التاريخ يتكلم الحلقة 33 _اين المثقفون العراقيون ؟؟؟؟؟؟
قبل اسبوعين اتصل بي تلفونيا البروفيسور عبد الله الصائغ يحدثني عن دعوة الى مؤتمر للمثقفين العراقيين وطلب من عندي ان اساهم معهم ولديهم لجنة تحضيرية من الاسماء الللامعة في الصحف والادب والكتاب لا فقط على المستوى العراقي والشرق اوسطي بل المستوى العالمي وهذه الاسماء تحظى باحترام كبير من العالم الا من حكومتها التي تحاول تناسي او تجاهل هذه النخبة الكبيرة من العراقيين الذين يتلهفون إلى عراق حر موحد يسوده الامن والاستقرار ووقف صخب دماء العراقيين الابرياء . اصبح الدم العراقي يتخاصم مع الارض العراقية البريئة من هؤلاء القتلة . اخذت المقابر العراقية تبكي من كثرة الضغط عليها وتنادي صارخة : كفاكم ظلما وقسوة . لم يستيقظ ضميرهم الإنساني حتى لقتل المعوقين العراقيين وباءت معالم الانسانية بعيدة عنهم فأين المفر ؟اذن مبادرة استاذ المثقفين العراقيين البروفيسور عبدالله الصائغ هي الان في امس الحاجة الى الدعم والتطوير والاخذ بها .. ربما هؤلاء المثقفون يعملون لتخفيف وطأة سفك الدماء الطاهرة ونشر ثقافة التعايش السلمي بين جميع فئات الشعب العراقي دون النظر من هم الأكثرية او الاقلية . الذين اصبحو الاقلية اليوم هزموا من وطنهم بسبب رسوخ ثقافة العصا الغليظة وثقافة العنف غير المتناهية لعصور من الزمن ورسخها اكثر فأكثر النظام الديكتاتوري البائد. ولا زالت الدول الجارة تتكالب لسكب دماء العراقيين الابرياء . واليوم تقع مسؤولية كبيرة على المثقفين العراقيين الذين تنوعوا وتنوروا بثقافات أخرى وهذا مما يغني المثقف العراقي لكنه للاسف الشديد تأثيره بسيط جدا لانه بعيد عن الساحة السياسية اولا، وثانيا دور المثقف في الخارج هو فقط الكتابة. السؤال .. هنا كم عدد الناس الذين يقرأون في العراق امام تزايد نسبة الامية كل يوم فلا بد ان يوصل صوت المثقف العراقي بوسائل اخرى بالاضافة الى الثقافة المكتوبة . اذن السؤال ما العمل ؟
1- اجبت استاذي الكبير الصائغ وهل من كاترين الصغيرة امامك ان ترفض طلبك مهما كانت ظروفي ؟ انني ادعم هذا التجمع بكل امكانياتي واتوجه الى كل من يقرأ هذه الاسطر ان يأتي الينا بمقترحات كما سبقني زملائي الاخرين. 2- اطلب واتمنى ان يكون المؤتمر هو تمثيل لعراقية العراقيين . في كل كتاباتي اذكر واقول عراقيتي فوق كل شئ لكن ملزمة انا كمثقفة ان اعتز بقوميتي وبديني وبرأي الحر . لم ولن اقبل ان يفرض علي كيف القب نفسي او كيف اعرف نفسي او ماذا البس وكيف اتصرف هذا شأني الخاص . وعليه اتمنى ان يسود هذا النهج في العراق ويتمتع به العراقيون الذين يعيشون في الداخل ايضا كما اتمتع به الان في الخارج .
3- انني اعطف على الثقافة العراقية العريقة التي يتغنى ويستشهد بها العالم كله الا في بلدها التي ولدت فيه والسبب تتحمله حكومة العراق الحالية التي جاءت بمنهجية المحاصصة التعيسة التي دمرت هذه الثقافة ويذكرني هنا مسامير اخي الناقد العملاق للحكومة العراقية الاستاذ جاسم المطير عندما قال في احدى مساميره موجها خطابه الى وزير الثقافة " انك لم تقرأ كتاب في حياتك وانك لم تكتب مقالة في حياتك " فكيف اصبح هذا الرجل يقود المثقفين وكيف يدير امور الثقافة ؟ هل من مجيب ؟ عسى ان يرد علي السيد الوزيراو احد من حكومته الفاشلة .
4- اما وزارة التربية التي هي المسؤولة الاولى والاخيرة عن تربية جيل يسوده ثقافة السلام وتربية الطفل العراقي كيف يطالب بحقوقه في الحياة العصرية الحالية ؟ فالسيد الوزير يعمل العكس تماما . ألم نكن الآن بأمس الحاجة الى تغيير مناهج الدراسة في العراق وابعادها عن التربية الدينية او الطائفية او القومية المتطرفة ؟ بل سيادة الوزير لم يتحرك خطوة واحدة بدون قرار حزبه وهو الة بيد الحزب الذي جاء به الى هذه الوزارة . هل سمع احدا في يوم ما ان هذا الرجل كان يوما ما من المربين العراقيين فليجبني ؟
5- اما لو اتحدث عن وزارة الخارجية لم يتعين فيها غير اقارب ومعارف سيادة الوزير هل فكر السيد الوزير بالاستفادة من طاقات المثقفين العراقيين الموجودة في الخارج ليعكسوا الوجه المشرق للعراق وهذا ينطبق على كل الوزارات ايضا . كل حزب ياتي بجماعته وبالتالي تحولت الوزارات الى وزارات قومية وطائفية وترك المؤهلين وهم المثقفون والتكنوقراط خارج الساحة .
4- اما الاعلام الذي يسكت عن كل الخروقات الاعلامية . الذي لم يستطع تطوير الاعلام بالمستوى المطلوب في هذه الفترة الحرجة للوطن الذي يتمزق اليوم بسبب تعاسة الطائفية والقومية المتطرفة اذن متى يعالجها ؟ كلما اسمع تلفزيون العراقية اجد الطائفية العميقة المتطرفة دون احترام مشاعر الاخرين من القوميات الاخرى والاديان الاخرى واشعر انني اسمع الى تلفزيون ايراني وليس عراقي . سؤالي هل ايران تمول هذا التلفزيون ؟ ويقال انه تلفزيون حكومي هل هي هذه الحكومة التي ينهجها السيد اللاممثل للشعب العراقي المشهداني الذي لم تطرق الثقافة العراقية بابه .
5- اما بخصوص وزير الهجرة الذي فرض على الساحة السياسية وهولا يجيد حتى اللغة العربية وجيئ به فقط انه ينتمي الى الجهة الفلانية هل اتصل يوما ما بعراقي واحد ؟ هل يعرف ما هي هموم المثقفين العراقيين في الخارج ؟ انه يتحرج من اي مثقف عراقي في الخارج لانه بعيد عن الثقافة واجوائها . هل عمل شيئا بخصوص العراقيين الموجودين في المخيمات الايرانية 27 عاما ؟ هل قدم اي مقترح للحكومة العراقية بشأن احد منا نحن المثقفين اللسان الناطق عن الهموم المهجرين والمهاجرين ؟ اذن لماذا يجب ان يكون هذا الوزير موجودا في وزارة( اسمه في الحصاد ومنجله مكسور ) وهو لم يهتم ولو بقيد شعرة عن همومي انا المثقفة العراقية التي عانيت من اضطهاد وغبن الانسانية على يد النظام السابق, حتى يومنا هذا .
وهنا يذكرني بحادثة حصلت معي عام 2003 في واشنطن . كان عماد خرسان يعين عراقيين اكفاء مستشارين الى فريق كارنر الامريكي قدمت سيرتي الذاتية من قبل احد اصدقائي الى الفريق . ا تصل بي تلفونيا " نائبه باسم حلمي " واخذ يتكلم معي بالغة الانكليزية متسائلا هل انت عراقية ؟ وكيف انت عراقية واسمك كاترين مايكل .؟ اخبرته لماذا لا تتكلم معي العربية تحول الى العربية واخذ يحقق معي بشكل لا يختلف ابدا عن تحقيق البعثيين ودخل حتى في امور خاصة لا تعنيه مثلا سؤاله هل انت متزوجة ام لا ؟ واخيرا قال انت لست عراقية . اجبته انا اتكلم العربية احسن منك فكيف انا لست عراقية .
بعدها زارني الدكتور عدنان عاكف وسألني لماذا انت غير موجودة ضمن الفريق وانت لك دكتوراه في النفط وكان الدكتورعدنان يعرف إمكانياتي العلمية ايام كنا اساتذة جامعة في الجزائر معا . قلت له: قيل لي انا لست عراقية ..!!
وحصل نفس الشئ مع الدكتور العملاق الدكتور جورج ابونا هل هناك من لا يعرف الدكتور الجراح الكبير جورج ابونا ؟ فاجاب الدكتور عدنان . قال عماد خرسان العبارة التالية ( هل نعملها كلها مسيحيين ؟ ) واضاف الدكتور هناك بيننا سبعة اشخاص جاء بهم عماد خرسان ليس لهم حتى شهادة الثانوية بل كتبوا في استماراتهم" وجه اجتماعي معروف عندما وجهوا بسؤال ما هى مؤهلاتك العلمية ؟" هذا هو الذي بدئ به من اول يوم لتغيير صدام حسين والان نحن نأكل ثمارها . غيب دور المثقفين والتكنوقراط معا فكيف نبني العراق الجديد ونحن نتاجر بكلمة الديمقراطية ؟
من كل ما ورد من رسالتي هذه هل عقد مؤتمر للمثقفين العراقيين خطوة مهمة في حياة الشعب العراقي اليوم ؟ وانا واحدة منهم احس بمسؤولية كبيرة تجاه المرأة العراقية . الذي يدافع عن المراة العراقية هم المثقفون المتنورون العلمانيون من الداخل والخارج وليس السيد الصدر وعبدالعزيز الحكيم والجعفري والمالكي الذين يستنكفون حتى التحدث عن المراة .
نحن النساء العراقيات المثقفات بحاجة الى دعم المثقفين العراقيين لتخليصنا من النهج الديني المتطرف وتثبيت سياسة فصل الدين عن الدولة كلنا اولاد ادم وحواء . وعليه اقول انا العراقية علاقتي مع ربي وديني هي علاقة عمودية بيني وبين الخالق . ربي لا يحتاج الى محامين ليدافعوا ويترافعوا عنه امام المحاكم والمجتمع . دعوا الناس تعبد ربها بالشكل الذي ترتأيه . الحمدلله لدينا في العراق بما فيه الكفاية من الكتب الدينية والمعابد الدينية ورجال دين . هذه مهمتهم نشر الوعي الديني المتسامح بين صفوف الشعب العراقي نساءا ورجالا دون استثناء . ابعدوا رجال الدين عن التدخل في الامور السياسية والقانونية وعلى رأسها الدستور العراقي . الدين والقومية والطائفة ورثناها جميعا من أجدادنا وهي أمور خاصة بكل انسان ليس من احد فرضها على اي عراقي وليست ملابس تتغير كلما اصبحت قديمة . الا في عراقنا تتحول يوما الى ملابس ممزقة ويوم ترقع بافكار ساذجة ويوم تلبس الجديد المعتق . وهكذا اصبح المتطرفون اكثر الناس إساءة الى هذه القيم المقدسة لدى المواطن العراقي .
فمن واجب المثقفين تصحيح الذي يحصل اليوم في العراق وعندما نقول العراق شعب العراق ماذا اعمل بارض العراق والشعب يموت كل يوم. اننا لسنا من ذوي تقديس الارض ووضع الشعب امام طاحونة الارهاب الدولي الذي جعل ارض العراق وشعبه ضحية الصراعات الدولية . هيأ معا جميعا ايها المثقفين العمل يد بيد لانقاذ شعب العراق الممزق .
من كل هذا اعتقد بالضرورة ان يوحد المثقفون صوتهم لبناء ونشر ثقافة موحدة للعراق مهما تثقفنا جميعا لازلنا بحاجة احدنا إلى الاخر فالحياة تعلمنا كل يوم شئ جديد حتى اخر يوم من حياتنا .
ولكم جزيل شكري وامتناني
د. كاترين ميخائيل 15/10/2006