Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الرئيس بوش يطرح استراتيجية جديدة للتعامل مع الوضع في العراق،(نص خطابه المتلفز عن العراق)

16/09/2007

نركال كيت/واشنطن/
طرح الرئيس بوش في خطاب متلفز ألقاه ليلة 13 أيلول/سبتمبر على الشعب الأميركي استراتيجيته للتعامل مع الوضع في العراق، قائلا إن أساس استراتيجية حكومته هو أن تأمين السكان العراقيين هو أساس كل التقدم الآخر في العراق. وفي حين أعلن الرئيس أنه سيتم سحب قوات أميركية يصل عددها إلى 5,700 جندي بحلول عيد الميلاد المقبل، فإنه قال إن الحكومة العراقية تريد إقامة علاقات دائمة مع الولايات المتحدة، وهي علاقات قال إن الولايات المتحدة مستعدة للبدء في بنائها "بطريقة تحمي مصالحنا في المنطقة وتتطلب جنودا أميركيين أقل بكثير."

وقال الرئيس بوش إنه في ضوء توصيات الجنرال ديفيد باتريوس في وقت سابق هذا الأسبوع بإمكانية البدء بتخفيض عدد القوات الأميركية في العراق من دون التفريط بالمكاسب التي تحققت، فإن من الممكن البدء بسحب بعض هذه القوات تدريجيا. وقال: "استنادا إلى هذا النجاح، يعتقد الجنرال بترايوس أننا وصلنا الآن إلى نقطة نستطيع معها الاحتفاظ بالمكاسب الأمنية بعدد أقل من القوات الأميركية. ولذا فقد أوصى بأن لا نحل قوات جديدة بدل الـ 2,200 جندي من مشاة البحرية الذين من المقرر أن يغادروا الأنبار في وقت لاحق من هذا الشهر. وعلاوة على ذلك، يقول إنه سيكون ممكنا قريبا إحضار لواء مقاتل من الجيش إلى البلاد مما يحدث تخفيضا يبلغ 5,700 جندي بحلول عيد الميلاد."


وأكد الرئيس في خطابه على أن "نجاح عراق حر هو أمر حاسم لأمن الولايات المتحدة"، موضحا أن "العراق الحر سوف يمنع القاعدة من الحصول على ملاذ آمن. والعراق الحر سوف يتصدى لمطامع إيران التدميرية. والعراق الحر سوف يهمّش المتطرفين، ويطلق موهبة شعبه، وسيكون ركيزة استقرار في المنطقة. والعراق الحر سيكون مثلا للشعوب عبر الشرق الأوسط. والعراق الحر سيكون شريكنا في الكفاح ضد الإرهاب – وذلك سيجعلنا أكثر أمنا في الداخل."

وأردف أن "تحقيق تلك الرؤيا سيكون صعبا، لكنها قابلة للتنفيذ. فقادتنا يعتقدون أننا نستطيع أن ننجح. ويعتقد دبلوماسيونا أننا نستطيع أن ننجح. ومن أجل سلامة أجيالنا المقبلة، يجب علينا أن ننجح."

ولكنه حذر من الفشل والهزيمة في العراق، وقال إن ذلك ستكون له مفاعيل خطيرة جدا لا للعراق فحسب، بل ولجيرانه والعالم. وقال "إذا قدّر لنا بأن نهزم في العراق، فسوف يتشجع الإرهابيون من جميع الأنواع. ويمكن للقاعدة أن تكسب مجندين جددا وملاذات جديدة. وستستفيد إيران من التشوش وتتشجع في جهودها للحصول على أسلحة نووية والسيطرة على المنطقة. ويمكن للمتطرفين أن يسيطروا على جزء رئيسي من إمدادات الطاقة العالمية." وأضاف أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى أن "يواجه العراق كابوسا إنسانيا. والحركات الديمقراطية ستمنى بانتكاسة عنيفة. وسنترك أطفالنا يواجهون عالما أكثر خطرا بكثير. وكما رأينا في 11 أيلول/سبتمبر، 2001، فإن تلك الأخطار يمكن أن تصل إلى مدننا وتقتل شعبنا."


وفي ما يلي نص الخطاب الكامل:

(بداية النص)
الرئيس: أسعدتم مساء. تأتي في حياة كل الشعوب الحرّة لحظات تقرر وجهة بلد ما وتكشف طبيعة شعبه.

ونحن الآن في تلك اللحظة.

في العراق هناك حليف للولايات المتحدة يكافح من أجل بقائه. والإرهابيون والمتطرفون الذين يحاربوننا في أنحاء العالم يسعون إلى إسقاط الحكومة العراقية والسيطرة على المنطقة ومهاجمتنا هنا في عقر دارنا. وإذا استطاعت ديمقراطية العراق الفتيّة أن ترد هؤلاء الأعداء على أعقابهم، فإن ذلك يعني وجود شرق أوسط أكثر أملا وأميركا أكثر أمنا. وقد وضع هذا الحليف ثقته في الولايات المتحدة. وواجباتنا المعنوية والاستراتيجية التي تتحتم علينا الليلة واحدة وهي: يجب علينا أن نساعد العراق على هزيمة أولئك الذين يهددون مستقبله ويهددون مستقبلنا أيضا.

وتبنينا قبل ثمانية أشهر سياسية استراتيجية جديدة كي نحقق ذلك الهدف، بما في ذلك زيادة عدد قوات الولايات المتحدة التي بلغت ذروتها في حزيران/يونيو. وقد أدلى الجنرال ديفيد بترايوس والسفير ريان كروكر هذا الأسبوع بشهادة أمام الكونغرس عن كيفية تقدم هذه الاستراتيجية. وقد أوضح الرجلان في شهادتيهما أن التحدي الذي نواجهه في العراق جسيم. ورغم ذلك، أفادا بأن الأحوال في العراق في تحسن وأننا ننتزع زمام المبادرة من العدو، وبأن الطفرة في القوات فعالة.

إن أساس استراتيجيتنا هي أن تحقيق الأمن للشعب العراقي هو أساس كل تقدم آخر. فلكي يردم العراقيون الهوة الطائفية يحتاجون إلى الشعور بالأمن في بيوتهم وأحيائهم. ولكي يتأصل الوفاق الدائم لا بد للعراقيين من أن يطمئنوا إلى أنهم ليسوا بحاجة إلى العصابات الطائفية لأمنهم. فهدف الطفرة هو توفير ذلك الأمن وللمساعدة في إعداد القوات العراقية للمحافظة عليه. وكما سأشرح الليلة، إن نجاحنا في تحقيق هذه الأهداف الآن سيتيح لنا إمكانية البدء بإعادة بعض قواتنا إلى الوطن.

لقد مرت الطفرة منذ إعلانها في كانون الثاني/يناير بعدة مراحل. الأولى كانت تدفق قوات إضافية على العراق، وخاصة إلى بغداد ومحافظة الأنبار. وعندما اكتمل وجود القوات في موقعها شن قادتنا سلسلة من العمليات الهجومية لطرد الإرهابيين والمليشيات من معاقلهم. وأخيرا عمدنا في المناطق التي تم تطهيرها إلى إحداث طفرة دبلوماسية وفي الموارد المدنية لضمان إتباع التقدم العسكري بتحسن سريع فعلي في الحياة اليومية.

ومحافظة الأنبار مثال جيد على كيفية نجاح هذه الاستراتيجية. ففي العام الماضي كان تقرير استخباري قد استنتج أن الأنبار قد فقدت للقاعدة. وقد أشار البعض إلى ذلك التقرير كدليل على أننا فشلنا في العراق وأن علينا أن نقلل من خسائرنا وننسحب. إلا أننا بدلا من ذلك واصلنا ضغطنا على الإرهابيين. وكان السكان المحليون يقاسون في ظل سيطرة شبيهة بحكم طالبان، مما جعل السكان يسأمون، وهكذا طلبوا مساعدتنا.

ولكي نغتنم هذه الفرصة أرسلت 4,000 جندي إضافي من مشاة البحرية إلى الأنبار كجزء من الطفرة. وتعاون شيوخ العشائر المحليون والقوات العراقية وقوات الائتلاف على طرد الإرهابيين من العاصمة الرمادي وغيرها من المراكز المأهولة. واليوم هاهي المدينة التي كانت القاعدة ترفع علمها فيها بدأت تعود إلى طبيعتها المعتادة. وأهالي الأنبار الذين كانوا يخافون على رؤوسهم من القطع إذا تحدثوا إلى الأميركيين أو الجنود العراقيين يتقدمون الآن لإطلاعنا على مكان اختباء الإرهابيين. والشبان السنّة الذين انضموا في السابق إلى المتمردين هاهم الآن ينخرطون في الجيش والشرطة. ويتم بمساعدة من فرق إعادة إعمار المحافظات توفير فرص عمل جديدة، وعادت الحكومات المحلية إلى الانعقاد من جديد.

هذه التطورات لا تحتل في الغالب عناوين الأخبار ولكنها تحدث تغييرا. ففي زيارتي إلى الأنبار يوم عيد العمال، شكرني الزعماء السنّة المحليون لما قدمت أميركا من دعم. وتعهدوا بأن لا يسمحوا أبدا للقاعدة بالعودة. وأبلغوني بأنهم يرون الآن مكانا لذويهم في ديمقراطية العراق. ولخص محافظ الأنبار السنّي الوضع بقوله: "إن غدنا يبدأ اليوم."

إن التغيرات في الأنبار تبين لكل العراقيين ما يصبح ممكنا عندما يتم طرد المتطرفين. وهي تبين للقاعدة أنها لا تستطيع الاعتماد على تأييد الشعب حتى في محافظة أعلنها قادة (القاعدة) قاعدة لهم. كذلك تبين للعالم أن الناس العاديين في الشرق الأوسط يريدون الأمور ذاتها لأبنائهم والتي نريدها نحن أيضا لأبنائنا، وهي حياة كريمة ومستقبل سلمي.

لا يزال العدو في الأنبار نشيطا وفتاكا. ففي وقت سابق من اليوم قتلت القاعدة واحدا من شيوخ العشائر الشجعان الذين ساعدوا في تزعم الثورة ضد القاعدة. وردا على ذلك أعلن زميل سني له قائلا: "نحن مصممون على رد الضربة واستمرار العمل." وهم إذ يفعلون ذلك يمكنهم الاعتماد على استمرار الدعم من الولايات المتحدة.

يقتل في أنحاء العراق كثير من المدنيين على يد فصائل الموت الإرهابية. ونوعية الحياة بالنسبة لكثير من العراقيين بعيدة كل البعد عما ينبغي لها أن تكون. ومع ذلك فإن الجنرال بترايوس والسفير كروكر يقولان إن النجاح الذي تحقق في الأنبار بدأ يتكرر في مناطق أخرى من البلاد.

وقبل عام كان كثير من بغداد تحت الحصار. كانت المدارس مغلقة والأسواق مقفلة والعنف الطائفي في تصاعد فاقد السيطرة. واليوم تخضع معظم أحياء بغداد للحراسة من قبل قوات الائتلاف والقوات العراقية التي تعيش بين الشعب الذي تحميه. وعاد كثير من المدارس والأسواق إلى فتح أبوابه. والمواطنون يتقدمون بمعلومات حيوية. والقتل الطائفي قد انخفض، وبدأت الحياة الطبيعية تعود إلى سابق عهدها.

قبل عام، كان جزء كبير من محافظة ديالى ملاذا للقاعدة وغيرها من الجماعات المتطرفة بينما كانت عاصمتها بعقوبة تتحول إلى معقل للقاعدة. واليوم بعقوبة مطهرة، ومحافظة ديالى مركز لانتفاضة شعبية نامية ضد المتطرفين، فيما يتعاون بعض شيوخ العشائر مع قوات الائتلاف والقوات العراقية لطرد العدو واسترداد المجتمعات.

وقبل عام كان المتطرفون الشيعة والمليشيات المدعومة من إيران تزداد قوة وتستهدف السنّة لاغتيالهم. واليوم تواجه تلك الجماعات التحطم بينما اعتقل أو قتل العديد من قادتها.

يعود الفضل في تلك المكاسب إلى قواتنا العسكرية، والفضل فيها لشجاعة قوات الأمن العراقية، والفضل فيها أيضا للحكومة العراقية التي قررت التصدي للمتطرفين.

والآن بقي على الحكومة العراقية أن تبدي التصميم ذاته في تحقيق المصالحة والتوافق. فهذا عمل جسيم بعد أكثر من ثلاثة عقود من الطغيان والانقسام. فالحكومة لم تف بعد بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها بسن التشريعات، وقد أوضحتُ خلال اجتماعي بالقادة العراقيين أنه يجب عليهم أن يفعلوا.

ومع ذلك فإن قادة العراق القوميين ينجزون بعض الأمور. من ذلك على سبيل المثال أنهم أقروا الميزانية، وهم يتقاسمون عائدات النفط مع المحافظات، ويسمحون للبعثيين السابقين بالانضمام إلى الجيش العراقي أو تلقي رواتبهم التقاعدية من لحكومة، والمصالحة في طريقها إلى الحدوث. والمهم الآن هو الربط بين النجاح في المحافظات وبين النجاح في بغداد. فبتغير السياسات المحلية تتغير السياسيات القومية.

إن قواتنا في العراق تؤدي مهامها بشكل باهر. فهي إلى جانب القوات العراقية أسرت أو قتلت ما معدله أكثر من 1,500 مقاتل من مقاتلي العدو شهريا من كانون الثاني/يناير. ومع ذلك فإن الطريق إلى الأمام في نهاية المطاف يعتمد على مقدرة العراقيين على المحافظة على المكاسب الأمنية. والجيش العراقي، طبقا للجنرال بترايوس والجنرال المتقاعد جيم جونز الذي ترأس مجموعة خاصة بالعراق، يزداد مقدرة على الرغم من أنه ما زال هناك الكثير مما ينبغي عمله لتحسين الشرطة الوطنية. وتتلقى القوات العراقية تعاونا متزايدا من السكان المحليين. وهذا من شأنه أن يعزز قدرتها على الاحتفاظ بالمناطق التي تم تطهيرها.

واستنادا إلى هذا النجاح، يعتقد الجنرال بترايوس أننا وصلنا الآن إلى نقطة نستطيع معها الاحتفاظ بالمكاسب الأمنية بعدد أقل من القوات الأميركية. ولذا فقد أوصى بأن لا نحل قوات جديدة بدل الـ 2,200 جندي من مشاة البحرية الذين من المقرر أن يغادروا الأنبار في وقت لاحق من هذا الشهر. وعلاوة على ذلك، يقول إنه سيكون ممكنا قريبا إحضار لواء مقاتل من الجيش إلى البلاد مما يحدث تخفيضا يبلغ 5,700 جندي بحلول عيد الميلاد.

وهو يتوقع أننا سنكون قادرين بحلول تموز/يوليو على تخفيض عدد الألوية القتالية في العراق من 20 لواء إلى 15 لواء.

ويوصي الجنرال بترايوس أيضا بأن نبدأ في كانون الأول/ديسمبر بتنفيذ المرحلة الثانية من اسراتيجيتنا في العراق. ففيما تنزل الهزيمة بالإرهابيين، يستقر المجتمع المدني ويتولى العراقيون مزيدا من السيطرة على شؤون الأمن وتتغير مهمتنا في العراق. وستتحول قواتنا مع الوقت من تصدر العمليات إلى مشاركة القوات العراقية، ثم إلى السهر على تلك القوات في النهاية. وإذ يتم هذا التحول في مهمتنا ستركز قواتنا اهتمامها بعدد من المهام المحدودة بما فيها عمليات مكافحة الإرهاب والتدريب والتجهيز ومساندة القوات العراقية.


لقد تشاورت مع رئيس هيئة الأركان المشتركة، ومع أعضاء آخرين في فريقي للأمن القومي، ومسؤولين عراقيين، وقادة من الحزبين في الكونغرس. وقد استفدت من نصيحتهم، وقبلت توصيات الجنرال بترايوس. وأصدرت تعليماتي إلى الجنرال بترايوس والسفير كروكر لتحديث حملتهما المشتركة الخاصة بالعراق، كي نستطيع أن نعدل مواردنا العسكرية والمدنية تبعا لذلك. وأصدرت تعليماتي لهما أيضا بتقديم تقرير آخر إلى الكونغرس في شهر آذار/مارس. وسيوفران في ذلك الحين تقويما جديدا للموقف في العراق ومستويات وموارد الجنود التي نحتاجها لتلبية أهدافنا المتعلقة بالأمن القومي.

إن المبدأ الذي تسترشد به قراراتي بالنسبة إلى مستوى الجنود في العراق هو "العائد الناتج عن النصر." فكلما نجحنا أكثر، كلما أمكن عودة المزيد من الجنود. وفي كل ما نفعله سنضمن بأن قادتنا على الأرض سيكون لديهم الجنود والمرونة اللذين يحتاجونهما لهزم العدو.

إن الأميركيين يريدون لبلدنا أن يكون سالما ولجنودنا أن يبدأوا في العودة إلى الوطن من العراق. ومع ذلك، فإن أولئك الأشخاص منا الذين يعتقدون أن النجاح في العراق ضروري لأمننا، وأولئك الذين يعتقدون بأنه ينبغي علينا أن نبدأ في إعادة جنودنا إلى الوطن، هم في خلاف منذ بعض الوقت. أما الآن، وبسبب بعض النجاح ا لذي نراه في العراق، فإنه يمكننا أن نبدأ في رؤية الجنود يعودون إلى الوطن.

إن الطريق إلى الأمام الذي وصفته الليلة يجعل من الممكن، لأول مرة منذ أعوام، للأشخاص الذين كانوا في جانبين متعارضين من هذا النقاش الصعب أن يتوحدوا.

وهذه الرؤيا بوجود أميركي مخفض تحظى أيضا بدعم قادة عراقيين من جميع المجتمعات. وهم يدركون في الوقت نفسه أن نجاحهم سوف يتطلب مشاركة أميركية سياسية، اقتصادية، وأمنية تمتد إلى ما بعد رئاستي. وقد طلب هؤلاء القادة العراقيون أن تكون هناك علاقة طويلة الأمد مع أميركا. ونحن مستعدون للبدء في بناء تلك العلاقة – بطريقة تحمي مصالحنا في المنطقة وتتطلب جنودا أميركيين أقل بكثير.

إن نجاح عراق حر هو أمر حاسم لأمن الولايات المتحدة. فالعراق الحر سوف يمنع القاعدة من الحصول على ملاذ آمن. والعراق الحر سوف يتصدى لمطامع إيران التدميرية. والعراق الحر سوف يهمّش المتطرفين، ويطلق موهبة شعبه، وسيكون ركيزة استقرار في المنطقة. والعراق الحر سيكون مثلا للشعوب عبر الشرق الأوسط. والعراق الحر سيكون شريكنا في الكفاح ضد الإرهاب – وذلك سيجعلنا أكثر أمنا في الداخل.

إن تحقيق تلك الرؤيا سيكون صعبا، لكنها قابلة للتنفيذ. فقادتنا يعتقدون أننا نستطيع أن ننجح. ويعتقد دبلوماسيونا أننا نستطيع أن ننجح. ومن أجل سلامة أجيالنا المقبلة، يجب علينا أن ننجح.

إذا قدّر لنا بأن نهزم في العراق، فسوف يتشجع الإرهابيون من جميع الأنواع. ويمكن للقاعدة أن تكسب مجندين جددا وملاذات جديدة. وستستفيد إيران من التشوش وتتشجع في جهودها للحصول على أسلحة نووية والسيطرة على المنطقة. ويمكن للمتطرفين أن يسيطروا على جزء رئيسي من إمدادات الطاقة العالمية. ويمكن أن يواجه العراق كابوسا إنسانيا. والحركات الديمقراطية ستمنى بانتكاسة عنيفة. وسنترك أطفالنا يواجهون عالما أكثر خطرا بكثير. وكما رأينا في 11 أيلول/سبتمبر، 2001، فإن تلك الأخطار يمكن أن تصل إلى مدننا وتقتل شعبنا.

أيا كان الحزب السياسي الذي تنتمون إليه، وأيا كان موقفكم بالنسبة إلى العراق، ينبغي علينا أن نكون قادرين على الاتفاق بأن لأميركا مصلحة حيوية في منع التشوش وتوفير أمل في الشرق الأوسط. ينبغي أن نكون قادرين على الاتفاق بأن علينا أن نهزم القاعدة، ونتصدى لإيران، ونساعد الحكومة الأفغانية، ونعمل من أجل السلام في الأراضي المقدسة، ونقوي قواتنا المسلحة كي نستطيع أن ننتصر في الكفاح ضد الإرهاب والمتطرفين.

وعليه، أريد هذه الليلة أن أتحدث إلى أعضاء كونغرس الولايات المتحدة. دعونا نتفاهم على سياسة تتسم بالقوة في الشرق الأوسط. إنني أشكركم لتوفيركم أموالا وموارد حيوية لقواتنا المسلحة. وأطلب منكم أن تنضموا إلي في دعم التوصيات التي تقدم بها الجنرال بترايوس ومستوى الجنود الذي طلبه.

وللشعب العراقي أقول: لقد صوتم من أجل الحرية، والآن أنتم تحررون بلدكم من الإرهابيين وعصابات القتل. عليكم أن تطلبوا بأن يتخذ قادتكم الخيارات الصعبة اللازمة لتحقيق المصالحة. وإذ تفعلون ذلك، كونوا على ثقة بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن أصدقائها وأنها لن تتخلى عنكم.

ولجيران العراق الذين ينشدون السلام أقول: إن المتطرفين العنيفين الذين يستهدفون العراق يستهدفونكم أيضا. وأفضل طريقة لتأمين مصالحكم وحماية شعبكم هي الوقوف مع الشعب العراقي. وذلك يعني استخدام قوة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي التي لديكم لتقوية الحكومة في بغداد. وهو يعني أن جهود إيران وسورية لتقويض تلك الحكومة يجب أن تتوقف.

وللمجتمع الدولي أقول: إن نجاح عراق حر يهم كل دولة متحضرة. ونحن نشكر الـ36 دولة التي تحتفظ بجنود على الأرض في العراق والآخرين الكثر الذين يساعدون تلك الديمقراطية الفتية. إننا نشجع جميع الدول على المساعدة، بتنفيذ العهد الدولي لاستنهاض الاقتصاد العراقي، بالمشاركة في مؤتمرات الجوار لتعزيز التعاون والتغلب على الخلافات في المنطقة، وبدعم مهمة الأمم المتحدة الجديدة والموسعة في العراق.

ولقادتنا العسكريين، وضباط الاستخبارات، والدبلوماسيين، والمدنيين على الخطوط الأمامية في العراق أقول: لقد فعلتم كل ما طلبت منكم أميركا أن تفعلوه. والتقدم الذي تحدثت عنه هذه الليلة يعود في جزء كبير منه إلى شجاعتكم وجهدكم الكبير. إنكم تخدمون على مسافة بعيدة عن الوطن وأمتنا ممتنة لتضحياتكم، وتضحيات عائلاتكم.

في وقت سابق من هذا العام، تلقيت رسالة بريد إلكترونية من عائلة الجندي براندون ستاوت من ولاية مشيغان. لقد تطوع براندون للخدمة في الحرس الوطني وقتل أثناء خدمته في بغداد. لقد عانت
عائلته معاناة شديدة. ومع ذلك، فهي ترى في حزنها غاية أكبر. زوجته آندي تقول إن براندون شعر بأنه لبى النداء للخدمة وعرف ما كان يحارب من أجله. وكتب إلي والداه، تريسي وجيف هذا: "نعتقد أن هذه حرب هي بين الخير والشر ويجب أن ننتصر... حتى ولو كلف ذلك حياة ابننا. الحرية ليست مجانية."

هذه البلاد مباركة لأن يكون لديها أميركيون أمثال براندون ستاوت، الذين يقومون بتضحيات عظيمة لإبقائنا سالمين من الأذى. وهم يفعلون ذلك في حرب عادلة، وصائبة، وضرورية. والآن الأمر يقع على عاتقنا أن ننهي العمل الذي بدأوه.

يقول البعض إن المكاسب التي نحققها في العراق أتت متأخرة جدا. غير أنه ليس متأخرا قط أن نسدد ضربة إلى القاعدة. وليس متأخرا قط أن ندفع بالحرية إلى الأمام. وليس متأخرا قط أن ندعم جنودنا في حرب يستطيعون أن يكسبوها.

تصبحون على خير، والله يبارك أميركا.

(نهاية النص). Opinions