الحسابات تقول: قائمة الاصلاء هي الاكثرية
هكذا تثبت الاحداث صحة ما اكدنا عليه مراراً وتكراراً اننا ان توحدنا فسيكون فعلنا البرلماني وثقلنا السياسي كالاكثرية في فعلها وثقلها! هذا الكلام واقعي حقاً، والحسابات بنظرة ناقدة: نتحسر على عدم تفاهمنا وتوحيد كلمتنا وهدر اصواتنا، ونبكي وبعدها نرثي لحالنا الى وعلى ما وصل اليه واقعنا الاسود، وهذه الحسرة لا تأتي الان فقط، ولكن النحيب والبكاء وخيمة الرثاء تأتي من الجيل القادم وما بعدها بعد اجرائهم للدراسات وتقييمهم لادائنا نحن الاباء، عندها سيصل بهم الامر الى القول: يا ريت لو لم تلدوننا! لا نفتخر بكم كقادة دينيين وسياسيين على الاقل لانكم لم تنتهزوا فرص التكاتف والتلاحم والتفاهم وابقيتم على غروركم وكبريائكم ومصالحكم الشخصية وذهبتم وراء طوائفكم وقومياتكم وتسمياتكم وسرابكم وتركتم شهدائكم وامان مواطنيكم لا بل تاجرتم بتهجيرهم وخطفهم وقتلهم، يا لها من تجارة مربحة! في بيع وشراء كرامة الشخص البشري، وخاصة ان كانت عملية البيع باسم المقدس والدين والعشائرية وكأنها ملك صرف اعطاها الله كصكوك غفران، او شيك يصرف متى شئتم! انها طابو مقدس غير قابل للنقاش، وقد تناسيتم انكم خدم، ولستم في موقع تشدون حذاء من الذي قال:جِئتُ لأَخدُمْ لا لأُخدَمْلذا سننظر الى تاريخنا قبل سبع سنوات وبعد سبع سنوات اخرى
قبل سبع سنوات عجاف
سرنا من سيئ الى أسوأ، عندما خلط الحابل بالنابل بعد نيسان 2003 كنا ضحايا الانفجارات والموت والقتل والاختطاف والتهجير حالنا حال شعبنا العراقي لانه جزء منا ونحن جزء منه، وقدمنا (كمسيحيين) بين قوسين لكي لا يساء فهمها وخاصة تجار التسمية! قدمنا على مذبح البراءة (12 رجال الدين – سياسيين وموظفي دولة 49 – نساء 76 – شهدائنا في 2003= 111 ،" 04 = 132 "،05 = 76 ، 06 = 81 ، 07 = 125 ، 08 = 131 ،09 = 27 ، 2010 = 15 لحد الان) ونطلب من الرب ان يكونوا آخر احزاننا واحزان شعبنا العراقي! ولكن ليس بالتمني والطلبات نقف المجزرة ويحل الاستقرار والامن! بل بالعمل والتفاهم والحوار والتجاوز فوق القومية والطائفية والمذهبية، والا سنستمر بالدعاء والرثاء والطلبات والتمنيات الى بعد غير منظور، هذه الارقام هي لفلذات اكبادنا من الاطفال والنساء والشباب والشابات الذين سقطوا وهم يحملون قلمهم وعملهم بيد اليمنى وغصن الزيتون باليسرى، وفمهم مجبول بدمائهم وتراب وطنهم، تركونا على امل ان نعيش نحن باستقرار وامان ولكن يبدو ان دمائهم غير كافية للتنين ومصاصي دماء القرن الواحد والعشرين لانهم لم يشبعوا بعد، وهكذا ذهبنا الى مواقع مظلمة في المهجر وفي الداخل ايضاً، مما اصبح البعض منا قاب قوسين او ادنى من الزوال، ناهيك عن حال بيوتنا المزرية من الداخل! فالريحة النتنة تزكم الانوف وانت على بعد الاف الاميال تشم رائحة التمزق والتشرذم والسرقة والتكتل والاوامر والدكتاتورية التاريخية المقدسة المزمنة، ومع كل هذا لا نتعض ولا يرف جفن قادتنا (الدينيين قبل السياسيين) طبعا ليس جميعهم او كلهم لان الحقيقة نسبية حتماً!! والمصيبة عندما يظهرون على شاشات التلفزة يتكلمون وكأنهم ابطال ولكن لا يعرفون ان للتاريخ مزبلة كبيرة وخاصة عندما يتقيأ من ريحة العفونة السياسية والمذهبية والطائفية المقيتة
بعد سبع سنوات
واقع اليوم برهن ويبرهن في كل لحظة ما ذهبنا اليه ومعنا الالاف بل الملايين من شعبنا العراقي العزيز وشعبنا الاصيل ان التشرذم والتباعد وحصر النفس في زاوية والاتكاء على الماضي الطائفي والقومي لا ولن يساعد او ينجح في اخراجنا من عنق الزجاجة اليوم، ربما في ظروف افضل كل مكون حر في تصرفه ويخيط له قميص على قياسه! ولكن ليس من حقه اليوم ان يقيس للآخرين قميص ذو اردان طويلة ومكمم ونحن في عز الصيف! او يلبسوننا قمصان نصف ردن وخفيفة في لب الشتاء! وهذا حدث ولا زال يحدث باسم القومية والدين والمذهب والطائفة، لذا لا نريد هنا تفصيل المفصل لكي لا يتهمنا البعض بتهمهم الجاهزة التي مقتناها من كثر ما سمعناها، (خان الكلدان – خان الامة – خان الكنيسة – خان خان خان خان) وكان الكلدان والامة والقومية والطائفة هي ملك صرف لاحد؟ لا ندري من باعها لكم؟ هل بيعت بصكوك الغفران المؤجلة، من ورثتوها من اجدادكم، ام منحت لكم لمواقفكم الوطنية والقومية والتقدمية!!! والله عجيب على امة او مكون او طائفة تقول 99% اكثر مما تعمل 1%، لان حالة اية كنيسة او حزب او منظمة لا تعرف تدابيرها، اي ليس لديها مدبر او مدبرين، تتحمل مسؤولية تفككها وتشرذمها وحتى دماء شهدائها الابرياء، وجوب محاربة الفساد الديني والاداري والسياسي والمالي، وجوب ازالة خط او المعسكر الثالث الذي دائماً يكون مع القوي ومن يدفع اكثر لانه اخطر من مرض السرطان في الجسم! لماذا؟ لانه يعمل من الداخل، لذا فرز الزوان من الحنطة وتنقية البيدر واجب مستقبلي ان اردنا الخروج من المأزق حقاً، اما ان عملنا نظرياً معنا وعملياً ضدنا، عندها نقرأ "أبانا والسلام" على الاحياء الاموات كما نفعل اليوم حقاً
اذن ان اردتم الخروج الى استنشاق الهواء النقي كأصلاء، عليكم بقراءة الارقام البسيطة التالية، والتي نضعها امام طلاب المرحلة المتوسطة لحلها في امتحاناتكم
قلنا سابقاً وقبل الانتخابات ان اردنا فسنكون الاكثرية في البرلمان!! نعم ان اتحدنا ونزلنا في قائمة واحدة (كمسيحيين) مرة اخرى بين قوسين! لانها تسمى "جوتا المسيحيين" وليس كوتا الكلدان! ولا كوتا السريان ! ولا كوتا الاشوريين! لذا قلنا المسيحيين، وفي التسمية نقول الاصلاء او الاصليين لنبتعد ولا نكون طرف في حرب التسميات بل نقف من الضد ونتصدى لكل حرب لانها تكون حتماً مفرقة،مقسمة، لذلك جاءت مقالنا قبل الاخير بعنوان (لا تجزأني رجاء) وكانت ردة فعل الى تقسيمي الى حزبين واحزاب، الى منبر ومنابر، الى تيار وتيارات،الى كنيسة ممزقة وكنائس، الى تقسيم صوتي، وهنا في "تقسيم صوتي" تأتي الاكثرية
الماضي هو ماضي ولى! والمستقبل اتى وسيأتي بلحظة حاضرة، وما خسرناه في الماضي يمكن ان نعوضه في المستقبل! كيف؟
انظر الى الاربع قوائم الفائزة
العراقية – علاوي 91 برلماني
دولة القانون – المالكي 89
الائتلاف العراقي والاحزاب الشيعية 70
التحالف الكردستاني 43
وما يهمنا هنا هو :الحركة الديمقراطية الاشورية – زوعا 3
المجلس الشعبي 2
قبل ايام اعلن تحالف بين رقم 2 ورقم 3 (دولة القانون والاحزاب الشيعية) ان فرضنا ان الحلف صمد ولن ينهار (لان اساسه ضعيف) يكون المجموع البرلمانيين هو: 89 + 70 = 159 فكم يحتاج التحالف لكي يؤلف او يشكل حكومتنا المقبلة؟ يحتاج الى 4 برلمانيين ليصبح تكتل من ثلثي 325 مجموع مقاعد البرلمان! ان قبلنا بالكوتا كحقيقة مُرًة، وكانت قائمتنا موحدة اي لنا 5 برلمانيين متفق عليهم الا نشكل الاكثرية في حسم تشكيل الحكومة وعندها كان لنا شروطنا كما لهم شروطهم؟ اين هي مصلحة شعبنا؟ في قائمة واحدة موحدة؟ ام في خمس قوائم غير موحدة؟ لكي نقطع طريق التحليل الخاطئ اننا هنا نتكلم بلغة الارقام وليس بلغة الافكار والاتجاهات والمصالح، لان لغة الارقام هنا هي لغة مصلحة وحقوق الشعب الاصيل وليس مصلحة حزب او فكر او تاريخ او ثقافة او كنيسة او عشيرة او منطقة
انظر مرة اخرى
في حالة فشل انضمام التحالف الكردستاني الى تحالف دولة القانون والائتلاف العراقي، وعلى الاكثر لا يتحالف الان وينتظر ردود افعال العراقية وما تتمخض عنه اللقاءات السرية في عمان والتي هي الحاسمة؟ الا يمكن ان تتحول الاخبار الى واقع ويعلن عن تحالف دولة القانون والعراقية فيكون المجموع : 91+ 89 = 180 وهنا يتم تشكيل الحكومة بسلاسة دون ان يكون التحالف الكردستاني "جوكر الدولة"؟
اذن في كل الاحوال نكون الاكثرية بالرغم من قلتنا (وهذا ما مطلوب من اخوتنا في زوعا والمجلس) لاننا سنكون الرقم الحاسم دائماً وخاصة عندما يتم التصويت على قرارات مصيرية وطنية، وخاصة ما يخص مصير شعبنا وحقوق الاصلاء
هذا ان آمنا بالكوتا كواقع حال معاش! فكيف نتعامل في المستقبل ان خططنا وفكرنا وتفاهمنا وعملنا من الان من اجل ان يكون لنا على الاقل 12 -18 برلماني؟ هذا ان كانت ارادتنا موحدة لصالح شعبنا! اما ان بقينا في قعرالتاريخ كما نحن عليه الان على الاقل لنفكر بقائمة واحدة (ويكون صوتها في معظم الاحيان حاسماً) والا ابقوا كفخة من هنا وكفخات من هناك
ولكننا لن نسكت ما دام شعبنا مُضْطَهَدْ
shabasamir@yahoo.com