التيار الصدري يتحفظ.. والسفارة الإيرانية تمتنع عن التعليق - واشنطن: مستقبل العراق لن ُيقرَّر من قبل الولايات المتحدة أو إيران
18/03/2006زمان:أكدت مصادر في التيار الصدري أن التيار (متحفظ) علي المحادثات المقترحة بين طهران وواشنطن بشأن العراق، وأبلغت المصادر (الزمان) أمس (نعم التيار الصدري يتحفظ علي ما ورد من تصريحات بهذا الشأن).
وكان رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي لارجاني قد أعلن أول أمس الخميس إن بلاده مستعدة للدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة بغية حلّ المشاكل التي يعاني منها العراق، ولمساعدته علي تشكيل حكومة مستقلة، مشيراً الي أن إيران تلقت طلباً بهذا الشأن من رئيس الائتلاف العراقي الموحد السيد عبد العزيز الحكيم. وردأ علي تصريحات لاريجاني، أعرب الشيخ عبد الهادي الدراجي أحد القياديين في مكتب الشهيد الصدر، في تصريحات صحفية، أول أمس، عن تحفظ التيار الصدري علي هذه المباحثات، ورأي أنها من شأن ذلك أن يوحي بتدخل إيراني فعلي في شؤون العراق، أو أن هناك دوراً مستقبلياً لها في العراق. وبشأن تقارير قالت إن (مساعدي السيد مقتدي الصدر عارضوا بقوة المحادثات المقترحة)، قالت مصادر في التيار الصدري (لقد أعربنا عن تحفظنا)، مضيفة (نعم، التيار الصدري يتحفظ علي ما ورد من تصريحات بهذا الشأن، التوصيف الدقيق لموقفنا حالياً هو التحفظ، أما القول بأننا نعارض بقوة، فهو سابق لأوانه). وفي سيدني، رأت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أمس أن هذه المحادثات المقترحة قد تكون مفيدة، مشيرة الي أن الأمر لا يتعلق بمفاوضات، وقالت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد (نفهم وكما في افغانستان أن هذه المحادثات قد تكون مفيدة). وبشأن احتمال توسيع هذه المحادثات لتشمل الملف النووي الايراني، قالت رايس (هذه المحادثات محددة بمسائل مرتبطة بالعراق)، مضيفة أن (الأمر لا يتعلق بمفاوضات ما).
ولم تحدد رايس أي موعد لبدء المحادثات المباشرة التي قال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت مكليلان إن السفير الأمريكي في العراق زلماي خليلزاد مخول لإجراء مثل هذه المحادثات مع الجانب الايراني. ومن جهته، قال مكتب الناطق الرسمي للسفارة الأمريكية في بغداد، في بيان تلقته (الزمان) أمس إن السفارة (أخذت علماً) بتصريحات لاريجاني، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن (مستقبل العراق لن ُيقرَّر من قبل الولايات المتحدة أو إيران أو أية دولة أخري، بل سيُقرِّر العراقيون أنفسهم مستقبل بلدهم). وأضاف البيان أن (الولايات المتحدة قلقة بشأن نشاطات إيرانية غير مفيدة في العراق، وهذه الأمور المقلقة معروفة جيداً وقد تحدثنا عنها)، وتابع أن خليلزاد ( مخول للتحدث مع الإيرانيين بشأن هذه الأمور المقلقة). وكان خليلزاد قد أعلن في مقابلة أجرتها معه قناة (الشرقية) الفضائية العراقية المستقلة، الأسبوع الماضي، استعداده للبحث مع ايران في الخلافات بينهما بشأن العراق.
موضحاً (أبلغت الايرانيين بأننا علي استعداد لنبحث معهم خلافاتنا بشأن العراق،هذا البلد يؤكد أننا نريد إقامة قواعد عسكرية دائمة لنستغل العراق ضد إيران، لقد سبق وقلت لكم إننا لا نسعي الي إقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق). ويأتي هذا التطور في وقت يتهم فيه مسؤولون أمريكيون بارزون طهران بالتدخل في شؤون العراق الداخلية، كما تتهم الولايات المتحدة ايران بالسعي لتطوير أسلحة نووية. وكانت آخر مرة التقي فيها مسؤولون ايرانيون وأمريكيون في عام 2001، لكن ليس علي انفراد، إذ كانوا مع ممثلي سبع دول أخري من بينها روسيا لمناقشة الوضع في أفغانستان. وتري مصادر في وزارة الدفاع العراقية أن (أية دعوة للحوار أو التفاوض مع أي بلد من البلدان المجاورة للعراق تؤثر في استقرار الوضع في العراق، بحكم أن جميع دول الجوار لها تدخلات بأشكال متعددة في العراق)، مضيفة لـ (الزمان) أن (موضوع المباحثات الأمريكية الإيرانية بشأن العراق لا يزال غامضاً ولا نفهم منه الي الآن سوي أنه دعوة للحوار). وأكدت المصادر ذاتها (حالياً لا نملك أية أدلة تثبت تورط إيران بأعمال مسلحة في العراق، ونسمع كثيراً سواء من الأمريكان أو من الشارع العراقي عن تدخلات إيرانية، لكن ليست لدينا أدلة ملموسة تؤكد هذه الاتهامات).
ومن جهتها، أبلغت السفارة الإيرانية (الزمان) أمس، في اتصال هاتفي، أن القائم بالأعمال الإيراني (خارج العراق حالياً)، مضيفة أنه (هو المخوّل بالتصريح بشأن موضوع المحادثات المقترحة).
الي ذلك، نقلت وكالة (رويترز) عن (مصادر سياسية عراقية) لم تكشف عن هويتها، قولها إن إمكانية إجراء هذه المحادثات (تعكس في جانب منها صراعات حادة داخل الائتلاف الموحد)، مضيفة أن الدعوة التي وجهها الحكيم الي إيران لكي تشارك في المفاوضات (هو جزء من استراتيجية المجلس الأعلي للثورة الاسلامية في العراق لتغيير ترشيح الائتلاف للجعفري لتولي ولاية ثانية، والهدف الأشمل للحكيم قد يكون إعادة تأكيد سلطته في الائتلاف في مواجهة تحديات من زعماء آخرين). ونقلت (رويترز) عن (سياسي عراقي ) لم تسمّه أيضاً، قوله إن (واشنطن تعلم أن إيران تؤيد الجعفري ونتيجة لذلك قالت: لا كبيرة له، ويأمل الحكيم في استغلال ذلك لإلغاء التصويت الداخلي الذي منح الترشيح للجعفري بدلاً من عادل عبد المهدي عضو المجلس الأعلي للثورة الاسلامية بفارق صوت واحد). مضيفاً (اعتدنا أن نقول إن المجلس الأعلي هو المفضل لدي إيران، لكن الأمر لم يعد كذلك)، وتابع (العلاقات الجيدة مع واشنطن أثرت علي ذلك).