السفير الامريكي يدعو لشن حملة على الميليشيات العراقية
26/03/2006بغداد (رويترز) - دعا السفير الامريكي يوم السبت الزعماء العراقيين المنقسمين على أنفسهم لشن حملة على الميليشيات فيما تكافح الكتل السياسية مجددا لكسر الجمود بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية على أمل أن تستطيع تجنب نشوب حرب أهلية.
ووجه زلماي خليل زاد الذي يضغط بشدة من أجل تشكيل حكومة بعد أكثر من ثلاثة أشهر على الانتخابات تحذيرا شديد اللهجة للميليشيات التي يرتبط كثير منها بزعماء شيعة ذوي نفوذ ولها وجود في الشرطة وقوات الامن العراقية.
وقال خليل زاد للصحفيين ان "مزيدا من العراقيين يموتون من جراء عنف الميليشيات أكثر ممن يموتون على أيدي الارهابيين ... يتعين أن تكون الميليشيات تحت السيطرة."
وعقد زعماء الشيعة والسنة والاكراد بالعراق جولة أخرى من المحادثات تستهدف حل الحلافات التي تحول دون تشكيل أول حكومة ذات ولاية كاملة بالعراق بعد الحرب.
وقال سياسيون في مؤتمر صحفي انهم متفائلون بشأن تشكيل حكومة.
وقال الزعيم السني طارق الهاشمي ان المحادثات تركزت على سبل بناء قاعدة سياسية صلبة للحكومة الجديدة.
وأثار تدمير مزار شيعي قبل شهر موجة من الهجمات الانتقامية التي زادت احتمالات أن تدفع ميليشيات شيعية موالية للحكومة العراق الى حرب أهلية شاملة بعد نحو ثلاث سنوات من الحملة التي تقوم بها أقلية العرب السنة ضد السلطات التي تدعمها الولايات المتحدة.
وزادت الازمة الضغط من أجل تشكيل حكومة يمكن أن تحول دون حرب طائفية واسعة ولكن الزعماء العراقيين فشلوا حتى الان في الخروج من الطريق المسدود.
وعثرت الشرطة على عشر جثث أخرى من ضحايا أعمال العنف الطائفي فيما يبدو بأنحاء متفرقة في بغداد يوم السبت. وحمل كثير منها اثار تعذيب من بينها جثث أعدم اصحابها خنقا.
وقالت الشرطة ان مسلحين قتلوا رجل شرطة مرور في وسط بغداد ثم وضعوا قنبلة داخل كابينته مما اسفر عن مقتل اربعة مدنيين كانوا في حافلة صغيرة وجرح اربعة. وفي المحمودية جنوبي بغداد سقطت قذائف مورتر على منازل مما أسفر عن مقتل أربعة اشخاص واصابة 13 اخرين.
وقال خليل زاد ان الحكومة ستواجه مهمة صعبة في احتواء تمرد العرب السنة بينما تتعامل مع الميليشيات التي انتشرت منذ سقوط صدام حسين عام 2003.
وانخرطت الميليشيات الشيعية في وحدات الشرطة وقوات الامن العراقية ولا تريد التخلي عن أسلحتها في ظل تصاعد حدة العنف الطائفي.
وأضاف خليل زاد وهو يشير الى عدم وجود أي دلائل تؤكد تراجع حدة التمرد السني "يتعين التعامل مع كلتا القضيتين وسيكون هذا تحديا أمام الحكومة الجديدة." وجدد خليل زاد اتهاماته التي وجهها يوم الجمعة بأن ايران تدرب وتمول عنف الشيعة بالعراق. ويقول بعض المحللين ان طهران تستخدم العراق للتخفيف من الضغط الامريكي على ايران فيما يتعلق ببرنامجها النووي.
وقالت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية يوم الجمعة ان الولايات المتحدة -وسيمثلها خليل زاد على الارجح- سوف تجري محادثات مع ايران بشأن اتهامات واشنطن بوجود دور للايرانيين في تقويض استقرار العراق في اول قبول علني لعرض ايراني للقاء.
وفي طهران قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد انه يؤيد اجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن العراق ولكنه أبدى شكوكا بشأن الدوافع الامريكية. وتأمل واشنطن في أن يتوصل السياسيون السنة والشيعة والاكراد لاتفاق بشأن حكومة وحدة وطنية يمكن أن تحقق الاستقرار في البلاد مما يسمح للقوات الامريكية بالانسحاب. ولكن الانسحاب يتوقف على اداء القوات العراقية التي تشهد مقتل الاف من زملائهم على أيدي المسلحين السنة. وقال وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الامريكي يزور العراق يوم السبت ان صبر الولايات المتحدة ينفد بشأن العراق حيث يقول البعض ان استمرار الوجود العسكري لن يؤدي الا الى اذكاء التمرد.
وقال السناتور جون ماكين رئيس الوفد انه يشعر بتفاؤل حذر بأن حكومة جديدة ستتشكل "خلال أسابيع". ولكنه استدرك الى القول ان النزاع سيستمر.
واضاف للصحفيين "نقر جميعا بعد أن جئنا للزيارة هنا بأننا نواجه تحديا طويل الامد وصعبا للغاية وأعتقد ان افضل السبل للتعامل معه هو ابلاغ الشعب الامريكي بذلك بالضبط." وبدأ بعض العرب السنة تشكيل قوات منظمة في مواجهة ميليشيات شيعية مثل منظمة بدر وجيش المهدي الموالي للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر وميليشيات قوية لها علاقات مع زعماء سياسيين شيعة.
وأعرب هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي يوم الجمعة عن اعتقاده بأن الاحزاب ترغب الان في التوصل الى حلول وسط وحث على الاسراع في ذلك. واجريت الانتخابات البرلمانية في ديسمبر كانون الاول ولكن الخلاف بشأن منصب رئيس الوزراء والعنف الطائفي تسببا في تأجيل تشكيل أول حكومة عراقية ذات ولاية كاملة منذ الاطاحة بصدام حسين.
وقال رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري انه لن يتنحى رغم الضغوط المستمرة للتخلي عن منصبه وأضاف انه واثق من دعم كتلة الائتلاف الشيعي رغم معارضة من جانب أحزاب أخرى.