Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

السريان ارض كوش ولغة ارام واسم اشور


من خلال النظرة الثاقبة والتمعن الدقيق في عنوان المقالة ربما قد نكتشف تعريف شامل وتوضيح كامل لمفهوم مفردة السريان المتداولة بين اطياف الشعب السرياني ( المسيحي ) في بلاد النهرين موضوع البحث . وعلى الرغم من ان كلمة السريان هي المفردة القومية الحقيقية وليست الطائفية المصطنعة وعليه فهي القومية التي تطلق على كنية كيان كان قائما ولا يزال يملك مقومات كاملة منذ نشأته والى اليوم وتتمثل في الجغرافية والتاريخ واللغة والحضارة . . وغيرها . ومن جراءها انبثقت منها امة واحدة وهوية موحدة لها تراث وثقافة وتقاليد خاصة بها ومميزة لها . وبذلك اعتبرت من اولى الامم العريقة في النشأة والوجود اضافة الى كونها السباقة في الحضارة والابداع والمدنية. الا انه يلاحظ عليها او يحاط بها الكثير من المحاولات والمحاربات لغرض طمس اسمها وتهميش هويتها من قبل اهلها اولا وغيرهم ثانيا وهذا ما حدث بالفعل عند كتابة الدستور. ونتيجة لهذه الرؤية في تبلور الامة السريانية الخالدة سنوضح ما احتوته بطون الكتب الدينية والتاريخية والمعالم الاثرية المكتشفة في ارض ارام وبابل واشور الى بروز لغة ارام وانتشارها في بلاد ما بين النهرين . ومن ثم نعرج الى ظهور التسمية السريانية في الدويلات الارامية قبل فجر المسيحية باكثر من ثلاثة قرون . واليك مفاهيم المصطلحات الثلاثة الواردة في عنوان المقالة :
1 ـ ارض كوش : وهي تلك الارض التي جاء اليها ابينا نوح (ع ) مع ابنائه واحفاده قادمين من جبال ارارات بعد الطوفان الكبير. وتسمى بارض شنعار( سومر ) والتي اسماها السومريين بـ (كي أن جي ) والتي تعني ترجمتها ( بلا سيد احراش القصب ) ومنها تفرقوا الى جزائر الامم . فكانت هذه الارض من نصيب كوش بن حام مع ابن عمه اشور بن سام والتي تسمى باقليم سومر ( الارض المنخفضة او السهل المضئ ) . ولما ولد نمرود ابن كوش فكان اول جبارا في الارض ومملكته الاولى بابل وارك واكد وكلنة أي الارض الجنوبية من بلاد النهرين . ولما خرج اشور راحلا الى الارض الشمالية ( سوبار او سوبارتو ) بنى هناك نينوى وكالح وراسن وخرسباد وغيرها . كما نلاحظ الجانب الاخر أي الغربي من ارض نينوى وبابل كان يسكن ارام اخو اشور ( اقليم دمشق ) ومن هذه الممالك الثلاث على وجه التخصيص لا التعميم تشكلت الامبراطورية الارامية والبابلية والاشورية . والجدير بالذكر ان ارض سوريا والعراق في ذلك الوقت كانت جغرافية واحدة لا تفصلها الحدود الرسمية الموجودة حاليا . ( للمزيد راجع تاريخ العراق القديم وسفر التكوين وبالتحديد الفصل العاشر ) .
2- لغة ارام : هي تلك اللغة التي تطورت من مجموع اللغات القديمة كاللغة السومرية والاكادية بشقيها البابلي والاشوري وغيرها من اللغات . ولما كانت تلك اللغات كثيرة المسامير الاسفينية والتي يصعب كتابتها اذا ما قورنت باللغة الارامية الناتجة منها وذات الاحرف الهجائية والقليلة الحروف . وعاى هذا السبب تغلغلت هذه اللغة في كلا المملكتين البابلية والاشورية واصبحت لغة رسمية لها . ونتيجة لقبول اللغة من قبل سكان المملكتين اعتبرت العامل القومي المهم الى جانب العوامل الثانوية الاخرى . ولذلك اطلق المؤرخون على كل تلك الممالك او الامبراطوريات في ذلك الوقت ببلاد الارامين او ارام النهرين كما وردت في الكتاب المقدس بعهده القديم . وهذا لا يعني اجتهادا من عندنا واكتشافا لانفسنا وانما كلاما موثقا ومعلوما يستند الى ادلة دامغة ربما هي قاطعة حيث وجدت الكثير من التدوينات الاثارية الى جانب الخط المسماري الخط الارامي . كما ان المصادر الدينية تذكرنا بالاراميين وعليه ندرج ايتين من سفر التكوين لملاحظة تكرار كلمة ارام ثلاث مرات في قصة زواج ابينا اسحق ومرتين في قصة زواج ابينا يعقوب من بنات الاراميين مع اسثناء عشرات الايات الاخرى التي تثبت الهوية الارامية لكل بلاد بابل واشور واليك نص الايتين :" وكان اسحق ابن اربعين سنة حين تزوج برفقة بنت بتوئيل الارامي من فدان ارام اخت لابان الارامي " تك 25 : 2 . " وارسل اسحق يعقوب فمضى الى فدان ارام الى لابان بن بتوئيل الارامي اخي رفقة ام يعقوب وعيسو " تك 28 : 5 . كما نود ان ندرج ارقام الايات التي تثبت ان الاشوريين والكلدايين كانوا يتكلمون اللغة الارامية مثل ملوك 4 / 18 : 26 واشعيا 36 : 11 ودانيال 2 : 4 ( راجع الكتاب المقدس – العهد القديم – الطبعة الكاثوليكية ، بيروت ) .
3- اسم اشور : وهو الاسم الذي جاء به الاحتلال الاجنبي ( الاغريق او اليونان في العهد الاسكندر المقدوني ) في سنة 312 ق. م حيث غيروا حرف الشين الى حرف السين فاصبحت اشور تلفظ اسور . ويرجع ذلك اكتشافهم الكنوز الملكية الاشورية في الدويلات الارامية . وبذلك اصبح اسم اسور متداولا الى جانب اسم ارام لعدم وجود حرف الشين في اللغة اليونانية . ثم اضاف المحتل الروماني ( اللاتيني او البيزنطي ) المقطع ( يان ) فاصبح حسب اللسان اليوناني ( اسوريان او سوريان ) وحسب اللسان الروماني ( اسيريان او سيريان ) وحسب الالسنة الارامية المتعددة في الدويلات الارامية الكثيرة ( سوريوثو او سوريوثا او اسوريا او سوريا او سورييا او سورايا او شورايا او سوريويو او سمها ما شئت ) وحسب اللسان العربي
( السريان بضم السين او السريان بكسر السين ) وحسب اللسان الانكليزي الحديث ( سيرياك ) وحسب الفظ الامريكي الشمالي ( سيريان ) والامريكي الجنوبي ( سيريو ) وغيرها من التسميات المشتقة من اسم اشور . ومن هذا نفهم ان اسم الجزء طبق على الكل واصبح اسما قوميا لامعا وشاملا وليس اسما طائفيا ضعيفا وخاصا . وحصل كل هذا فبل بزوغ شمس المسيحية على بلاد الاراميين باكثر من ثلاث قرون وبذلك نستطيع القول بكل ثقة ان ليس للاسم اية علاقة بالديانة المسيحية ( مشيحايي ). ولكن اتخاذ التسمية السريانية كاحلال قسري وسريع جعل التسمية الارامية بعد اعتناق الدويلات الارامية للديانة المسيحية في القرون الاولى من ولادة الرب يسوع المسيح له المجد يعتقد ان للاسم علاقة بالموضوع . ان اباؤنا واجدادنا عندما قرروا ووافقوا على ذلك كانت جل غايتهم جعل التسميتان المتداولتان قبل ظهور المسيحية احداهما للعهد القديم المتمثل بالواقع الوثني ( الاسم الارامي ) والثانية للعهد الجديد والمتمثل بالواقع المسيحي ( الاسم السرياني ) . ومهما يكن يبقى الاسم السرياني الذي جاءت به امم غريبة ومحتلة اسما قوميا ومقدسا وثابتا لا نقبل التساوم عليه ولا التنازل عنه لانه اسم يحضن في معانيه كل ارثنا وتراثنا وحضارتنا لأنه تاريخ يمثل عظمة امتنا الخالدة بين الأمم منذ فجر التاريخ واختراع الكتابة الى عصر فجر المسيحية وتمجدها بالرسالة اليسوعية .
ان الأمة السريانية بحق وحقيقة هي امة عريقة بثقافتها وابدية بكيانها . وقد سبقت جميع امم الأرض حيث اعطت للعالم اجمع اديان سماوية وحضارة انسانية ومدنية اجتماعية . اما اللذي يريد ان يفرق او يجزيء او يقسم او ينعزل فقد تحقق مراده بجلوسه على الطاولة المستديرة لكتابة الدستور . وبالفعل كانوا اثنان خرجوا بنتيجة تقسيم الأمة الواحدة الى شطرين او نصفين او ملتين فألف مبروك لهم . ولكن نقول ستبقى الديباجة والمادة 121 بدون ذكر السريان كقوم اصيل وشعب عريق ديباجة ناقصة وغير صريحة ومادة مرفوضة ومعدومة ولا تمثل ابناء شعبنا السرياني القومي لا من قريب ولا من بعيد . وان التاريخ سوف لن يغفر زلة من اراد ان يجهل او يهمش بقصد او بغير قصد هوية السريان كهوية ابناء بلاد النهرين الأصليين . وبهذا الصدد نشيركم الى قول السيد المسيح له المجد " من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق " متى _12 : 30 ) كما ان هناك حكمة سريانية تنص على ان " الأنسان عدو ما يجهل وهو صديق ما يعلم " واخيرا نختم مقالنا ببعض الأقوال الماثورة لثلاث مؤرخين سريان كبار ينحدرون من ثلاث فرق او طوائف سريانيو موضوعة البحث لغرض العودة الى فحص الضمير والتامل في اقوالهم القومية النيرة :
- ان كل بلاد بابل واشور عبر الأجيال حتى بعد استيلاء العرب عليها كانت تسمى ببلاد الآرميين او بلاد ما بين النهرين المطران اوجين منا
- ليس بمقدورنا اظهار ذاتنا من الحكماء العرفين بل جل غايتنا هي الخدمة الوطنية وحث اخوتنا السريان على الأحتفاظ بالقومية والجنسية والتوحيد بين قلوب كل اخوتنا المدعوين بالأسم السرياني . الملفان نعوم فائق .
- نحن السريان لسنا فقط السريان الأرثوذكس وانما جميع الطوائف السريانية ( كلدان , اشوريين , سريان كاثوليك , موارنة وكل من يتحدث بالسريانية ) فنشكل عائلة سريانية واحدة , جذورنا واصولنا واحدة . البطريرك زكا الأول عيواص .

عن موقع عنكاوة
Opinions