Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الثبات في إجتماع الكنائس المسيحية الخاص

نشرنا في نهاية السنة الماضية وبداية السنة الحالية التي سنودعها بعد أيام معدودة ، عدة مقالات بعنوان "يامسيحيوا العراق إتحدوا / ج1 - ج2 - ج3 - ج4"، بعدها قدمنا في نفس السياق مقال بعنوان "بين ياس الشمخاوي وحبيب تومي / يا مسيحيوا العراق إتحدوا مجدداً"، طرحنا عدة أمور وأفكار نراها واقعية وعملية للحفاظ على كياننا وهويتنا ووجودنا، كعراقيين أصلاء، وكمسيحيين صميميين، حيث أكدنا في ج1 :"ان زمن تقديس الأشخاص قد ولى، وجوب أن يكون كل شخص قائد ومسؤول من موقعه، عليه لا يمكن الأنتظار أن يأتي أحدهم ويقوم بدورنا ونحن جالسين على كراسينا الفارهة! وبعدها نظهر فجأة ونقطف ثمار لجهود غيرنا، وطالبنا بعقد مؤتمر كلداني ثان وخاصة مضى على المؤتمر الأول أكثرمن 11 سنة (عقد للفترة من 16 - 20ت1 - 1995)، مع العلم ان القانون الكنسي ينص على عقد مؤتمركل 5 سنوات، والأحداث أثبتت بالدليل الملموس صحة ما ذهبنا اليه "نرى الآن وجود سينودس القوش و سينودس عين سفني! والأضطهادات، والظروف الأستثنائية التي يمر به العراق، ووضع الكنيسة،ومصيرالمسيحيين وغيرها! إذن نحن بحاجة الى عقد مؤتمر ثان أكثرمن أي وقت مضى، لترميم ولملمة البيت الكلداني وسد الشقوق كي لا تدخل المياه الراكدة الى البيت،كون العاصفة شديدة جداً، ووضع سياج لمنع الغرباء والمتطفلين والحيوانات البرية، والسؤال الملح الذي يقفز الى ذهن كل متابع هو : إن كان القانون يطبق بحذافيره في جميع الأموروكأنه أكثر من مقدس، فلماذا لا يطبق (بل يهان) لعدم تطبيقه "أي القانون" لكل هذه المدة لعقد مؤتمر؟ !!!

في الجزء 2 : أشرنا الى تعددنا وتنوعنا وإختلافاتنا، ضرورة الأنفتاح والتجدد وقبول الآخر، ومهما كان هذا الآخر، والأعتراف به، وأكدنا على ثقافة الحوار، والحوار فقط لا غير، أن أقبلك كما أنت، بايجابياتك وسلبياتك،وهذا هو الحب الحقيقي، باعتبار كرامتك تساوي كرامتي بالضبط، وهنا كان لثقافة الحوار وقبول الآخر ظاهراً جلياً في إجتماع الكنائس الخاص الذي أثلج صدورالملايين من المسيحيين وغير المسيحيين، وهنا تلقينا رسالة عبربريدي الألكتروني من أحد الأساتذة الكرام يقول فيها: انها خطوة جريئة للأمام ولو جاءت متأخرة" فأجبته : المهم انها حدثت فعلاً، وخاصة فيما يتعلق رص الصف المسيحي، إذن نحن نسير نحو الثبات،بخطوة عملية شجاعة.

اما في الجزء 3 : إستشهدنا بالفيلسوف كانط "الواجب هو عصب الأخلاق"، والواجب ليس ممكناً الا بالحركة، فعلى الجميع تحمل المسؤولية، وعدم إنتظارالنتائج لأن المسؤولية واجب وإلتزام، والجلوس الى المائدة المستديرة، وليكن شعارنا التسامح والسماح وترك الخلافات والماضي المؤلم،،،، وكانت نقطة الأنطلاق الأجتماع الخاص لرؤساء الكنائس المسيحية، الذي يعتبرالخطوة الأولى نحو الأمل.

وفي الجزء 4 : طلبنا من كل شخص غيور وطيب وشريف أن لا يسكت على هذا الوضع المؤلم، ولا نتفق مع الذين يرددون : مهما حاولنا مع اخواننا وأشقائنا الاشوريين لا يفيد ولا نصل الى نتيجة! لأنه إن سرنا معهم وفق هذا المبدأ نكون من ضمن الصنف "الأناني، المصالح الشخصية، المتعصب، هزازي الذيول، سارق أموال الكنيسة والفقراء، الدكتاتورية، الأوامر فقط، علاقة الجندي مع الضابط،،،،،،،،، " لذا اما أن نكون نحن على خطأ، والأخوة على حق، والعكس صحيح أيضاً، ولكن ليس هذا ولا ذاك هو الأصوب! لأنه من الضروري ان أرى العصا في عيني قبل ان أشخص القذا في عين أخي وشقيقي، المفتاح يتكون من كلمة واحدة فقط وهي (الحوار)،والدليل هو نسبة نجاح الأجتماع الخاص، عليه طرحنا الأمور التالية، كبرنامج عمل مستقبلي :
*** دعوة للحوار والجلوس الى مائدة واحدة بدون شروط مسبقة، كما حدث فعلاً في اجتماع الكنائس الأخير
*** ان لا يدعي أي طرف بانه يملك الحقيقة كاملة، كوننا نمتلك جزء منها والآخرون يكملون الأجزاء الباقية، ونسبة الجزء تتحدد بما يقدمه كل جزء لأخوانه من
خير وحق وطمأنينة
*** ترك الخلافات جانباً وعدم التمسك بأطلال الماضي وسلبياته، التسامح والسماح، والأعتراف بالأخطاء وممارسة النقد البناء
*** ترويض المتشددين من جميع الأطراف، حيث بتعصبهم وتشددهم يضرون بالمصلحة العليا لشعبهم دون أن يدروا أو يدركوا ذلك
*** الحفاظ على استقلالية كل كنيسة من طقوس وعادات وتقاليد، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للكنائس الأخرى
*** وضع الرجل المناسب في المكان المناسب
*** تشكيل لجان متخصصة منبثقة من المؤتمرالعام، بعد عقد كل طرف مؤتمره الخاص، تكون مهمة هذه اللجان متابعة الأمور المهمة جداً، "أن لا نكون جسراً يعبرون عليه الأكراد متى شاؤوا، والعرب شئنا أم أبينا"المادة 140 من الدستور"المهجرين" قرار واحد وسينودس واحد"تمثيل المسيحيين وحقوقهم"والنقاط المطروحة على جدول أعمال الاجتماع الخاص التي كانت بحاجة الى دراسة وتحضير، وتشكيل لجان قبل وبعد الأجتماع لمتابعة نتائجه، والأهم من كل هذا : أين دور العلمانيين والمثقفين ورجال السياسة والمنظمات الشعبية؟ هل أخذنا رأيهم؟ أم نحن فوق الكل"الدكتاتورية المزمنة"؟ لا يهمنا رأي الشعب!، صحيح هناك تعدد الأحزاب ونتيجتها تعدد القرارات وبالتالي وضع مصلحة الحزب كسقف على المصلحة العليا للشعب"،ولكن القضايا المطروحة غالبيتها تحتاج الى مشاركة القاعدة الجماهيرية، من رجال الدين الى العامل والفلاح، لأنه مصير شعب أيها الرعاة النجباء"، مثلاً موضوع سهل نينوى، (تم اعطاء رأي رؤساء الكنائس بهذا الموضوع في الأجتماع الأخيركون هذا الأمر ليس من صالح المسيحيين)، وهذا القرار يعتبرأول وأجرأ قرار تتخذه الكنائس الشقيقة،ولكنه بحاجة الى دراسة وتوافق بحده الأدنى، صحيح بهذا القرار تضع النقاط على أول حرف من توحيد الخطاب، وإنتصار لثقافة الحوار ثانياً، وضربة للمتحزبين وأصحاب المصالح الخاصة والشخصية،،،،،،،، ولكن يحتاج الى دراسة ووقفة وموقف.

الآن نقول اننا أمام ضوء وبصيص أمل بدأ بالظهور من نهاية النفق، فواجب كل شريف وغيورمن الكلدان والاشوريين والسريان والارمن وكل الطيبين أن يضع طابوقة أو لبنة من الكونكريت على الأساس الثابت لهذا البناء الذي هو بحاجة الى كل مثقف، وكل حزب، وكل جمعية، وكل منظمة وحقوق الأنسان، ومؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني، وكل طاقة تقدر أن تضع البسمة على وجوه عوائل الشهداء والفقراء والمحتاجين والارامل والمهمشين وكافة شرائح مجتمعنا وشعبنا، ليحمل كل شريف شمعة بيده ليسيرمع رئيسه وأخيه وصديقه وجيرانه وابن محلته وقريته ومدينته ومحافظته وابن بلده ووطنه ومع الآخر،اينما وجد في هذا الكون الواسع، ليرى الطريق الصحيح المؤدي لخيره، وللحفاظ على كرامته كشخص بشري، ليرجع الحق لأصحابه، ويعم الخيرويسري الحب والمحبة بين الجميع، وينام الطفل بطمأنينة على صدرأمه، وهكذا نكون قد ودعنا هذه السنة ببصيص من الأمل، وخاصة إذا عرفنا ان الزمن يجري بسرعة فائقة جداً، وحذاري إن فاتنا القطار، وبعدها لا يفيد الندم، لأن للتاريخ لسان،فيا مسيحيوا العراق إتحدوا مرة أخرى في مجلسكم القادم، وكل عام والجميع بكل خير.

shabasamir@yahoo.com Opinions