الدعاية الانتخابية لقوائم شعبنا في الانتخابات البرلمانية
Atheerba200@yahoo.comشهد العراق قبل أيام قلائل تجربة ديمقراطية رائعة تمثلت في الانتخابات البرلمانية لاختيار أعضاء مجلس النواب القادم والمؤلف من 325 عضوا ، ومن ضمنهم الأعضاء الخمسة الممثلين لكوتا شعبنا الكلداني السرياني الأشوري .
ومن خلال معايشتنا للانتخابات البرلمانية فان قوائم شعبنا السبعة التي دخلت الانتخابات تمثلت في خمسة كيانات ومرشحين مستقلين ، اختلفت برامج كل قائمة عن أخرى في الدعاية الانتخابية وفي طرح البرنامج الانتخابي وكذلك في أساليب الدعوات الموجه إلى أبناء شعبنا لا بل حتى أن القائمة الواحدة اختلفت طرق دعايتها الانتخابية من منطقة إلى أخرى وهذا ما اثر على جميع القوائم من حيث فاعليتها في استقطاب اكبر عدد من الناخبين المتأرجحين والذين لم يحسموا أمرهم في التصويت لقائمة معينة ، عموما سنتناول هنا الدعايات الانتخابية والحملات الدعائية بصورة عامة وابرز النقاط التي حالت دون حصول القوائم المرشحة للانتخابات على أصوات الناخبين أو تحقيق الآمال المرجوة من تلك الحملات .
1. التركيز على الملصقات المطبوعة وتوزيعها بشكل عشوائي وفي أماكن متفرقة وعدم وجود آلية حقيقية لطريقة التوزيع وطريقة العرض .
2. ضبابية البرنامج الانتخابي للقوائم وعدم وضوحه بالإضافة إلى قلة التوضيحات التي وصلت إلى أبناء الشعب.
3. قلة الندوات الجماهيرية والتي من شانها التعريف بالمرشحين وبالبرنامج الانتخابي لكل قائمة ، ربما بسبب عدم امتلاك القدرة على التأثير من قبل بعض المرشحين أو افتقارهم إلى الثقافة المطلوبة لإدارة الندوات والبرامج الانتخابية .
4. تشابه الوعود الانتخابية للمواطن وقيام كل قائمة بالادعاء بان أي مشروع مطروح هو من فكرها وبأنها الراعية له ، وتكذيب برامج القوائم الأخرى .
5. حصر نشاط المرشحين حسب مناطق تواجدهم دون الاكتراث أن الشعب بحاجة إلى أن يعرف ممثليه في البرلمان حتى وان لم يكونوا من مناطق سكناهم ، إذ اعتمد اغلب المرشحين على عقد ندوات خاصة في مناطق التأثير المحتملة متجاهلا بقية مناطق تواجد شعبنا الامر الذي حرم المواطن من معرفة المرشحين بصورة اكثر تفصيلا ربما كانت تقود الى اختيارهم وانتخاب قوائمهم .
6. بالنسبة للقوائم الخمسة التي تتمثل باحزاب ومؤسسات شعبنا انحصرت الدعاية الانتخابية على مناصري كل قائمة وتوجيه دعوات تذكيرية لهم بانهم امل القائمة في الانتخابات دون العمل على استقطاب اكبر قدر من الناخبين الغير محتملين والعمل على حثهم للتصويت للقائمة من خلال اشعارهم بانه طبقة مهمة ولها راي في العملية الديمقراطية وان صوتهم هو شي ثمين ولا يحصل عليه بسهولة .
7. الافتقار الى اساليب التوعية الديمقراطية وحث الشعب على المشاركة في العملية الانتخابية لانها مسألة اثبات الوجود بالنسبة للمكونات وخاصة شعبنا الذي يعاني حملات متكررة من القتل والتهجير والتشريد ومحاولة مصادرة حقه الانتخابية من خلال الترهيب والضغط المباشر وافتعال الازمات ، وهذا ما ينجح دائما من قبل جهات متعددة لحثه على التصويت خارج اطار الكوتا وبالتالي استصغار الحجم الحقيقي لشعبنا وتذويبه ضمن الكتل والقوائم الوطنية الكبيرة ، وفعلا هذا ما حدث بالضبط اذا صوت ما يقارب الثلث من الناخبين المشاركين واللذين لم تتجاوز مشاركتهم 50 % فقط لقوائم من خارج الكوتا لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري .
8. التراشق السياسي المستمر بين القوائم المتنافسة والاتهامات المتبادلة فيما بينها حتى اختلط الحابل بالنابل على ابناء شعبنا وراح المواطن المسكين ضحية لهذه التراشقات والمهاترات التي لا طائل منها سوى حجب الحقيقة على الناخب .
9. عدم السعي الى خلق تحالفات جدية تمثل اغلب اطياف شعبنا ان لم يكن جميعها والدخول الى الانتخابات ببرنامج وحدوي يمس الوتر الحساس لشعبنا ويدعوه الى الالتفاف حول ذلك التكتل او التحالف مثلما حصل في اماكن مختلفة من العراق .
10. تحديد وتحجيم دور الماكنة الانتخابية وافتقارها الى الاساليب الحضارية في التوجيه والدعاية وتحركها في مختلف الاتجاهات لجذب وتوعية اكبر عدد ممكن من الناخبين .
11. افتقار الحملات الانتخابية الى متخصصين في مجالات الاعلام والدعاية الامر الذي كان من شأنه ان يسهم بعدم حصول أي مخالفات قد تكون سببا في الاحجام عن تصويت الناخب للقائمة .
هذه جملة من الاسباب التي ساهمت فيما آلت اليه الانتخابات البرلمانية والتي افرزت عددا من الاخطاء التي نتمنى من احزاب ومؤسسات شعبنا ان تتجاوزها وان لا تقع فيها مرة ثانية من اجل تضميد جراحات شعبنا المسكين وايقاف نزيفه المستمر املين ان تحط الركب في ارض الاباء والاجداد ليبقى الشعلة المعطاء التي تشتعل لتنير العراق الجديد .