الدكتور وديع بتي سفيراً للحق

بدون مجاملات ايها العزيز من يتابع كتاباتك الرزينة يقدر ان يقرأ فكرك وفي اي اتجاه يسير، نؤكد انه اتجاه الحق، وهذا الاتجاه يتطلب الجرأة والشجاعة وفي مرات كثيرة يتطلب تضحية اكبر وهذا ما هو عليه معدن وديدن القادة ! ليس كل قائد قائد، القليل يحملون صفات خاصة بالقيادة، لذا كان ترشحكم لمنصب سفير العراق عن المسيحيين انطلاقاً من هنا، من الفكر الجماعي والشخصاني الذي تحملونه، اضافة الى مميزات شخصيتك التي تجلب الانتباه، ليس موضوع شهادة الدكتوراه في الفيزياء التي تحملها وحسب، وانما القِيَم التي تعبر عنها في كتاباتك، ومن اهمها الدفاع عن الحق لكل انسان اينما وجد، وتقديم الخير لمن يستحقه، بعدها لتضع بسمة على شفاه طفل، وامان واطمئنان لكل خائف من مصير مجهول وخاصة المهجرين من ابناء شعبنا العراقي بشكل عام و"شعبنا المسيحي" والاقليات بشكل خاص

كما تعرف استاذنا العزيز انك اليوم عراقي كما كنت بالامس، انك سيدي لا تمثل السريان ولا الكلدان ولا الاشوريين ولا الارمن وانما تمثل كل عراقي مهما كان دينه ولونه وشكله، نعم بديهية تعرفها اكثر من كثيرين ولكن نؤكدها هنا لانها كانت من ضمن النقاط الاساسية التي تم الاستفتاء عليها من قبل البرلمان في شخصيتك التي نعتز بها كعراقيين وكمسيحيين! وهكذا نكون معك فكراً وقلباً وقالباً من اجل الدفاع عن حقوق العراق والعراقيين في اي مكان وجدوا فيه في العالم الذي اصبح قرية صغيرة بحق ، هذا هو فكرنا، فكر حقوق الانسان، الذي يلتقي مع فكر كل حر شريف يحب وطنه وقومه وشعبه، بعيدين لا بل محاربين للطائفية والمذهبية والعنصرية التي تناقض التنوع والتعدد وقبول الاخر كل الآخر

نتمنى لكم العمر المديد من اجل القيام باعمال وظيفتكم الجديدة كسفير للحق في اي مكان تكونون فيه، ونحن لنا الشرف ان نلتقي معكم في نفس الفكر والاتجاه الذي تسيرون عليه الا وهو طريق

التضحية من اجل الاخر

قبول الاخروالاعتراف به

تساوي كرامة الشخص البشري، والفرق ما يقدمه كل شخص او مجموعة او مكون او حزب او منظمة، من خير اكثر وامان اكبر ويدافع عن الحق اينما وجد، عندها يختل ميزان الكرامة لصالح من تكون ايديه نظيفة وفكره مع الانسان قبل الدين والقومية والمذهب والطائفة، وهذا ما مكتوب على فكركم وتاريخكم الناصع

طريق قبول الاختلافات، قبول التواريخ وليس تاريخ واحد، والثقافات والافكار والحضارات والاجناس والانواع والاديان! هذه هي الانسانية سيدي وانت سيد العارفين

مع كل ما طرحناه لم تكن مفاجئة لنا في تعيينكم سفيراً للعراق، عليه لا نستغرب بأنكم تكونون سفيراً للحق حقاً

نتمنى لكم الموفقية في حياتكم الجديدة

shabasamir@yahoo.com