السيد شمشون شابا كفاكم خلط الأوراق يا أخي
كم احاول ان أكتب ما يفيد وحدة شعبنا وتجنب كل ما يثير الى جدالات جانبية نحن في غنى عنها ، فما يتعرض له شعبنا يحتاج الى تضافر الجهود في كل المجالات لا سيما ما يؤدي الى تمتين وتقوية اللحمة والسداة في نسيج شعبنا المتنوع الجميل . لكن يأتي أحدهم ويدوس على مشاعرك بالأقدام إن كان عن جهله السقيم بالتاريخ او عن تجاهله المتعمد . فينبغي في هذه الحالة عدم السكوت لمثل هذه التجاوزات على شخصيتنا وذاتينا وكرامتنا .قرأت على موقع عنكاوا مقالاً تحت عنـوان " الآشـوريون مع الأكراد مصير مشترك أم مراهنات خاسرة " لكاتبه شمشون خوبيار شابا . وفي البداية أراد الكاتب تسويق فكرته الشوفينية من المقال حينما أدرج ملاحظة تقول :
كلمة الآشوريون أينما وردت في هذا الموضوع يعني الشعب ( الكلداني السرياني الآشوري ) .
ثم توالت المغالطات التاريخية . واحدة منها تقول :
ففي مدينتي الحيرة والكوفة ضمن محافظة النجف المقدسة لدى الشيعة كان للآشوريين من خلال بطريركية كنيسة المشرق لأكثر من ستة قرون من السنين .. الخ
لا أدري من أي مصادر استقى الكاتب الجليل هذه المعلومات الفريدة . فإن ما نعرفه إن كارثة التي أودت بالقوة الحربية الآشورية عام 614 ـ 610 ق . م . إحدى الكوارث العارمة في التاريخ . فإنها لم تتضمن فحسب دمار أداة الحرب الآشورية ، ولكنها تضمنت كذلك محو الدولة الآشورية من الوجود واستئصال الشعب الآشوري ( أرنولد توينبي : دراسة للتاريخ ج2 ص 104 ) .
بعد سقوط نينوى بيد الكلدانيين والميديين سنة612 ق . م . هرب من تبقى غرباً الى حرّان حيث أعلن آشور بالط ، وهو من العائلة الملكية الآشورية ملكاً .. سارع نبوبلاصر الكـلــداني لوراثة المبراطورية الآشورية التي يأفل نجمها محتلاً الأقاليم غرباً حتى نصيبين ومكتسحاً جيوب المعارضة في آشور نفسها .. وفي الأخير اتخذت القوات الآشورية بمساعدة القوات المصرية مواقعها في كركميش .. وكانت كارثة لمصر إذا تقدم قائداً ذو قابليات فائقة هو نبوخذنصر ابن نبوبلاصر قيادة الجيش البابلي والذي أخذ قواته عبر الفرات للقيام بهجوم مباشر على الجيش المصري القوي في كركميش .. وكانت هزيمتهم ويصور لنا ايرميا الهرب :
لماذا أراهم مرتعبين الى الوراء
وقد تحطمت أبطالهم وفروا هاربين
ولم يلتفتوا الخوف حواليهم يقول الرب ( أرميا / 6ط : 5 ) .
ولم نسمع بعد ذلك عن آشور بالط أي شئ أو عن أي من بقي من قواته ، وبانهيار الجيش المصري سند الآشوريين الأخير . كانت نهاية الأمبراطورية الآشورية ، وبعد استئصال المصريين ، وقعت سورية وفلسطين بأيدي نبوخذنصر . وفي السنة نفسها ، خلف والده ملك جديد لأمبراطورية جديدة وبعاصمة جديدة ليس في بلاد آشور بل في بابل ( هاري ساكز : قوة آشور ص174 ـ 175 ) .
فنقول لكاتبنا الجليل شمشون شابا كيف نهض الآشوريون من قبورهم في كركميش وحاران بعد القضاء عليهم وتأسيس الدولة الكلدانية على انقاضهم وماذا أتى بهم بعد الف سنة الى الكوفة والحيرة ؟
إن كتابة التاريخ ليست بالبيانات الحزبية او بالتمنيات القومية .... لا اريد ان اناقش بقية الفقرات التي هي على هذه الشاكلة .
لكن أقول للسيد شمشون أن يكلف نفسه وأن يقرأ مبادئ حقوق الأنسان والأقليات التي تدعو الى احترام معتقدات وانتماءات غيرهم من البشر . فإن كان للسيد شمشون الحرية في الأنتماء وفي اختيار اسمه ومذهبه فغيره لهم نفس الحرية .
إن كان له الحق أن يقول قوميته آشورية فلنا الحق أن نقول ان قوميتنا كلدانية ، وإن كان له مشاعر قومية علينا احترامها ، فنحن بشر مثله لنا مشاعرنا القومية وعليه وعلى غيره ان يحترموا مشاعرنا . في الوقت ذاته لا يحق للسيد شمشون ان يكون وصياً او منظراً او وكيلاً على غيره يمكنه أن يقول انه آشوري ، ولسنا أوصياء عليه لما يريد او يعتقد به فله مطلق الحرية . لكن في الوقت ذاته نحن نملك نفس القدر من الحرية ونفس الحقوق التي يملكها السيد شمشون . فحينما يكتب ملاحظته الأستفزازية الشوفينية أن الشعب الآشوري هم ( الكلدان السريان الآشوريين ) يكون قد وضعنا تحت ابطه وكاننا نعمل خدم في بيته .
نحن قوميتنا كلدانية ، وإن كان هناك ضرورة في الوضع الراهن ان نوافق على تسمية مشتركة ( كلدان سريان اشوريين ) فإن ذلك لا يدل أننا نلغي قوميتنا الكلدانية الأصيلة ، أنما هذه حلول سياسية يجب أن يتفق عليها جميع الأطراف بندية وتكافؤ دون تعالي او إلغاء او احتواء .
لقد جرب صدام حسين ان يلغي القوميات العراقية غير العربية وفشل فشلاً ذريعاً لأن ذلك ضد منطق الحياة وحقوق الأنسان ، وأنتم يا سيد شمشون تسلكون نفس السلوك الذي انتهجه القوميون العرب المتعصبون بحجة اننا شعب واحد ، طيب إننا شعب واحد ولكن هذا الشعب هو الشعب الكلداني .
أخي شمشون لقد كان الوجود الآثوري في العراق في مطاوي الحرب العالمية الأولى في مجرى الهجومات والأعمال الوحشية التي تعرضوا لها .
وقد لبى 17500 من الآثوريين مع 2500 من الآثوريين الأيرانيين تلبية دعوة الجيش البريطاني للنزوح الى العراق فقادهم سنة الزعيم آغا بطرس سنة 1918 الى همدان ثم الى كرمنشاه فخانقين فبعقوبة وقرر الباقي الهجرة الى بلاد القفقاس : ويكون اصل الآثوريين الذين توزعوا في المدن والقرى العراقية العراق كالآتي .
1 ـ الآثوريون العراقيون :
2516 نسمة في ناحية برواري بالا ويسكنون 24 قرية .
858 نسمة في ناحية نروه وريكان ، يسكنون في سبع قرى .
المجموع : 3374
2 ـ اللاجئون الأيرانيون
1875 نسمة في مضربي الكيلاني وشرقي بغداد
625 نسمة في المدن العراقية وفي مناطق الأسكان العاقية .
المجموع : 2500 نسمة .
3 ـ اللاجئون العثمانيون :
2000 نسمة التياري العليا
5450 نسمة التياري السفلى
1250 نسمة التخوما
1750 نسمة جيلو
1750 نسمة بازي
1125 نسمة ماريلينو
400 نسمة دبرا
325 نسمة قوجانس
250 نسمة لوين
200 نسمة الباك
250 نسمة سري
150 نسمة كوار
200 نسمة صلت
2400 نسمة توجينة وشمزدينان والفرق الأخرى
المجموع 17500 ويقدر عددهم في سنة 1961 بنحو 27 ألف نسمة .
في سنة 1924 م كان لهم مشكلة مع والي ( جولة مرك ) ، فجرد عليهم حملة عسكرية ظالمة أجبرهم على ترك أراضيهم ودخلوا العراق مرة أخرى وكان موقفهم كالاتي :
3000 التياري العليا
5450 التياري السفلى
1250 تخومة
1250 جيلو
1500 جيلو المجموع 11450 نسمة .
أخي العزيز شمشون خوبيار لقد كانت قلوبنا معكم ، وفعلنا ما استطعنا فعله في القوش . ويجب ان تعلم ان تاريخنا في العراق لا يبتدئ بالحرب العالمية الأولى فتاريخنا مكتوب في اور وبابل وطيسفون والأنبار والمدائن ، وكنيسة المدائن كانت تدعى كوخي وفيها يجلس بطريرك الشعب الكلداني ، ونصيبين ومعلثايا وحدياب وساليق وتكريت وكشكر والحيرة وكانت قاعدة مملكة العرب وعاقولا التي هي الكوفة . وغيرها التي كان فيها الكنائس والأديرة والمدارس لشعبنا الكلداني .
سوف لا اتعبك بكثير من المصادر إنما أشير فقط الى الرحالة المعروف بالمنشئ البغدادي ، وهو السيد محمد ابن السيد أحمد الحسيني ، وكانت رحلته الى ديارنا سنة 1822 م . وكان يكتب عن الأقوام والقبائل العراقية ، وفي رحلته الى الموصل يكون قد زار دير الربان هرمز ومنه اتجه الى القوش يقول عنها :
ومن الدير الى القوش فرسخ واحد وهي قرية نفوسها نحو الفي بيت كلهم من الكلدان ، وجبلهم هذا في حكم باشوات العمادية .. الخ
تل اسقف ( هكذا كتبها ) ومن القوش الى تل اسقف أربعة فراسخ وإن الطريق سهل وبيوتها نحو الف بيت كلهم كلدان ...
ومن تلسقف الى تلكيف فرسخان وهذه تبلغ الفي بيت كلهم كلدان .. الخ
أخي العزيز هذا رجل غريب ولم يلفظ اسم الآشوريين ، فعليك ايها السيد شمشون ان تراعي مشاعر غيرك مرة أخرى لكي يراعي غيرك لمشاعرك . نحن لا نقبل ان نكون تابعين لك او لغيرك يجب عليك ان تحترم مشاعرنا واستقلاليتنا وشخصيتنا . وهذا يكون مدخل أخوي للتعاون والوحدة والعمل المشترك .
تقبل مني خالص التحية
حبيب تومي / اوسلو