Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

السباب والتهجم على الرموز الدينية بين " الجرأة " والثقافة الضحلة !!!

 


تتعرض منطقتنا الإقليمية والعربية والإسلامية منها بشكل خاص إلى هجمات شرسة, فكرية وإيديولوجية وتقوقع ديني ومذهبي, ولعل أخطرها في ظروفنا الحالية هي تلك الهجمات والحملات المسعورة التي تضفي على نفسها لباسا أو واجهات دينية, وما يتفرع منها من خلط وإثارة للفتنة الطائفية والمذهبية والتكفيرية, لتغذي الإرهاب الدموي وتمده بالوقود اللازم لاستمراره وديمومته إلى أجل غير معلوم على خلفية التخندق المذهبي والديني والطائفي, وتصبح الأديان والطوائف الدينية والمذهبية واجهات سهلة للعبث بمشاعر وانفعالات الأبرياء من المنتمين لها واستمالتهم إلى المشروعات الانتحارية في معارك خاسرة قوامها التعبئة الحشدية القطيعية !!!. 


وتصبح الرموز الدينية بمختلفها, شيعية وسنية وصابئية ومسيحية وايزيدية وغيرها موضوعات سهلة لإثارة الفتنة من خلال الادعاء إن هذا الطرف السياسي أو ذاك يمتلك الحقيقة المطلقة من خلال تبنيه لتلك الرموز التي تحتفظ لدى معتنقيها من العامة بقدسية خاصة. ويأتي في هذا السياق زج الدين ثم تباعا مذاهبه المختلفة بالسياسة, مما يجعلها احد المصادر الأساسية الخطرة والمحدقة بتفكيك النسيج الاجتماعي والوطني وإثارة الفتنة العامة بين مكونات المجتمع الواحد من خلال فرض الوصايا على الآخر المختلف في الدين أو الطائفة والمذهب !!!. 


من هنا نتساءل: هل يجوز لنا سب وشتم الرمز الديني وجرح مشاعر أتباعه ؟؟, أم من المستحسن " إذا جاز التعبير " سب  الإسلام السياسي والمذهبي والطائفي الذي يتخذ من الرمز الديني ذريعة لبسط نفوذه ؟؟؟. في الثقافة الحرة والديمقراطية الرفيعة لا يجوز السب والشتم والتجاوز, فهو سلوكيات تعبر عن خواء العقل وضحالته في ظروف اشتداد الأزمات وعدم المقدرة الفكرية للنفاذ للظاهرة قيد الدرس وتفكيكها وبحثها موضوعيا من خلال المعارف العلمية المتاحة. وكل الظواهر الدينية منها, والدينية السياسية, وغير الدينية قابلة للنقد والنقد الذاتي خارج إطار قدسيتها لدى الأتباع, ولا يوجد خارج النقد البناء حالات معفاة وغير قابلة للنقد, تلك هي سنة التطور والبقاء والأداء الأفضل في الحاضر والمستقبل !!!. 


على مستوى التأثير السلبي الخطير للتجاوز على الرموز الدينية والمؤسسات الدينية وآثاره المدمرة للوحدة الاجتماعية فأن اغلب دساتير العالم الديمقراطي منه والدكتاتوري وغيرها من النظم حذرت من المساس بالرموز الدينية ومن المقدسات الدينية وعدم التجاوز على الآخرين في معتقداتهم مهما كانت مصداقيتها, بل وحتى نصت على عقوبات صارمة اتجاه من يرتكب ذلك بحق الرموز الدينية التاريخية. فالقانون العراقي للعقوبات " على سبيل المثال " رقم 111 لسنة 1969 وفي المادة 372 تؤكد:  يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات أو بغرامة لا تزيد على ثلاثمائة دينار كل من:  


1 ـ اعتدى بأحد الطرق العلانية على معتقد لأحد الطوائف الدينية أو حقر من شعائرها. 

2 ـ من تعمد التشويش على إقامة شعائر طائفة دينية أو على حفل أو اجتماع ديني أو تعمد منع أو تعطيل إقامة شيء من ذلك. 

3 ـ من خرب أو أتلف أو شوه أو دنس بناء معدا لإقامة شعائر طائفة دينية أو رمزا أو شيء آخر له حرمة دينية. 

4 ـ من طبع أو نشر كتاب مقدسا عند طائفة دينية إذا حرف نصه عمدا تحريفا يغير من معناه أو إذا استخف بحكم من أحكامه أو شيء من تعاليمه. 

5 ـ من أهان علنا رمزا أو شخصا هو موضع تقديس أو تمجيد أو احترام لدى طائفة دينية. 

6 ـ من قلد علنا نسكا أو حفلا دينيا بقصد السخرية منه. 


إن هذه الفقرات القانونية تضمن بحدود معقولة من الردع القانوني لمحاولات الإساءة للمكونات الدينية والمذهبية والطائفية للمجتمع العراقي رغم ظروف الاحتراب الداخلي والإرهاب المدمر الذي تسهم في اشتداده وعنفه وإعادة إنتاجه, الثقافة المبتذلة ثقافة السباب والشتائم والتجاوزات على الرموز الدينية من مختلف المذاهب والأديان والطوائف, والتي أخذت أخيرا في الانتشار على صفحات ألنت وفي مختلف مواقع التواصل الاجتماعي, حيث نقرأ بما نعيب على من يكتبه من جهل وأمية في الثقافة والسياسة والخلق الفردي على السواء, من سب وشتم للنبي محمد والإمام علي والحسين وفاطمة وعمر وأبو بكر وعثمان. أنه وقود رخيص لإثارة العنف والكراهية والبغضاء بين معتنقي الدين الواحد ومذاهبه وهو خدمة للتكفيريين والمتطرفين والمتعصبين من داعش والقاعدة وغيرها من فلول الإرهاب والقتلة المجرمين !!!.  


 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
ما بين البيضة والدجاجة تتراوح تسميتنا ما بين البيضة والدجاجة تتراوح تسميتنا لان البيضة والدجاجة لهما جذور تمتد الى اعماق التاريخ لذا حين نتحاور في شأن اسبقيتها ندخل في حلقة مفرغة ... الا ان تسمياتنا رغم كونها هي الاخرى تمتد لالاف السنين الا ان ذلك لم يكن هو السبب لدخولنا في الحلقة المفرغة بل لان هذه التسميات فرضت علينا من الخارج وحين اردنا التشبث فيها وكأنها (التسمية) اهم من مصير شعبنا المسكين دخلنا هذه الحلقة ... فتاريخ العراق وشعبه وحضارته عريق يمتد لالاف السنين اما الفكر القومي فلم ينشأ الا قبل بضع مئات من السنين ... بموجب الدراسات العلمية سنقول كانت بلاد النهرين مسكونة بالبشر قبل السومريين ولان السومريين انشأوا الحضارة لذا يبتدأ التاريخ من عندهم ، فالسومريون هم سكان العراق الاصليين والذين يقولون انهم جاءوا من مكان اخر كانت لهم غايتهم لان هذه النظرية جاءت بعد فشل النظرية القائلة بان الاكديين كيف سيفهم قانون الاحوال المدنية الجعفري ان طبق في العراق؟؟؟ وليد يلدا/ غالبية المجتمعات في العالم تختار القوانين الموحدة لطوائف ومذاهب شعوبها عدا العراق الجديد لما نلاحظه هذه الايام من اقرار قانون صريح أوباما ينتقم من بوش بترك العراق للإرهابيين عبدالخالق حسين/ لم تكن الهجمة المفاجئة والسريعة لاحتلال الموصل وصلاح الدين من قبل (داعش) التي أذهلت العالم، أن تتم بدون دعم دول إقليمية مثل المسيحيون أمام عناوين مخيفة في البدء تاريخ المسيحية مجبول منذ ولادته بالإضطهاد والقتل والمجازر والصلب والطرد، ذلك كان شأن كل التلاميذ ثم الكنيسة الأولى المضطَهَدة (لو12:21-19)، ونسير في تاريخ الإضطهاد في شرقنا حتى نصل إلى مذابح سيفو والإبادة التي حصلت على يد العثمانيين.
Side Adv2 Side Adv1