التظاهرات في تركيا وموقف المجتمع الدولي
عبر العديد من الاتراك عن شجبهم لممارسات الحكومة التي تحاول وبكل الطرق غلق منافذ الديمقراطية الحقيقية عليهم، ومضايقة حرايتهم العامة، والسعي الدائم لإسلمة المجتمع التركي عن طريق استراتيجية جديدة يقودها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.
ونتيجة الاستياء المتزايد خلال هذه الايام انطلقت التظاهرات بداء ً من مدينة اسطنبول لتصل الى العديد من الاحياء من المدن التركية شملت ثمانية واربعين مدينة مثل احياء ومناطق ازمير وكونيا وبودران، ناهيك عن العاصمة انقرة بسبب قيام الحكومة بازالة الاشجار وهدم سور متنزة ( غيزي بارك ) في ميدان التقسيم، ونقطة الخلاف في هذا الموضوع هو ان الحكومة تقول انها تريد ازالة المتنزة للتخفيف من الاختناق المروري وبناء مركز تجاري .. والمحتجين يرفضون اقتلاع الاشجار لان الاماكن الخضراء اصبحت قليلة في هذه المدنية !! .
فتصدت قوات الشرطة ومكافحة الشغب التركية للمحتجين بقوة من خلال رش رذاذ الفلفل الحار ( هذا نوع جديد ) وأطلاق الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، عندما عجزت عن ذلك، وازدياد اعداد المتظاهرين قامت القوات بالاشتباك معهم فقتل خمسة افراد وجرح العشرات واعتقل الف شخص !! .. كما قامت السلطات التركية بإيقاف موقعي الفيس بوك وتويتر على شبكة الانترنيت، في بادرة قمعية للحريات والتواصل بين الناس.
والحكومة تصدر بياناتها تطالب بالتصدي للمتظاهرين، وايقاف الحراك المدني في ظاهرة غريبة في دولة تقع في قارة اوروبا .. والمجتمع الدولي كان موقفه ضعيف لم يحدده من الاحداث، وكان اكبر تصريح صدر منهم طالبوا فيه السلطات التركية بضبط النفس .. وكانت الولايات المتحدة الامريكية فقط قد نددت باعمال القمع من قبل الشرطة وطالبت الحكومة التركية بأحترام وتعزيز الحريات الاساسية وفي مقدمتها حرية التعبير.
بينما عندما اندلعت التظاهرات في الدولة العربية مثل تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا كانت هناك كل يوم تصريح من هذه الدولة او تلك او اصدار التقارير من المنظمات الدولية والتي ادت هذه التصاريح والتقارير والضغط المستمر من قبل وسائل الاعلام الى الاطاحة بالحكام العرب زين العابدين بن علي ومحمد حسني مبارك ومعمر القذافي وعلي عبد صالح والقائمة لا زالت مفتوحة.
ولمجرد خروج الشعب التركي بتظاهرات مناهضة للحكومة لمدة ايام قليلة مطالبين بوقف العمل في ساحة التقسيم، وفي اليوم الثاني بعد سقوط قتلى اضيفت نقطة آخرى الا وهي الاطاحة برئيس الوزراء، فقامت الحكومة بمهاجمتهم بهذه القسوة في هذه الحالة يعتبر العراق افضل من هذه الدولة اذا استثنينا اعمال ساحة التحرير في بغداد في العام الماضي، واحداث الحويجة في محافظة كركوك الاخيرة التي تتحمل الحكومة تبعاتها القانونية .. حيث خرج العراقيون عام 2012 ب ( 265 ) تظاهرة واعتصام طالبوا فيها بإطلاق سراح المعتقلين، وتوفير فرص العمل، وتحسين الخدمات الاساسية التي يحتاجها المواطنين، وتطبيق العدالة الاجتماعية، ومحاسبة الفاسدين والمرتشين والمقصرين، والقضاء على الارهابين والمسلحين، وهذا يعتبر اهم واخطر الملفات التي ينتظر الشعب معالجتها وحسمها لان العمليات الارهابية والمجرمين يربك طموحات الشعب وعمل الحكومة، فيجب حسمها والقضاء عليها لانها نصر للديمقراطية والحرية .. كما خرجت لحد بداية شهر حزيران الحالي ( 168 ) تظاهرة .. مع الاستمرار في التظاهرات في مدن الموصل والفلوجة والحويجة وسامراء وديالى من 23 / كانون الاول / 2013 ولحد الان يطلبون فيها بإطلاق سراح المعتقلين، وتعديل عدد من بنود الدستور العراقي .. وكمتابعين كلنا امل ان تحسم الحكومة مطالب المحتجين والمتظاهرين والانطلاق لبناء مستقبل العراق، والتأكيد على عدم استخدام القوة ضد المتظاهرين.
واليوم في العراق برزت محطتين مهمتين على الصعيد الوطني، وعلى الجميع ان يدعموها الاولى كانت مبادرة رئيس وزراء أقليم كوردستان نيجرفان البارزاني بزيارة بغداد، والثانية كانت تجمع الفرقاء السياسين ورجال الدين وشيوخ العشائر الذي حصل في دار السيد عمار الحكيم، لينتهي بالسلام والعناق بين رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي لحسم الخلافات المتعلقة.
وهذه المبادرات كانت محطة فرح وسرور كل العراقيين، لان هذا الشعب يطالب بانهاء الخلاف السياسي الطاحن، ونبذ منهجية التمزيق والغاء الآخر، وهم بحاجة الى العيش بالسلام والحرية، والتمتع بالحقوق في كل بقعة من ارض العراق.
حميد مراد
Hamid_murad@yahoo.com
Hamid Murad
Iraq 0750 773 8807
usa ( 248 ) 722 2907
www.ihrsusa.net