السلطات المحلية تدعو إلى تعزيز التعاون لتحقيق التماسك المجتمعي في العراق
المصدر: برنامج الامم المتحدة الانمائي
أكدت السلطات المحلية في العراق على أهمية الحفاظ على السلام والتماسك المجتمعي وتعزيز التعاون بين الحكومة والجهات المحلية الناشطة في مجال السلام والمنظمات الدولية لضمان انتقال سلس إلى مرحلة التنمية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الافتتاحي حول "تعزيز التماسك المجتمعي وإعادة إدماج العائدين: دور جهات السلام المحلية في العراق"، الذي عقده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع مكتب مستشارية الأمن الوطني – مكتب الشؤون الاستراتيجية يوم الاثنين الموافق 20 أيار 2024.
قدم المؤتمر الذي استمر ليوم واحد منصة للجهات المحلية الناشطة في مجال بناء السلام والقيادات من المحافظات الأربع المحررة (صلاح الدين ونينوى والأنبار وكركوك) لمناقشة استراتيجيات تعزيز عودة وإعادة إدماج النازحين وتعزيز التماسك المجتمعي في مناطق العودة. وركز على الدور المحوري للناشطين المحليين في مجال السلام في دفع هذه الجهود إلى الأمام. وشاركت لجان السلام من المحافظات الأربع بقصص نجاحها والتحديات والدروس المستفادة خلال دعمها عودة العراقيين النازحين من داخل وخارج البلاد.
صرح الدكتور سعيد الجياشي، مستشار الشؤون الاستراتيجية - مكتب مستشارية الأمن الوطني قائلاً: "عندما تم تشكيل لجان السلام المحلية، تمكنا من رؤية الأبطال الحقيقيين الذين يعيدون بناء أواصر المجتمع الى سابق عهدها، من المهم أن نستمع إلى قصص هؤلاء الأبطال اليوم".
تلعب لجان السلام المحلية دوراً محورياً في تسريع قبول المجتمع لعدد كبير من النازحين داخلياً والعائدين إلى مجتمعاتهم. وقد عززت جهودهم تقبّل المجتمع والتسامح والتعايش، وبالتالي تشجيع المزيد من العراقيين النازحين على العودة إلى ديارهم.
شارك العديد من أعضاء لجان السلام المحلية الحاضرين التحديات التي واجهوها في بداية عملهم، حيث اتهمهم بعض أفراد المجتمع بدعم وتفضيل مجموعة على أخرى. وعلى الرغم من هذه التحديات، فقد أدت مثابرتهم إلى نجاحات تعزز تقبّل المجتمع.
سلطت إحدى قصص النجاح البارزة التي رواها السيد إبراهيم خليل، قائممقام مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار، الضوء على دعم لجان السلام المحلية للأسر التي عانت وفقدت أحبائها على يد أسر أخرى خلال فترة داعش. وفي بادرة رائعة من حسن النية والتماسك المجتمعي، تبنت هذه الأسر المتضررة لاحقًا أطفالاً من العائلات المسؤولة عن فقدان ذويهم، مما يدل على التسامح العميق والالتزام بإعادة بناء مجتمعهم.
بفضل دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تم إنشاء 24 لجنة سلام محلية في المحافظات الأربع. اللجان التي يقودها قائمي المقام هي منصة شاملة تضم السلطات المحلية ورؤساء العشائر والنساء وممثلي الشباب. وأكدت إحدى الناشطات العراقيات الحاضرات على المشاركة الفاعلة للمرأة في عمل لجان السلام المحلية، قائلة: "لقد قمنا بتشكيل فرق لجان السلام المحلية مكونة بالكامل من النساء لزيارة مناطق معينة ومعالجة القضايا التي تؤثر على النساء بشكل مباشر".
سهلت لجان السلام المحلية عودة 4577 أسرة من خلال جلسات الوساطة واتفاقيات السلام الموقعة مع المجتمعات في مناطق العودة.
وبهذا الصدد وخلال المؤتمر، صرح السيد غمار ديب، نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق: "منذ عام 2017، يقدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دعماً ثابتاً لحكومة العراق وعمل على تعزيز آليات السلام المحلية الرامية لبناء السلام وإعادة الإدماج والتماسك المجتمعي. ونحن نلتزم بمواصلة دعم هذه الجهود بينما يشرع العراق في مرحلة التنمية".
تخضع لجان السلام المحلية المتعددة التي تم إنشاؤها وتفعيلها مؤخراً لبرامج بناء القدرات بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويأتي ذلك عقب تطوير استراتيجية جديدة لتوسيع نطاق وجود لجان السلام المحلية لتشمل مناطق أكثر في البلاد كجزء من الجهود المبذولة لتعزيز عملية العودة وإعادة الإدماج وكذلك زيادة مشاركة المجتمع والتماسك المجتمعي. وقد صرح السيد خالد إبراهيم، مدير فرع نينوى بوزارة الهجرة والنزوح ، قائلاً: "عملية العودة تتطلب جهوداً تعاونية ونأمل أن نستمر في رؤية هذا التعاون مع جميع شركائنا".
اختُتم المؤتمر الذي حضره جهات محلية فاعلة في مجال السلام وموظفون حكوميون وممثلو منظمات دولية بدعوة إلى زيادة الدعم للخدمات الاجتماعية في مناطق العودة بما في ذلك فرص الإسكان والتوظيف. من خلال التعاون المتضافر والدعم لجهود التماسك المجتمعي ، يمكن للعراق أن يتطلع إلى مستقبل مليء بالسلام والازدهار والمجتمع الشامل.
حول برنامج التماسك المجتمعي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي
يدعم البرنامج المتكامل للتماسك المجتمعي التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الجهود المبذولة نحو مجتمعات أكثر سلمية وتماسكا في العراق. بالإضافة إلى تمكين لجان السلام المحلية ، يقدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دعمًا للمعيشة للعودين والنازحين داخليًا والفئات الضعيفة في المجتمعات في مناطق العودة من خلال التدريب المهني وتطوير مهارات الأعمال ومنح الأعمال الصغيرة. هذا بالإضافة إلى خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعيالتي يتم تقديمها لجميع الذين مروا بتجارب مؤلمة من النزاعات الماضية.
ومن خلال هذه الجهود تمكن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من الوصول إلى 3925 عائداً ونازحاً داخلياً وقدم دعماً مباشراً للمعيشة من خلال تقديم التدريب المهني , إضافة الى هذا العدد حصل 5482 عائدًا ونازحاً داخلياً وأفراد من المجتمع على دعم فيما يتعلق بالصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي في مجال الوقاية وبناء السلام. سيتم تقديم الدعم الى 5,398 فرداً إضافياً بما في ذلك النازحين داخلياً والعائدين وأفراد المجتمع في عام 2024.
يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تسهيل التماسك المجتمعي وإعادة إدماج العائدين من شمال شرق سوريا والنازحين داخلياً بفضل المساهمات السخية من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والاتحاد الأوروبي وحكومات الدنمارك والسويد واليابان وألمانيا.