التاريخ يتكلم الحلقة 100 نفط العراق للعراقيين
لاول مرة اكتب في موضوع النفط وانا مهندسة نفط تخرجت عام 1982 من معهد ازي للنفط والغاز في باكو عاصمة اذربيجان . في 1978 حصلت على مقعد دراسي من هذا المعهد لاكمال دراستي الدكتوراه في مجال البحث والتنقيب . اول يوم التقيت مع مشرفي الاول على اطروحتي البروفيسور عارف مميدف نائب رئيس المعهد طلب من عندي ان نعمل معا دراسة على احدى مناطق العراق اجبته انا من المعارضة العراقية كيف يسمح النظام البعثي ان اعمل دراسة على بلدي . سألني حينها سؤال اخر وهو محور الحديث : هل تعرفين "بابا كركر"؟ ضحكت واجبت اني مولودة في بابا كركر . هل تقربت يوما ما الى نار باباكركر ؟ هذه عبارته التي لاانساها طيلة حياتي ( انتم العراقييون اقول بألم انكم تحرقون ثروة بلادكم هل تعرفين ان غاز باباكركر يمكن تصنيعه واستغلاله لخدمة البشرية وهو يكفي لتدفئة كل بلاد وراء القفقاز ) هذا الحديث كان قبل 25 عاما اجبت وحسرة في قلبي اشكرك وانشالله نعمل على استغلاله يوما ما . بسبب الظروف التي مرت بي طوال سنين الغربة انقطعت علاقتي بهذا العالم الكبير .وهنا اوجه رسالتي الى وزير النفط الذي اعتبر نفسه عالما في مجال النفط العراقي اين علمه ؟ كل الذي يهتم به هو كيف يملأ حساباته في البنوك ولم تهمه مصلحة الشعب وثروات الشعب العراقي بقدر ما يهمه مصالحه الشخصية ومصالح اصحاب العمائم في العراق وايران . سؤالي موجه الى نقابة الجيولوجين وانا كنت عضوا فيها قبل ان اخرج من العراق عام 1976 . هذه النقابة العريقة التزمت الصمت لماذا ؟ ماالذي حصل ايها الجيولوجيون الوطنيون ؟ احد مهام نقابة الجيولوجيين هي الحفاظ على ثروات البلاد ودحر مؤامرات الشهرستاني الوزير الذي باع ويبيع ثروة العراق لمن دب وشب. قرأت في الاخبار انه اعطى لحبيبته ايران ان تنشأ مصافئ النفط العراقي على اراضيها بالله عليكم هل الشعب العراقي وبالذات العمال العراقيين بحاجة الى عمل ام لا ؟
يعتقد هذا الرجل انه اصبح وزيرا لدورة واحدة وكأنه ملك هذه الثروة وهذا نفس سلوك صدام حسين في التفكير المالي والاستحواذ على اموال الشعب العراقي وانني على يقين لو خرجت الثروة النفطية من ايدي شركة النفط الوطنية سيجري النهب والسلب على قدم وساق كما يجري في البصرة الان من تهريب النفط لمنافع شخصية وحزبية وطائفية وعلى منظمة النزاهة الوقوف موقفا صارما بهذا المجال والا سيكون لنا بعد سنين قليلة عائلة دكتاتور اخر والتاريخ سيعيد نفسه ثانية.
اود ان اخاطب الوزير الخبير !!!:" الشعب العراقي والاقتصاديون والخبراء والعمال العراقيون بعيون واذان وتفكير مفتوح لا تستغل وضع السياسي العراقي غير المستقر ." ولكن سيكون لك حساب من قبل الشعب العراقي عاجلا ام اجلا . واود ان الفت النظر الى المقابلة الغنية التفصيلية التي ذكرها السيد رئيس اتحاد عمال النفط في العراق السيد حسين جمعة بهذا الخصوص . انني اشاطره الرأي من وجهة نظر جيولوجية بهذه العبارة الصريحة . «قانون النفط يتعرض الى العمليات الاستخراجية فقط، ولا يعطي اهتماماً كافياً بالعمليات التحويلية ولا الى سياسة الدولة من المصافي والغاز مثلاً التي تهم الشعب العراقي مباشرة». وهنا ينطبق على غاز باباكركر .باباكركر لحالها تحتاج قانون خاص بها .
عندما ندرس نحن الجيولوجيون قانون النفط ندرسه كألاتي :
1- مرحلة البحث والتنقيب هذا قانون بحد ذاته
2- مرحلة الاستثمار وهذا قانون اخر
3-مرحلة البيتروكيميائيات المعروف بمرحلة التصنيع وتدخل هنا عمليات التصفية وعمليات النفط الكيميائية .وعملية تصنيع الغاز .
4- مرحلة التسويق والمقصود النقل وملحقاته.
اود التذكير هنا معظم نفط العراق يصل الينا بكلفة بسيطة جدا لانه عادة يخرج الى باطن الارض عن طريق seapage) وهذا يعني يظهر على السطح لانحتاج الى كلفة بالغة لاكتشافه ولا لاستثماره) وهذا مما يزيد تكالب الشركات العالمية عليه بالاضافة الى جودت نوعيته . ومعظم نفط العراق قريب الى السطح الارضي مما يقلل مصاريف حفر الابار سواء الاستكشافية او الاستثمارية .ويسهل عملية المسح الجيوفيزيائي .
اما مشكلة توزيع الموارد الاقتصادية للبلد هذه مهمة الاقتصادين النفطين نحن الجيولوجيون نخرج منها . اضيف المدينة التي يستثمر ويصنع النفط فيها تخضع الى تلوث بيئي وعليه يجب ان يعوض اهل المدينة هذا قانون تلتزم به بعض الدول ليس فقط بخصوص النفط بل بخصوص الصناعات الاخرى ايضا .
وعليه الذي سيحصل الشركات الاجنبية تريد ان ترجعنا الى مرحلة البحث والتنقيب وتريد ان تعمل مسح جيولوجي للعراق كله .وتأخذ مبالغ باهضة من شركة النفط الوطنية او الجهة المتعاقدة معهم في حين نحن في غنى عنها لان شركة النفط الوطنية وفق معلوماتي لها مسح دقيق عن العراق والحقول الموجودة في العراق وانا واثقة ان حكومة كردستان لها ايضا هذا المسح الحديث لكافة حقول كردستان .
المرحلة الثانية هي عمليات الاستثمار العقود ستكون بين 37 الى 47 عام في القانون علما ان احتياطي النفط في كل حقل يختلف عن الحقل الاخر مثلا حقل "عين زالة "منذ فترة طويلة اوقف انتاجه لان اعتبر في حينها حقل غير اقتصادي ويعني لايأتي بارباح فكم حقل عندنا ستصبح غير اقتصادية بعد 47 سنة بعد ان ينفذ القسم القريب من السطح وتصبح حين اذن كلفة الانتاج الباقي غالية جدا . والشركات ذات الخبرة تعرف كيف تستثمر النفط من الارض باقصر فترة ممكنة وهنا هو سر الاتفاقيات الاقتصادية النفطية للشركة الاجنية تفكر كم من ربح تعمل باقل فترة زمنية وهذا موضوع معقد في الجيولوجيا النفطية . من هنا تكمن الضرورة لاعطاء اهمية الى بقاء شركة النفط الوطنية هي المشرف الاول والاخير على استثمار الحقول الجديدة بمساعدة خبرات اجنبية متطورة . كما تطالب الحكومة العراقية بالاهتمام وتطوير شركة النفط الوطنية وتعيين مستشاريين اكاديمين عراقيين واجانب بعيدين عن السياسة وتأثير الاحزاب السياسية الحالية الموجودة على الساحة العراقية .
اود ان اضيف الكادر العلمي النفطي الوطني الذي يملكه العراق في جميع هذه الفروع التي ذكرتها هو اغنى كادر في الوطن العربي . رغم انه كان معظمه مجمد فترة الحصار وبعد الحصار لكن تستطيع شركة نفط الوطنية ان تجمع شملها وتجمع الكادر من الشتات الموجود في كل دول العالم ولا نحتاج الا الى استشارات لعصرنة الالية الاستثمارية والانتاجية والاقتصادية بمعنى ادخال التكنلوجيا والاتمتة الحديثة على كل ما يحتاج عصرنته اكثر دولة في المنطقة تملك هدد المهندسين بهذا الاختصاص هو العراق . لانحتاج لشركات اجنبية ان تصبح هي المسؤول الاول والاخير للاستثمار هذه هي بحد ذاتها خيانة من الحكومة العراقية الحالية لو وافقت على هذا القانون الاعرج . وعليه اقترح على الحكومة العراقية تشكيل لجنة من الجيولوجين في الشركة الوطنية للنفط وجيولوجين عراقيين موجودين في الخارج قسم منهم يعمل لشركات اجنبية كي يبدو رأيهم الاكاديمي الصرف في عملية المسح الجيولوجي وكل الدراسات المتواجدة عن عمليات البحث والتنقيب والاستثمار وما هي امكانية تحديثها او اضافة ما ينقصها من اعمال حقلية وانا متأكدة كادرنا الوطني ممكن يقوم بها واذا يحتاج ربما الى دورات البسيطة ممكن ان تجرى لدى الدول الاجنبية لادخال التكنلوجيا الحديثة الى عمليات الجيوفيزياء والجيوكيمياء والحفر التنقيبي المتطور . ممكن اللجوء الى خبراء اجانب اذا اقتضت الحاجة . وبعد هذه الدراسة يقدم تقرير مفصل الى اقتصادي النفط ويجري الاستثمار وفق الحقول الاقتصادية بالدرجة الاولى .
قرأت اليوم رسالة موجهة الى اعضاء البرلمان العراقي موقعة من قبل الكادر والخبراء من شركة النفط العراقية ولا زلت اطالب بادخال نقابة الجيولوجين ونقابة الاقتصادين في حلبة هذا الموضع المهم لمستقبلنا جميعا . دعنا نستغل هذا النفط لنطعم الارامل والايتام الذين فقدو اقرب الناس اليهم بسبب هذا النفط . كل شركة اجنبية تريد كعكة من النفط العراقي . لو تم استثمار نفطنا وتوزيع موارده الى ابناء شعبنا لم نكن بحاجة الى مد يدنا الى المنح التي تعطى الينا وكأنها صدقات وبالتالي معظم الصدقات تنزل بجيوب المسؤولين " والحكومة الحالية الله يسلمها لاتحب مال الحرام "
اقول بكل اعتزاز اني عراقية . نفط العراق يجب ان يستفاد منه كل العراقيين دون الرجوع الى الاثنية والقومية والدينية والطائفية كفانا تدخل الدول الاجنبية والدول الجارة هي المستفيد الوحيد من دماء ارواح شعبنا الابرياء .واطالب الحكومة العراقية بالتأني واجراء دراسات اكثر على القانون قبل عرضه على البرلمان .