Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الدكتور وديع بتـّي حنا بـين الكاردينال والسـوﭭـيـيت في الجـنة

في عام 1969 وأنا مع إثـنين من أصدقائي الألقـوشـيّـين ( الآن أحـدهـما متقاعـد في ألقـوش - الصفار- والآخـر يرغـب أن يسمي نفـسه اليوم أثورياً وبذلك حـصل عـلى مركـز لا بأس به في مديرية تربـية نينوى ، إلاّ أنه لم يستطع التحـدّي فإنـتقـل إلى المنطقة الشمالية ) ذهـبنا إلى السفارة السوفـيتية ببغـداد فـواجـهتـنا في مكـتب الإستعـلامات شابة شـقـراء في غاية الجـمال ، إسـتفـسرنا منها فـعـلِمْـنا أنها لا تعـرف الإنگـليزية ولا العـربـية ، فأومأتْ إلينا بالإنـتظار ، وبعـد دقـيقـتــَين جاءنا رجـل طويل القامة في أوائل خـمسيناته يتكـلم العـربـية بطلاقة وباللهـجة المصرية فـرحّـب بنا ثم سألناه : هـل توجـد زمالات دراسـية للعـراقـيّـين للدراسة في الجامعات السوفـيتية ؟ قال : ليس لدينا زمالات دراسية عـلى الإطلاق ! ثم خـفــّف من وطأة إجابته المخـيّبة لنا فأضاف : يمكـنكـم أن تراجـعـوا وزاراتكـم بهـذا الشأن . ثم عـلمتُ لاحـقاً أن الدراسات العـلمية في ذلك البلـد تـتم عـن طريق الأحـزاب والتـنظيمات الموالية له وفي جامعات خاصة بالأجانب فـقـط مثل جامعة ﭘاتريس لومـمبا ، ولا يتمتع طلابها بالحرية الغـربـية ، أما الدراسات العـسكرية فـتلك مسألة أخـرى مبنية عـلى إتفاقـيات ثنائية بـين الحـكومة السوفـيتيّة وحـكـومة أية دولة أخـرى ، اللتــَين تحـيطان الدارسـين والمتدرّبـين بقـيود أشـد . إن ما ذكـرْتــُه مِن وصف للطلبة الأجانب الدارسـين في دولة الطـّوق الحـديدي ، لم يفـصح عـنه الرفاق الدارسـون في غابة سايـبيريا - إنْ لم أقـل بالغـوا في وصف جَـنــّتها - حـتى إحـتضار الدب الأبيض حـينـئـذ لم يُـخـْـفـوا عـنا إمتعاضهـم منها ! بل صاروا أبواقاً تــُسْـمِعـنا أصوات تـذمّرهـم مما لاحـظوه من غـبن وتفـرقة ومحـسوبـية في تلك الثلوج الحـمراء ( التي لم تصمد طويلاً تحـت الشمس المشرقة ) . كـتبتُ هـذه المقـدمة لا لكي أنـتقـد الخـيارات الشخـصية للفـرد ، بل لكي أبـيّن للقارىء إحـدى الصفـحات الحـقـيقـية والمنظورة من هـوية وحـرية الأجانب اللذين كانوا يدرسون في الإتحاد السوفـيـيتي ، وفي المقال المنشور عـلى الرابط في أدناه http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,158093.0.html
كـتـبه الدكـتور وديع بتــّي حـنا ، تحـت عـنوان ( لينين وغـبطة الكاردينال وطارق عـزيز ) ومنه عـلمتُ أنه أحـد أولئك الطلبة . لقـد قـرأ إحـدى مقالاتـنا فـذكّـرَتـْه بالقـول الخالد ( الحـقـد مُوَجّهٌ سيّءٌ في السياسة ) والمنسوب إلى لينين حـسب وصفه ، كما يضيف الأستاذ معـرفـته المسبقة بأن أساتذتهم في اللغة الروسية كانوا عـملاء لجـهاز المخابرات السوفـيتية ، وأنا أودّ بنفـس الطريقة التي ذكّـرَتــْه أن أتـتبّع ما وردَ فـي مقاله المنشور بالتدريج متذكّـراً نسيج حـياتـنا الماضية وأيامَنا الحالية . وهـنا أعـلق عـلى كـتابة الدكـتور وديع لأقـول : إن كـلمة عـميل قـد تصلح وصفاً لغـريـب يعـمل سـراً بنفـس دنيئة لفائدة جـهة أو دولة ما ، ليست دولته ، ولكـنها ( ونحـن متحـفــّـظون عـلى هـذا النمط من المهـن ) لا تصلح لوصف إبن البلد وهـو يؤدي خـدمة تصبّ في نهاية المطاف في قـناة تحـمي بلده من كل خـطر محـتمل ، ثم أتساءل: أية طمأنينة كانت عـندكـم وأيّ إغـتباط كان لكم بالجهة التي بعـثـتْ بكـم للدراسة إلى دولة تشـكّ بكـم قـبل وصولكم إليها ، وأنـتم عـلى عِـلمٍ مسبق بأن أساتذتها فـيها هـم عـملاؤها ويراقـبونكم ؟ وما الذي كانوا يَرْجـونه أساتذتكم أولئك من عـملية متابعـتهـم لكم ؟ وماذا كانوا يتوقـعـون أن يحـصلوه منكم وأنـتم طلاباً ؟ مما يقـودنا إلى الـتساؤل : تــُرى كم كانت درجة شـكوكـهـم ومتابعـتهم ومراقـبتهـم للرجال القادة من بلادنا ، أولئك الحاملين رايتهـم ؟ ورجـوعاً إلى قـول لينين فإن إستفـساركـم عـن دوافـعه عـنده ، كان يعـني أنّ لديكـم الرغـبة بتشـوّق في الوصول إلى أعـماق الحـقائق وليس الإكـتفاء بسـطوحها . إن تفـسيركم المحـتمل لتلك الدوافع جـميل ، فـسواء كان لينين ينصح رجاله بكـلامه ذاك أويؤنــّب الذات عـن ذنب إقـترفه هـو ، فإنه بالوقـت نفـسه يتوافـق مع القـول الشـهـير - السياسة مفـسـدة لكل شيء - وتـتطابق هـذه الحـكـمة بمقـدار ملموس عـلى السياسيّـين اللذين يـبتغـون المصالح الشخـصية الضيقة عـند ولوجـهـم هـذه القـناة الرخـيصة وهـم بعـيدون عـن مبادىء الحـياة الأساسـية والسياسية ، لابل أؤكـد أن البعـض يستكـثر عـلى نفـسه ، فـلا يتحـمل ولا يُصدّق أن إسمه صار يُكـنــّى بالسياسي فـيفـتخـر بتبخـتر ، وهـو يطفـو عـلى السـطح كـفـقاعة هَـواء في هُـراء
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,115911.0.html .........
ولكـن السيد وديع قـرأ المقالات وراح متوهّـماً ومتهـماً كتــّابها واصفاً إياهـم بالسياسيّـين وهـم ليسوا كـذلك ، وإنْ كان الإداريّون في شبكة ( عـنكاوا . كـوم ) الغـراء قـد ألحـقـوها في باب المنبر السياسي . فـحـسب عـلمي وأنا مـتيقــّن منه 100% أنّ مِن بـينهـم شمامسة ترعـرعـوا في أحـضان الكـنيسة وتحـمّـلوا وصمدوا أمام مضايقات المناوئين لها في أيام ماضية الكـثير ، ولسنا بصددهـم اليوم وإنما أقـول للأسـتاذ وديع : لم يضع أحـد من الكتــّاب المشار إليهـم نفـسه في موقـع المحـكـمة الكـنسية ، ثم أن طارقاً هـذا موضوع البحـث وقـبل أن يولـد ، قـد قال عـنه الشاعـر منذ زمن بعـيد: * ما زاد حـنــّون ( طارق ) في الإسـلام خـردلة ... ولا النصارى لهـم شـغـل بحـنـّون *
فالناقـوس لن يوقـف ضرباته ولا المجـمع الفاتيكاني يؤجّـل جـلساته ، إذا ما الطارق عـن مسيحه الحي إرتـدّ ، ورحاله عـن قـمة الجـلجـلة شـدّ ، وإنحـدر بجُـبْـن حـين شـهادتـَيه أدّى ، وفي غـيّه تمادى وَ مـدّ . نعـم إنه سـلوكه الشخـصي الحـضاري كما أسـمَيـتــَه ، ولكـنك لم تقـرأ بإمعان حـين قـلنا لحـضرة الكاردينال : [ أتركه الآن ... وَدَعْ الموتى يدفـنون موتاهـم ] . وقـد ذكـرْتَ كـيف أن المسيح طلب الغـفـران لصالبـيه ، ولكـن فاتـَتـْـكَ عـبارتـنا لغـبطة الــﭘـاطريرك : [ نعـم نحـن نغـفـر لِـمَـن أخـطأ إلينا ، وطبـيعيّ أن تغـفـروا له إذا أخـطأ إليكم شخـصياً ، ولكـنـنا لسنا مخـوّلين أن نغـفـر لِمَن أخـطأ لغـيرنا لأن مانح الحـياة هـو الغافـر ، وهـل هـناك مَن يغـفـر الخـطايا غـيره ؟ ] . ثم قـل لي بربّـك هـل أن مستوى ثـقافة رجـل الشارع اليهـودي قـبل 2000 سنة كانت بمستوى ثقافة وزير الخارجـية لدولة كالعـراق وفي القـرن العـشـرين ، كي نقـول عـنه : ليس يعـرف ما الذي هـو يفـعـله ، مثلما قال الرب يسوع عـن اللذين طالبوا بصلبه ؟ ثم مَن سيُعاتـب الكاردينال أو غـيره إذا طالبَ بأيّ خـير يعـم الجـميع دون تحـديـد أو تسـيـيج ....... [ إسألوني عـن العـراقـيّـين ولا تسألوني عـن المسيحـيّـين ] ؟ الدكـتور وديع الموقـر : عـن أي عـمر تـتكـلـّم وطارقـكَ هـذا لا حـدودَ لعـمره في نظره ، وإلاّ لكان عـلى الأقـل قـد حـسب مع نفـسه أنّ الدهـر يومان ..... ثم هـل صحـيح تذكـر في مقالتك أنه ممكـن أن يُستفاد منه ! إنـني أستغـرب من رأيك حـتى إذا كان موكـّـلكَ مِن بـين اللذين هـبطوا مِن السماء ؟ أما أن تسألنا عـن المردود المادّي لنا عـند الإقـتصاص من هـذا الرجـل ، فـنحـن نسألك بدَورنا ونقـول ما هـو المردود المادّي لك إذا أخـذتْ العـدالة حـقـها منه بالقـوانين القـرَقـوشـيّة التي كان هـو يحـكم بها ؟ تلك التي أعـدمتْ وزير الصحة وبعـد أيام صار شهـيداً عـند عادمه ، لأن سهـواً حـصل ؟ وتلك التي رأت نقـطة سوداء في عـين محـمد عايش وطارقـك يهـز رأسه صعوداً ونزولاً والإبتسامة لا تفارق محـيّاه ، لأن الأخ بشوش جـداً ؟ أخي العـزيز وديع : قـد تكـون أكـبر مني عُـمراً وأرفـع مني تحـصيلاً دراسياً وأكـثر مني وزناً وقـل ما شـئتَ من المفاضلات ، ولكـن كل ذلك لا يمنع من أن نـُسمِعـك رأينا مثلما قـلنا لسيدنا الكاردينال [ إنّ مِن التلامـيذ في التاريخ مَن أدهـش معـلمه ، وفي ذلك قـصص تاريخـية عـديدة موثـقة ، وأخـرى شخـصية عـندنا ...... ] أقـول : حـينما تـنوي ترجـمة أفـكار إلى مقال ، تصوّر أنّ أمامك وديعاً آخـراً بنفـس مستواك يناقـشك بالضـد و أنت تردّ عـليه بحُـجَـجـِك المنطقـية فـتقـلــّـل مِن فـرص الإعـتراض عـلى مقالك ، وإنـني بهـذا لستُ أعـلـّـمك بقـدر ما أنا أذكّـركَ فـقـط . أما عـن نظام المحاصصة الذي تطرقـتَ إليه فـلنا فـيه وقـفة ، نحـن نـنتقـد المسؤولين اللذين ينهـجـونه بشـراهة ، وتريدنا أن نقـتفي آثارهـم يا وديع ؟ وإذا كانت الغاية مثلما تفـضــّـلتَ وكل واحـد يدافـع عـن خاصته ، عـندئـذ نقـول أن هـناك من الأمور والإشـكالات التي تهـم الأمة عامة أولى بالبحـث عـن حـلول لها من قـضية خاصة بفـرد ، هـل أنتَ متفـق معي في هـذه أم لا ؟ وأخـيراً جـئتَ بمقـولة العـقـوبة التاريخـية ، تــُرى ألستَ متابعاً للأخـبار كيف أن مجـرماً أو متهـماً بإرتكاب جـرائم يفـلتُ من يد العـدالة سنيناً طويلة ، وبعـد أن يُـلقى القـبض عـليه يُـقـدّم إلى المحاكـمة وكأن الحادثة وقـعـتْ في البارحة ؟ ويكـفي أن سـتالين حـوكـم وهـو في القـبر . دمتُ سعـيداً . Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
وسائل الإعلام بين التنوير والتشويش لم يعد سائغا في عالم اليوم طرح موضوع المفاضلة بين الاعلام الاحادي والمتعدد على طاولة النقاش، فقد انتهى الامر منذ امد بعيد الى فضائية عشتار .... مع من ؟ ..... ضد من ؟ في البداية أود أن أتوجه بالشكر العميق إلى جميع أهلنا في المهجر لمشاعرهم وعواطفهم التي أثبتت أنهم فعلا مرتبطين بأبناء وطننا العراق الحبيب وبأرضه. وبأنهم جزء لا تجزئه طول المسافات عن تاريخ هذا البلد الجريح فقد لمسنا أصابعهم وهي تحتضن أصابعنا حبا وحنينا رغم في سيكولوجيا صناعة الجماهيرالقطيعية وتكريس الاستبداد !!!!! مكثت بلداننا العربية في سبات عميق طوال أجيال من الزمن سادها الخنوع والخضوع للحاكم بأمره وبقوة السلاح والقمع المستديم, توقفت فيها هل لكركروك يد؟ وهل كردستان جزء من العراق فعلاً؟ الشغل الشاغل في الساحة العراقية والعالمية هذه الأيام هي قضية حزب العمال الكردستاني وتركيا وكردستان، حيث تتصدر نشرات الأخبار اليومية ردود أفعال الدول المعنية والغير معنية، حزب العمال الكردستاني يقتل عدداً من الجنود الأتراك ويأسر آخرين، والبرلمان التركي يص
Side Adv2 Side Adv1