السيد زيباري.. هل لنا بقنصل كلدواشوري؟؟
مغامراتان تقود سيارتك للذهاب الى مدينة تبعد عنك مسافة 700 كم، مع والديك ثم تحاول العودة في نفس اليوم كي تعود الى حياتك والتزاماتك المعاشية، فهذا يتطلب صبرا، وقوة تحمل..وكفاحا من اجل التغلب على شيطان النوم الذي يتعب جفنيك من كثرة التركيز في القيادة لساعات طويلة متواصلة.. ولكن..تحمل..لا تغمض عينيك..ارفع رأسك ..انت عراقي..
ان يتحمل والدك او والدتك اللذين تقدم بهما العمر كل تلك الطريق الطويلة، من اجل اتمام معاملة تثبت جنسيتهم..فهذا قد يكون ضربا من الخيال..الا في حالتك انت وذويك... فأنتم وبكل فخر.. عراقيون ..تحملتم وحملتم ما لم تحمله الجبال من صعوبات وقهر وهجرة.. أ هل ترى ينفذ صبرك في 20 ساعة تقضيها في قيادة سيارتك من ملبورن الى كانبيرا ؟؟ لا..فهدفك اسمى..وهو اتمام معاملتك.. لذا لا تيأس..اسمع صدى تأففك يقول لك: ارفع رأسك ..انت عراقي..
ان تتحمل كل هذا، وتتمنى ان يتغير الواقع، كونك عراقيا..حالماً..يفتح فاله بشدات ورق اللعب، كما كنت تفعل ابان عاصفة الصحراء..وتتمنى في قلبك ما يبقى في قلبك..خوفا..من ازلام النظام.. فهذا جزء من حياتك..يبقى عليك قدرا تنتظره لتحتمله..كاطلس المجنون الذي حمل القبة السماوية على كتفيه..عقابا له..ولكن..انت اعظم من اطلس..فأرفع رأسك..لأنك عراقي..
ان تتحمل كل ما جئنا به، فهذا شأنك..وبارك الله بك..وبذويك.. اما ان لم تتحمل، فالصبر مفتاح الفرج..اقرأ اعلانا عن زيارات القنصل لمدينتك التي قد تكون بواقع كل ثلاثة اشهر، او ستة، او لحين يأتيك الربيع.. وان حان الموعد فأذهب..واحصل على رقم، قد يجعلك تنتظر لساعات طوال في ذات اليوم في الغرفة المزدحمة..او قد يكون رقما يجعلك في رأس الطابور حين تعود في اليوم الثاني..والمواعيد هي هي..كما كانت.. منذ ان تأخر الفنان دريد لحام عن تقديم مسرحيته لما يقارب النصف ساعة، ليدخل ويعتذر لجمهوره قائلا بأنه وكادرمسرحيته كانوا جاهزين، لكن حفاظا على التقاليد العربية ارتأى التأخير.. كيف لا وهناك مئات المراجعين في يومين فقط، هما كل ما تغدق علينا به سفارتنا الموقرة في استراليا !!!
ارقام
اخر احصائية رسمية تشير الى تواجد 32520 شخص استرالي مولود في العراق (اي مهاجر عراقي الولادة حاصل على الاقامة او الجنسية الاسترالية)، يتوزعون بين الولايات الاسترالية كالاتي:
نيو ساوث ويلز (سدني) بواقع 20530 شخص
فكتوريا (ملبورن) بواقع 8610 شخص
جنوب وغرب استراليا (اديلايد وبيرث) بواقع 2450 شخص.
وهذه الاحصائية تعود الى العام 2006، وفيها اشارة الى ان هذه الاعداد زادت بنسبة 31.3% عن احصائية 2001، اي في فترة الخمس السنوات، وان جاز لنا اعتماد ذات النسبة فستكون الارقام تقريبيا في عامنا الحالي 2011 اي بعد مرور 5 سنوات عل اخر احصائية في 2006 كالاتي:
في انحاء استراليا 42500
نيو ساوث ويلز (سدني) بواقع 27000 شخص
فكتوريا (ملبورن) بواقع 11500 شخص
جنوب وغرب استراليا معاً (اديلايد وبيرث) بواقع 3500 شخص.
مع الاخذ بعين الاعتبار ان الاحصائية تشير الى المولودين في العراق فقط، دون اعتماد كل الابناء المولودين في استراليا لأبوين عراقيين (وهم بهذا يتمتعون بحقوق الجنسية العراقية) وهذا قد يرفع الأعداد الى عشرات الاف اخرى..
ايضا تشير الاحصائية الى اعتماد نسبة الكلدواشوريين، او الكلدان الاشوريين السريان بأعلى نسبة بين العراقيين الاستراليين من بقية القوميات. للمزيد يرجى مراجعة الموقع http://www.immi.gov.au/media/publications/statistics/comm-summ/_pdf/iraq.pdf
وعود
منذ بداية عهد (الديمقراطية الجديدة) في العراق بعد سقوط نظام صدام، والى يومنا هذا، ونحن نسمع ، طالما دار الحديث عن المكونات الاصيلة في العراق او تفجرت عبوة امام كنيسة، عن اسم شعبنا الكلدواشوري وحقوقه، من مسؤولين حكوميين بمستويات عديدة ومختلفة، يتفننون بتقديم الكلام معسولا، حلوا، خالٍ من (الكولسترول)، متعهدين بضمان الحقوق الخاصة بشعبنا، وضرورة تمثيلنا في المؤسسات الحكومية، واصالتنا في (بلدنا) واحقيتنا، الى ما لا اخر له من وعود لا تتعدى في معظم الاحيان كونها دعاية سياسية تمثل حزب الناطق او المتحدث لتلميع صورته وصورة من يعلقون صورته، وهو امين الحزب او مرجعيته او رئيسه.. وما اكثر صور اليوم..واحزاب اليوم..والناطقين بإسم تلك الاحزاب والمرجعيات اليوم !!
ولولا اصرارنا كشعب حي على اخذ حقوقنا، ما كانت لتُعطى لنا في عراق اليوم الديمقراطي المتعدد!! وما كانت لأضئل نسبة من تلك الوعود ان تتحقق.. ولكنّا ضحية للاستحقاقات الطائفية، وهو الداء المستشري في اغلب مؤسسات الدولة، والتي ما عادت تعتمد الكفاءة والاهلية والاحقية، بل المحسوبية والمنسوبية والانتماء الطائفي، وهو ما يحدث في الكثير من المؤسسات الوزارية او المديريات اوحتى السفارات..و المحروس كووكل (محرك البحث الشهير) كفيل بالشهادة على ما نقول..
ما نريده..
اليوم.. الجالية العراقية في فكتوريا، بحاجة الى قنصل دائم يسكن في ملبورن، يدير قنصليةَ لتذليل العقبات (كما يأتي في اعلانات السفارة)، يتابع متطلبات الجالية التي قد يتراوح عددها بين 25 الف و 30 الف شخص مولود في العراق اواستراليا له حقوق انتماءه الى بلده الام العراق، فأن كانت مدينة سدني التي تبعد 250 كيلومترا عن سفارتنا في كانبيرا تتمتع بقنصلية، فكيف بجاليتنا الكبيرة في فكتوريا والتي تبعد ما يقارب الـ 700 كم عن كانبيرا !! وان كان السيد القنصل يزور ولاية جنوب استراليا بواقع 3 ايام لاتمام المعاملات الخاصة بأبناء الجالية العراقية هناك، فكيف تكون حصتنا في ملبورن بالمثل (أو اقل احيانا)بينما عددنا يزيد بنسبة 10 اضعاف واكثر على نسبة ابناء الجالية في جنوب استراليا (770 شخص) بحسب احصائية 2006!!
اليوم..الجالية العراقية في فكتوريا، بحاجة الى قنصل دائم يسكن في ملبورن، وليكن من ابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني، فهم اولا يمثلون مكونا اصيلا من مكونات الشعب العراقي، ويعتبرون مثالا صريحا وجيدا على التعددية والديمقراطية التي تدعو لها الحكومة العراقية في كل مناسبة.. وهم ايضا يشكلون الغالبية العظمى من الجالية العراقية في ملبورن، واستراليا بصورة عامة. فهل كل هذا لا يتشفع لأن يكون لنا قنصلاً يشعرنا بأننا نرفع رأسنا..بفخر حقيقي..كوننا عراقيين !!
اليوم.. الجالية العراقية، بحاجة لأن تثبت لها حكومتها في العراق بشخص وزير خارجيتها قربها من المغتربين والمهاجرين، او المهجرين، بأن تخفف عنهم كل معاناتهم بخصوص اتمام معاملاتهم، خصوصا واننا نعيش في دول متقدمة يكون اتمام المعاملات فيها مجردا من كل تعقيدات واطالة..
اليوم.. الجالية الكلدانية الاشورية السريانية في ملبورن .. بحاجة لأن تثبت للحكومة العراقية كفاءتها، وانتماءها لوطنها.. واهليتها واحقيتها في تمثيل العراق في المؤسسات العراقية الرسمية في الخارج..وهي مطالبة لأن تعمل معا من خلال كل مؤسساتنا في ملبورن..كلها..على جمع التواقيع وتقديم الطلب باستحداث قنصلية عراقية في ملبورن لسفارتنا في كانبيرا ووزارة خارجيتنا في العراق، مع ضرورة متابعة الموضوع وتفعيله الى ان يتحقق. فهل هناك من سيبادر..ويثبت بأننا مؤهلون ؟؟
وبارك الرب بكل من عمل لرفع شان امتنا وشعبنا
سيزار هوزايا
ملبورن – استراليا
في يوم الجمعة العظيمة
نيسان 2011
sizarhozaya@hotmail.com