البطالة ... كابوس يطارد حملة الشهادات ويدفعهم الى الهجرة
14/08/2007نركال كيت/الموصل/
يذخر المجتمع العراقي بالالاف من حملة الشهادات العلمية في مختلف الاختصاصات الذين تقذف بهم الجامعات والمعاهد سنويا في بحر البطالة الذي تغص به الساحة العراقية في ظروف امنية واقتصادية صعبة ومعقدة حيث تشير الاحصائيات الى وجود نسبة عالية جدا من البطالة بين مختلف الشرائح الاجتماعية في البلد الامر الذي يدفع بالكثير من ابنائه وخصوصا الطبقة المتعلمة الى الهجرة للبحث عن فرصة عمل وتوفير لقمة العيش في ظرف يكون فيه الوطن احوج ما يكون الى كفاءاتهم للنهوض بالمجتمع واعادة بناء البلد الذي خربته سنوات الحصار والحروب المتتالية
رغبة جامحة بالهجرة ؟
لقد اصبح من اللافت للنظر خلال السنوات الاربعة الماضية تداول فكرة الرغبة في الهجرة بين شرائح متعددة من المجتمع العراقي وبخاصة من حملة الشهادات واصحاب الكفاءات والاطباء والمهندسين وغيرهم ممن يحتاجهم الوطن في عملية بنائه والنهوض به وذلك بسبب تردي الاوضاع الامنية وزيادة عمليات القتل والاغتيالات المنظمة وغير المنظمة , نقيب الاطباء في الموصل يقول بانه خلال السنوات الاربعة الماضية جرى اغتيال اكثر من 20 طبيبا في مدينة الموصل وحدها من دون ان تتمكن الاجهزة الامنية من القاء القبض على أي شخص له علاقة بهذه الاعمال الاجرامية التي اضطرت 130 طبيبا اخرا الى الهجرة وهم من اكفأ الاطباء في الاختصاصات المختلفة
اما المهندس ( امجد خليل ) فيقول انه تخرج من كلية الهندسة منذ ثلاث سنوات من دون ان يتمكن من الحصول على وظيفة في احدى دوائر الدولة مما اضطره للبحث الجدي عن فرصة عمل خارج الوطن ويضيف بان المئات من زملائه الذين تخرجوا من جامعة الموصل ومعاهدها يعانون من نفس المشكلة
اخيرا نقول بان مشكلة البطالة والهجرة هي نتاج طبيعي للاوضاع الامنية والاقتصادية المتردية التي تزداد سوءا يوما بعد اخر ولا بد للحكومة من وضع سياسات وبرامج وحلول فعالة وسريعة لوقف نزيف هجرة العقول العراقية.