادحة بالنسبه له.
واشار عدد من البصريين في احاديثهم عن مستوى الاهتمام الذي كانت تقدمه الحكومات المتعاقبة للحدائق العامة والمنزلية حيث ذكر البعض انها كانت تقدم في فترات سابقة مياها خاصة لسقي الحدائق المنزلية وهي خدمة شبه مجانية تتم بواسطة شبكات مياه خاصة بينما كانت الحدائق العامة تسر الناظرين في حين هي اليوم مرتعا لقطعان الاغنام والابقار التي تجوب شوارع المدينة من دون مساءلة قانونية لاصحابها.



Opinions