السجن في اليمن عار للنساء، مفخرة للرجال
21/02/2006ميدل ايست اونلاين- صنعاء
جرت العادة في اليمن على إعادة إدماج الرجل الخارج للتو من سجنه الى المجتمع بصورة تلقائية بحكم أن السجن للرجل بحسب العرف السائد وهو مرحلة عقابية لامتحان رجولته وشحذ همته. لكن الامر يبدو مختلفا ومتناقضا بالنسبة للمرأة التي قد تدخل السجن لاي سبب من الأسباب حيث تواجه بالرفض وعوامل الطرد الاجتماعي من أسرتها ومن المجتمع ككل فضلا عن أن اسرتها قد تسعى الى التخلص منها بالقتل كما يحدث في كثير من الحالات. وبالرغم من الظروف القاسية التي تعيشها معظم السجينات اليمنيات خلف القضبان الا أن السجن يظل بالنسبة لهن المكان الوحيد الذي يمنحهن الامان والخروج منه عبارة عن مغامرة غير محمودة العواقب قد تدفع السجينة حياتها ثمنا لهذه المغامرة. لذلك فإن غالبية السجينات يفضلن عدم الكشف عن موعد خروجهن من السجن لكي لا يعلم اهلهن بالأمر فيتربصوا لهن لايذائهن او قتلهن. الرجال المسجونون يحظون بالزيارات والهدايا والتواصل المدعوم بالاهتمام والمساعدة ايا كانت جرائمهم. أما السجينات فلا أحد يهتم بهن او يزورهن أو حتى يسأل عنهن باستثناء أن تكون رسالة تهديد أو وعيد من أهلهن مضمونها أن الموت هو مصيرهن إن فكرن بالخروج من السجن. وبينما يحظى الرجل الخارج من سجنه باستقبال تملؤه الورود والزغاريد فرحا بالعودة السالمة الغانمة، تتكتم المرأة عن موعد خروجها ثم تخرج من سجنها في حال قررت المغامرة بالخروج على حين غفلة من اهلها وتتوارى عن الأعين الى حيث لا تدركها ايادي اهلها او قبيلتها بعد أن تغير أسمها وهويتها. لكن المشكلة لا تنتهي عند هذه الحدود فالمجتمع اليمني بجميع عناصره لا يعترف بأي امرأة ذات هوية مجهولة ولا يعرف لها أهل وبالتالي فإنها يحرمها من الدعم المعنوي والمادي الذي يمكنها من فتح صفحة جديدة في حياتها وتتشكل عوامل الطرد الاجتماعي للدفع بالسجينة السابقة الى الانحراف واحتراف الجريمة ودخول عالم السرقة والبغاء وعادة ما ترجع الى السجن مجددا.
والخلاصة أن المجتمع يتعامل مع السجينة السابقة أيا كانت جريرتها صغيرة او كبيرة على انها خطيئة يجب التخلص منها باعتبارها لا تستحق الحياة وفق جميع مقاييسه المنغلقة على ذاتها وغالبا من يمنح المجتمع اطفال السجينة أن كان لها اولاد شهادة عار معلقة على صدورهم بسبب سجن امهم.