الجيش الكردي مصطلح جديد
سمعنا في الآونه الأخيره العديد من المصطلحات والمسميات التي ظهرت على الساحه ولم تكن مألوفه من قبل, تحمل في مضمونها معاني جديده في محاوله لمن اطلقها إيحاء السامع بما يريد ان يوحي اليه بالتدريج وإيهامه بضرورة استخدام المصطلح الجديد الذي لايحمل حسب ادعاء من اطلقه اي فرق عن سابقهِ, او ان استخدام المصطلح الجديد هو تصحيح لما كان غير صحيح.قامت الدنيا ولم تقعد على الدكتور ابراهيم الجعفري حين طلب تسليم مليشيات البيشمركه لأسلحتها الثقيله من دبابات ومدرعات والتي استولت عليها من الجيش العراقي السابق حال سقوط النظام, واصبح عدو الكرد الأول والدكتاتور الكبير وغيرها من النعوت التي حصل عليها بجداره من قبل الكرد الذين قاموا فجأةً بتغيير اسم البيشمركه او قوات البيشمركه الى اسم ((الجيش الكردي)) في محاوله لإضفاء الشرعيه لوجود هذه المليشيات امام الكرد, حيث تم استخدام هذا المصطلح في وسائل الإعلام ليعتاد على سمعها المواطن الكردي كما اعتاد على سماع مصطلحات كردستان والدوله الكرديه وتقرير المصير وقدس كردستان وقلب كردستان وكردستان الكبرى الى آخره, وهذا في الحقيقه نوع من انواع غسل الأدمغه للشعوب التي سرعان ماتكتشف الحقيقه لعدم قدرة من كذبوا من قادتهم على تحقيق ولو جزء بسيط من الوعود لتنافيها مع العقل والمنطق, كما حدث مع وعودهم بالإنفصال وتحقيق الدوله الكرديه, حيث تسائل الكرد اخيراً عن كلام بوش وخليل زاده ورامسفيلد حول اصرارهم على عدم تفكيك العراق والتأكيد المستمر في الحفاظ على وحدته, في وقت يَعِد القاده الكرد اتباعهم بأن الدوله الكرديه قادمه وهي قاب قوسين او ادنى وامريكا هي الداعمه والمؤيده لها!!
ان مصطلح الجيش الكردي هو في الحقيقه شيئ يتناقض مع ما ورد في الدستور الذي يصر الكرد على الإلتزام ببنوده او ببعض بنوده التي هي في صالحهم, حيث ان وجود الجيش يستوجب وجود وزارة دفاع تُعنى بأمور الجيش, وبما ان وزارة الدفاع هي من الوزارات السياديه حالها حال الماليه والخارجيه والتي لايحق للأقاليم تشكيل مثل تلك الوزارات حسب القانون, لذا فإن كلمة جيش تكون في غير موضعها ويجب العوده الى مصطلح قوات البيشمركه لتتبع وزارة الداخليه, هذا بالإضافه الى ان معدات قوات وزارة الداخليه لاتستوجب وجود الدبابات والمدرعات الثقيله حيث ان واجبها هو حفظ الأمن الداخلي وهذا لايستوجب استخدام المعدات الثقيله, وهكذا كان الجعفري على حق في طلبه هذا الذي أثار به جنون الكرد وجعلهم يضربون اخماس بأسداس من ان الخطر قادم اليهم من المركز وهذه حجه واهيه أقنعوا بها صغار العقول لتكون النتيجه وقوف الجعفري وحيداً بالساحه دون مُناصر.
اما المصطلح الآخر الذي يتم استخدامه منذ اواسط التسعينات هو مصطلح الشعب الكردستاني او الشعوب الكردستانيه والذي يبدو غريباً للسامع, حيث ان إطلاق تسميه خاصه بقوم معينين على منطقه بكاملها تقطنها شعوب مختلفه لِتُعَمَم التسميه على الجميع هو ظلم كبير لتلك الشعوب خصوصاً إذا ماعلمنا ان هناك من كان على تلك البقعه قبل وجود الكرد اصلاً كالآشوريين واقوام جاءت بعد الفتح الإسلامي كالتركمان وسكنت تلك المنطقه, وتوالت بعدها هجرات الكرد من زاغروس في غرب ايران الى شمال العراق ليتم تكريد الأراضي الآشوريه في دهوك والموصل واربيل وإرغام الشعوب الأخرى على القبول بالعيش على بقعه يُراد تسميتها كردستان.
ليس من ذنب للآشوري اوالتركماني ان يعيش في منطقه يُطلق عليها تسميه خاصه بقومٍ آخرين, وإن أُجبروا على القبول بتلك التسميه فهي عنصريه بغيضه وازدواجيه في التعامل, حيث ينتقد الكرد تبني الأتراك في تركيا اسم القوميه التركيه ليطلقوه على دولتهم في وقت يقطن فيها اقوام ليسوا بترك كالكرد والعرب وغيرهم, وهكذا يتعامل بالمثل من كان يَدَّعي المظلوميه ليظلم الآخرين, كما ان إطلاق تسمية كردستان على الأرض التي يعيش عليها غير الكرد هو إنتقاص كبير لهؤلاء وعدم احترامهم وعدم الإعتراف بهم كقوميات مختلفه, ولربما سيتم اعتبارهم مجرد ضيوف لهم حق الإقامه دون الإعتراض على المُسميات, كما ليس معنى تبني الغير تسميه ما وأُشيع استخدامها فإنها اصبحت واقعاً, حيث ان واقعنا الحالي الذي نعيشه يحمل من المسميات الزائفه والخاطئه والتي اعتدنا عليها الكثير, وليس من الحكمه الإستمرار في تبني الخطأ بعدما يتبين الصواب.
وخلاصة القول ليس هناك من شعوب كردستانيه بل هناك شعب كردي يقطن الى جانبه التركمان والآشوريين والعرب وغيرهم ويعيش الجميع تحت مُسمى واحد أسمى من كل المسميات وأعم وأشمل ولا يُغضب احداً, ومن يحترم التأريخ والحقيقه وكان مُنصفاً عليه بإحترام اسم العراق ليكون الجامع لكل الاقوام المتعايشه فيه, وليكون إطلاق المُسميات دون اغراض مُبيته خبيثه, والعمل في النور اشرف واكرم من العمل في الظلام كما ان الإستخفاف بعقول الآخرين لم يعد يجدي نفعاً فقد ولى زمن الجهل والجُهال.