• الدكتور حميد السعدون : في محاضرة له يشخص مظلومية الحوار الحضاري بين الاصولية الدينية وسياسة الهيمنة
·الدكتور حميد السعدون : في محاضرة له يشخص مظلومية الحوار الحضاري بين الاصولية الدينية وسياسة الهيمنة
·جامعة " تيوكاما " في ساند ديغو الامريكية تستضيف الدكتور السعدون لهذا النشاط الذي اكد فيه ضرورة إعادة النظر في الكثير من الطروحات القائمة
·الدكتور السعدون: الانغلاق الاصولي وسياسة الهيمنة والاحتواء فرضت قواعد للصراع والخصومات في مواجهة قيم الشراكة والسلام والمصالح المشتركة
خلص الباحث الدكتور حميد السعدون عضو الهيئة العامة لمنظمة حمورابي لحقوق الانسان الى أن ما يعيق الحوار الحضاري بين المكونات العالمية، انغلاق الاصولية الدينية على مفاهيم وموجودات أرثية غارقة بالنزعة السلفية الظلامية التي تمتنع عن الاستجابة الى المتغيرات الحضارية وما تحتمه متطلبات الحداثة والعصرنة، وكذلك ما تمليه جسور العلاقات بين الشعوب.
واضاف في محاضرة له ألقاها على احدى قاعات جامعة تيوكاما في مدينة ساند ديغو ضمن ولاية كلفورنيا نهار يوم 14 ايلول 2018 أن ما يقابل هذه الاصولية الدينية بكل ماتمتلك من حواجز وتابوهات جامدة متخلفة عن تطورات الحياة نزعة الهيمنة التي هي القاسم المشترك لكل الاحتكارية ليس فقط في الجوانب الاقتصادية، وانما ايضا احتكارية ضمن الاساسيات الثقافية والفكرية التي تروج الى بضاعتها مع ملاحظة أن الهيمنة بالنسخة السائدة الآن في العالم تحكمها الربحية والاحتواء والسعي الى تقليل شأن الآخر والايحاء اليه على انه مجرد متلقي ليس له الحق في الخروج على ذلك، وكأن الامبريالية بالنفوذ الذي هو عليه مجرد جرع دواء على الآخرين التعاطي به.
وأكد الدكتور السعدون في محاضرته التي استمع اليها عدد من الامريكيين والعراقيين الذين يمثلون الجالية العراقية هناك، أن هذا التضاد الذي وصل الى حد الخصومة الدموية في بعض الاحيان، اوجد الكثير من الاحباطات وكذلك الجزع من ان تكون للعالم فرصة تبني سياسات تشاركية حقيقية تقوم على المصالح المشروعة للدول، مشيرا الى أن ما كرس هذا التضاد والقطيعة يعود الى ان المنظمات التي ينبغي أن تتبنى اجراءات الحوار الحضاري في اغلبها غير مؤهلة، وبالتالي غير قادرة على تبني مفاهيم الحوار الحضاري القائم على الاصغاء والتداول المعرفي ، في حين اتخذت العلاقة بين الطرفين حالة التصادم.
الدكتور حميد السعدون الذي هو الآن في زيارة الى الولايات المتحدة الامريكية قال في محاضرته ايضا، أن مخاض حوار حضاري متوازن اصبح من الصعوبة بمكان اذا لم يتم وضع حد للاصولية الدينية بأتجاه اعتماد مفاهيم ترى في الوجود الديني رؤية للتسامح والسلام والمحبة والالفة والضرورة الايمانية القائمة على الاعتقاد الصحيح الوسطي وليس على المغالاة.
ودعا الدكتور السعدون الى تغيير النمط الحالي للهيمنة بكل ما تحفل به من نزعة للقوة والتسلط والتدخل السافر في حياة الشعوب، وفي كل الحالتين ان المهمة صعبة جدا وتحتاج الى جهود علمية وتعبوية مضنية، بل وتحتاج الى ما يمكن الاصطلاح عليه تحقيق العدالة في فرص التنمية واحترام الخيارات الصحيحة المطروحة.
هذا وجرت مناقشة مستفيضة بين الباحث السعدون والحاضرين، كما تناول مدونون على الانترنيت ما جاء بالمحاضرة.