الدباغ محذر الراغبين في دخول العراق: لا تنخدعوا بأكذوبة الجهاد وتذهبوا لموت مجاني
09/03/2007أصوات العراق/
حذر المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية الدكتور علي الدباغ اليوم الجمعة العرب الراغبين في دخول بغداد باسم الجهاد من موت مجاني ينتظرهم، نافيا في الوقت نفسه وجود حرب أهلية في العراق، ووصف أعمال العنف بانها حرب بين مجموعات ضالة ضد العراقيين سنة وشيعة.
وأعرب الدباغ في حوار مع صحيفة "الوطن" السعودية التي تصدر في منطقة عسير نشرته اليوم الجمعة عن الأمل بأن يكون الدور العربي إيجابيا أكثر من خلال إدراك حقيقة أن استقرار الوضع في العراق هو استقرار لكل دول المنطقة والتهديد الأمني في العراق هو تهديد أمني للآخرين، "لأن العراق يمكن أن يشكل حاضنة للإرهابيين وإذا شعرت الدول العربية مجتمعة بهذا الخطر فإن التهديد يمكن محاصرته عبر وقف حملات التحريض، والفتاوى، ودعوات الجهاد في العراق، ومصادر التمويل لهذه المجموعات".
وتابع يقول "الدور العربي يمكن أن يساهم في إقناع بعض المترددين في العراق من المساهمة الإيجابية بالعملية السياسية الحالية، ونشعر أن الدور العربي مهم جداً في هذا الخصوص ولا يمكن للعراق أن ينسلخ عن محيطه العربي".
وبشان مطالب العراق من دول الجوار قال "لا يمكن لدولة من دول الجوار أن تنأى بنفسها، هناك مصلحة وواجب لدول الجوار تجاه العراق، أول هذه الواجبات هو المساهمة في عدم تسرب مجموعات القتل والدمار للعراق وكف التحريض الإعلامي الذي يشجع على تجنيد شباب أبرياء في موت مجاني يقتل فيه المئات، يمكن أن ينطلق تعاون اقتصادي يحتاجه العراق من خلال نظام إقليمي اقتصادي وهذه هي المصلحة".
وردا على سؤال حول أجندة الوفد العراقي لقمة الرياض العربية المقررة في نهاية الشهر الجاري، قال "الوفد العراقي إلى القمة العربية في الرياض سيطلب المساهمة العربية في تجاوز مرحلة عنق الزجاجة"، مؤكدا ضرورة تفهم الدول العربية أن معادلة الحكم السابقة في العراق لا يمكن العودة لها.
وعن تقييم الحكومة للوضع الحالي وهل هو حرب أهلية، أم عنف طائفي، أم إرهاب، قال "الوضع الحالي في العراق محكوم بالوضع الأمني الذي يتحسن نتيجة الجهود المكثفة التي تبذلها الحكومة لوقف التدهور الأمني الذي وصل لمستويات خطيرة من قتل جماعي وقتل على الهوية ،وهذا منزلق خطير يخلق تداعيات على الوحدة الوطنية وعلى تماسك الدولة، العنف الموجود في العراق جذره الأساسي هو سياسي يختلط فيه عنف طائفي أعمى وعنف إرهابي".
وتابع الدباغ قائلا "العنف الطائفي، منهج خطير مع الأسف له رموزه وقنواته وخطابه وهذا منهج جديد على العراق، فالعراق لم يشهد عبر تاريخه نزاعاً طائفياً، والعنف الإرهابي، هو مشكلة دولية والعراق منطقة رخوة استفادت منها المنظمات الإرهابية، وهذا خطر على كل المنطقة".
وأكد أنه "لا توجد حرب أهلية في العراق، هناك حرب بين مجموعات ضالة ضد العراقيين سنة وشيعة فالإرهاب لا دين ولا هوية له غير قتل الإنسان. ولابد من معالجة سياسية تتوازى مع الجهد الأمني عبر حوار سياسي جاد يتحمل المسؤولية ويتضامن في حل المشاكل".
وحول تقديره لحجم ظاهرة " فرق الموت" وعلاقتها بدول الجوار، قال الدباغ، "فرق الموت هي مجموعات قتل إرهابية تلاحقها الحكومة ولا يوجد لدينا أدلة على ارتباطها بدول الجوار وهذه الفرق لا توجد هوية مميزة لها".
وأشار المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية إلى أن بعض المجموعات التي تمارس العنف الطائفي قد تكون مرتبطة ببعض الرموز السياسية "والحكومة تتعامل مع كل من يمارس العنف والقتل والإرهاب معاملة واحدة بغض النظر عن الانتماء السياسي أو المذهبي ومن ضمنه جيش المهدي الذي يكثر الحديث عنه".
ونفى الدباغ صحة ما يتردد أن العراق يتعرض لعمليات تطهير عرقي ومذهبي، وبالذات في بغداد والمناطق المجاورة للحدود الإيرانية ، وقال "مع الأسف يحاول البعض تصوير الصراع بأنه تطهير بغداد من السنة، هذه المقولات تؤذي السنة قبل الشيعة، وهي تصريحات خطيرة يجب أن ينتبه لها السنة والشيعة ويحاصروها لأن هدفها زرع فتنة ستؤذي الجميع ولن نحصد منها غير الخسران للجميع، يجب أن يترفع السياسيون عن إثارة العواطف بهذه الطريقة لمصالح انتخابية".
وبشأن العلاقات العراقية- الإيرانية في ظل التغير الذي لحق بالسياسة الأمريكية ومشاركة واشنطن وطهران ودمشق فى مؤتمر بغداد غدا ، قال "نحن في العراق لا نريد أن نكون ظلاً لعلاقات الولايات المتحدة مع إيران أو سوريا، نريد أوثق العلاقة مع إيران وكذلك مع أمريكا، ولسنا طرفاً في النزاع فيما بينهما، لدينا مصالح وحدود طويلة مع إيران نريد تطويرها لمصلحة الشعبين ولا نريد لإيران أن تستخدم العراق في تمرير رسائلها إلى الآخرين".
وأكد الدباغ أنه لا أحد يمتلك وعيا سياسيا يطلب رحيلا فوريا للقوات الأجنبية من العراق قبل أن تستكمل بناء قوات وطنية قادرة على حماية المواطن من خطر التهديد الإرهابي.
وعما اذا كان هناك اتصالات بين الزعيم الشيعى الشاب مقتدى الصدر والحكومة العراقية خاصة بعدما أثير عن غيابه عن العراق، قال الدباغ "مقتدى الصدر له تيار فاعل في الساحة السياسية العراقية سواء في البرلمان أو الحكومة أو في الشارع العراقي، ومن الطبيعي جدا أن يكون هناك تواصل مع هذا التيار، أما مسألة غياب السيد مقتدى الصدر من عدمها فإن معلوماتنا تؤكد وجوده في النجف ويمارس مسؤولياته الاعتيادية".
واستغرب الدباغ ما يتردد عن وجود إسرائيلي في عدد من مناطق العراق، واعتبر ذلك "جزءا من إثارات ضد العراق، فيما العديد من الدول العربية يرفع في عواصمها علم إسرائيل".
واستبعد إفامة علاقات بين العراق واسرائيل، وأكد أن "مسألة إقامة علاقات مع تل أبيب غير مطروحة للحديث عنها الآن، لدينا التزامات تجاه الآخرين ونلتزم بالموقف العربي والإقليمي مع تل أبيب"