Skip to main content
البطالة الحكومية والمال العام عراقياً Facebook Twitter YouTube Telegram

البطالة الحكومية والمال العام عراقياً

 

 

في مقاله الأسبوعي في صحيفة الوطن العمانية المنشور يوم الجمعة 6/11/2015

 

 

                                                              عادل سعد

ألان وبعد ان مضت أكثر من عشر سنوات ، بدأت السياسية الارضائية التي اعتمدتها الحكومات العراقية المتعاقبة تعطي (ثمارها) المرة ، بل والأشد مرارة في تاريخ الاقتصاد العراقي ، مع استمرار تهالك العديد من القطاعات الانتاجية على امتداد خريطة البلاد .

لقد ترأس هذه الحكومات ثلاثة رؤساء وزارات وجمعيهم بدون استثناء اعتمدوا تلك السياسات بغطاء برلماني لا شي لا لمجرد أن يقال عنه أنهم (كرماء) في رعاية الموظفين الحكوميين ، من موظفي الدرجة الأولى اصحاب الامتيازات المفتوحة الى موظفي الدرجات الاوطأ في رواتب تتجاوز الحد المجزي .

لو أن هذه السياسات الارضائية جاءت نتيجة تطور البنية التنموية وليس في إطار استنزاف الاقتصاد ألريعي الذي يخضع لسياسات العرض والطلب ، لكان هناك مبررا مقبولاً لها ، ولو كانت قد جاءت أيضا نتيجة جهود استثنائية يقوم بها هؤلاء الموظفون في تصحيح المسارات الادارية فأن التبرير لها مقبول .

لقد اعتمدت هذه السياسية الارضائية وسط إغراق الدولة العراقية بموظفين لا يخرج تصنيف اغلبهم سواء أنهم موظفون عاطلون بالمعنى الدقيق للتوصيف ، أي ما يعرف بالمصطلح الشائع (بطالة مقنعه) ، جعلت المجال الوظيفي الحكومي العراقي مرتعا خصبا للارتخاء والتسويف وتعقيد الإجراءات الحكومية التي تكبل حقوق الموطنين و تستنزفهم ، مالا ووقتا.

أن ما حصل من تلك السياسات الارضائية ينطبق عليه المثل القائل (حفلة ثعالب) بكل ما تشهد من ضجيج الولائم والعلاوات وفوضى المكافآت التي لم تكن على قياس منهج حاتم الطائي الذي نحر فرسه لإطعام ضيوفه ، وإنما على سياق فتح أبواب الخزينة العراقية بدون أية ضوابط تماشيا مع المثل العراقي  ( بدون وجع قلب) وهكذا تحول المال العام الى صنيعة سياسية للكسب على حساب الحاجات الاقتصادية الاساسية للبلاد .

أن المحزن في ذلك لا يقتصر على هدر للمال العام، بل وأيضا أن اغلب هؤلاء الموظفين صدقوا وهماً أنهم يستحقون ما يتقاضون من رواتب ، والمفارقة ان التحذير من وقوع العراق في فخ العجز ، وبالتالي الافلاس التدريجي قد تم الاعلان عنه منذ ثمان سنوات تقريباً على لسان مسؤول حكومي معني بالبرمجة التنموية ، هو الوزير الاسبق للتخطيط علي غالب بابان ، فقد دعا في اكثر من مناسبة واحدة الحكومة العراقية الى اعادة النظر في المنهج الذي تعتمده لانها سوف تتحول الى (جمعية خيرية) ليس إلا ، وان الانحدار الى هذا المنعطف سيسبب صعوبات كبيرة بما في ذلك تضخم الجهاز الحكومي عدداً وضخاً مالياً يتجاوز الامكانيات المتاحة ضمن السقف المتوازن للدخل المالي العام في الدولة العراقية .

لقد اعطى صندوق النقد الدولي سقف خمس سنوات مقبلة لوقوع العراق في الافلاس ، بنسخة تعني ارتفاع معدلات العجز في الموازنات المالية السنوية ، وعدم قدرة الدولة على تامين رواتب موظفيها ، واصابة القطاع الخدمي بالشلل مع صعوبة الترميم ، وارتفاع حزمة الدين العام ، وقد بدأ هذا التوجه خطوته الاولى من خلال بحث الحكومة العراقية الحالية عن ديون خارجية ، والشكوك في السندات الائتمانية التي قد يتم اللجوء اليها  لتأمين السيول النقدية ، ومن ثم الوقوع تحت سطوة مفهوم
الدولة الفاشلة .

ان التضخم الحالي في عدد افراد موظفي الدولة العراقية وانحسار دور القطاع الخاص ، مع التذبذب الخطير في اسعار النفط ، وبالتالي قلة النقد المتأتي من بيعه ، هي علامات تقع ضمن هذا التشخيص المعلن لصندوق النقد الدولي ، وهكذا لا يمكن للعراق ان يستعيد نبضه الاقتصادي إلا باجراءات اصلاحية قاسية يتحملها جميع العراقيين ، وان تستعيد البلاد فرصة الترشيد المنطوي على المزيد من جسور الوحدة الوطنية وليس التداول بالاتهامات المغرضة ، مع ضمان الجدوى من هذا الميدان الاقتصادي او ذاك

  

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
الحاضر المغزول بخيوط الماضي سهى بطرس قوجا/ هذا الزمان الذي يحمل الكثير والكثير بين طياتهِ، غالبًا ما نقف فيه مكتوفي الأيدي، سألين أنفسنا: هل نعيش ذكريات الماضي، أم نعيش حاضرنا ولحظتنا، أم نخطط لمستقبلنا في حاضرنا؟ الرابطة الكلدانية خطوة في الأتجاه الصحيح .. كيف ؟ ولماذا ؟ حبيب تومي/ كل ولادة يعتريها المعاناة والمخاض ، وإن كان اليوم باستطاعة العلم التكهن بجنس الوليد ذكر ام انثى ، لكنه لا يستطيع التنبؤ بمستقبل هذا مليون عراقي من جيل التغيير ينضمون لمصوتي الانتخابات المقبلة مليون عراقي من جيل التغيير ينضمون لمصوتي الانتخابات المقبلة ينضم مليون عراقي ممن ولدوا عام 2005 الى المواطنين الذين لهم حق التصويت في الانتخابات المحلية المقبلة فيما تمت اجازة 268 حزبا ورفض 151 آخر ما بين البيضة والدجاجة تتراوح تسميتنا ما بين البيضة والدجاجة تتراوح تسميتنا لان البيضة والدجاجة لهما جذور تمتد الى اعماق التاريخ لذا حين نتحاور في شأن اسبقيتها ندخل في حلقة مفرغة ... الا ان تسمياتنا رغم كونها هي الاخرى تمتد لالاف السنين الا ان ذلك لم يكن هو السبب لدخولنا في الحلقة المفرغة بل لان هذه التسميات فرضت علينا من الخارج وحين اردنا التشبث فيها وكأنها (التسمية) اهم من مصير شعبنا المسكين دخلنا هذه الحلقة ... فتاريخ العراق وشعبه وحضارته عريق يمتد لالاف السنين اما الفكر القومي فلم ينشأ الا قبل بضع مئات من السنين ... بموجب الدراسات العلمية سنقول كانت بلاد النهرين مسكونة بالبشر قبل السومريين ولان السومريين انشأوا الحضارة لذا يبتدأ التاريخ من عندهم ، فالسومريون هم سكان العراق الاصليين والذين يقولون انهم جاءوا من مكان اخر كانت لهم غايتهم لان هذه النظرية جاءت بعد فشل النظرية القائلة بان الاكديين
Side Adv2 Side Adv1