الذكرى الرابعة لأستشهاد المهندسة هديل أسمرو
الى / أول شهيدة مسيحيةالذكرى الرابعة لأستشهاد المهندسة هديل أسمرو
ها قد مرت أربعة سنوات على فراقك أيتها العروس هديل، ان الزمن يمر ولم يجاوب أحدا على سؤالك : بأي ذنب قُتلت! يا بنت أختي الغالية، كنتِ أول عروس تسقط بيد الغدر والارهاب، أول دم مسيحي يختلط مع عجين المسلم ليصبح خبزآً نقدمه للفقراء والمحتاجين والمهجرين والاطفال والارامل، ليكون صفعة بوجه الموت والشر والمحرمات وشريعة الغاب وزاهقي أرواح الأبرياء بإسم الله، لتكن رسالة الى أصحاب القرار ورجال الدين والعالم بأسره تقول لهم : مهما فعلتم بنا سنبقى نحب بعضنا بعضا، من المؤكد أن دمنا نحن الشهداء سيصبح سماداً لنمو الحرية لشعبنا، ذهبنا لنضع البسمة على شفاه الآخرين، وأُجبِرنا على ترك أحبائنا من أَجل أن تبقى الارض لأصحابها الحقيقيين، قتلتمونا لأضعاف إيمان الآخرين بربهم وقِيَمِهم وأخلاقهم ومبادئهم ودينهم! ولكن لم تحسبوها بعقل، ولم تقرأوا الواقع، وتناسيتم التاريخ، لذا زاد إيمان أهلنا وأصدقائنا وصديقاتنا وجيراننا ومجتمعنا وشعبنا بالحب والمحبة وقبول الآخر والاعتراف به مهما كان دينه ومذهبه وطائفته، هذه كانت نتيجة قتلنا الجماعي وليس العكس، أيها البؤساء أصحاب العقول المتعفنة من القرون المظلمة
بتاريخ 19 / 1 /2004 استشهدت العزيزة هديل الويس أسمرو في تفجير سيارة مفخخة يقودها إنتحاري / بغداد- القصر الجمهوري، وفي نفس اليوم من إستشهادها زارتني هديل بروحها على شكل حمامة عندما كنت في محلي أتهيأ للأحتفال بعيد ميلادي الذي هو نفس يوم استشهاد بنت اختي هديل، وأبلغتني رسالة الى والدتها وعائلتها، وأوصلتها بأمانة، وفي هذه السنة أجلت الاحتفال بعيد ميلادي إحتراماً لروح "هديل"، ولكن وأنا أعيد الذكريات جاءتني هديل بإبتسامتها المعهودة ووقفت وقالت : خالو احتفل بعيد ميلادك الذي أصبح عيد ميلادي أيضاً! فقلت لها : وكيف ذلك؟ إبتسمت مرة أخرى وجاوبت : انه عيد ميلادي لأني في نفس اللحظة إرتبطت بأبي يسوع المسيح وإحتضني مع امه مريم وأصبحنا عائلة واحدة مع والدي "الويس"! فقلت لها كيف كان إستقبالهم لكِ؟ فجاوبت : كان إستقبالهم لي وكأني في عرس كبير جداً يتقدمهم "العائلة المقدسة"، ومن بعدهم كان والدي وجدي يُرنِمان وكل واحد يمسك بيدي، وآلاف الشهداء يسيرون بنسق بلباس أبيض، وينشدون "هليلويا هليلويا"، ومعلمي يسوع كان يبتسم "بمرارة!" ووالدته العذراء تصلي من أجل القتلة، وكررت قولها : قل لأمي وإخوتي وأختي "والصغير" وصديقاتي جميعاً وخاصة صديقتي (....,) التي كانت معي وهي تراني وأنا أحترق ولكني لم أكن أشعربحرارة النار، أشكرها على ما فعلته لي قبل وبعد إلتحاقي بسرب السلام، انه تدخل من الله، وهذا الامر صار لأكون ضحية من أجل الحفاظ على عائلتي من شر أكبر، نعم أصبحت من أجل كما كان سيدي من أجلنا، لا تبكوا عليّ لأني في الفردوس مع أبي، أبكوا على الأحياء وليس على الأموات! لأن الحي هو بحاجة اليكم، الى مشاعركم، الى صلاتكم، الى مساعدتكم، الى حبكم، الى إنسانيتكم، أبكوا "ساعدوا" العطشان والجوعان والعريان واليتيم والارملة والمُهجر والمريض، الآن وقبل فوات الآوان، نعم خالو: هنا في الفردوس ليس هناك طائفة أو مذهب أو دين أو حزب أو رجل دين، لا يوجد هنا كلداني وسرياني وآشوري وسني وشيعي ويزيدي وصابئي وبوذي،،،، بل هنا الكل سواسية لا فرق بين رَجُل وإمرأة، هنا يوجد شيئ واحد فقط لا غير ألا وهو "المحبة"، قلت لها: هنيئاً لكِ أيتها الطاهرة "هديل"، وبأمانة سأوصل رسالتك هذه الى عائلتكِ وأقربائكِ وصديقاتكِ والى العالم أجمع عسى أن يكون لها تأثير على أصحاب القرار في كل مكان من العالم، ودعتني وهي ترنم "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المحبة"
shabasamir@yahoo.com