Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الشارع العراقي يشكو من تصرفات رجال الأمن

30/05/2006

بغداد : «الشرق الأوسط»
انتهت عملية تحذير من وجود سيارة مفخخة في منطقة بغداد الجديدة قام بها احد المواطنين بتحطيم تلك المركبة وإلقاء القبض على صاحبها ومطاردة أحدى النساء. «الشرق الأوسط» كانت حاضرة في مكان الحادث الذي وقع قرب منطقة الأمين في بغداد الجديدة، والتي بدأت بأن قام أحد الأشخاص بالإسراع إلى إحدى الدوريات التابعة لوزارة الداخلية ليبلغهم بوجود سيارة مفخخة على أحد الأرصفة والتي كانت من نوع «أوبل» والتي يسميها العراقيون (همر العراق) كونها تمتاز بالسرعة وتفضيلها من قبل الجماعات المسلحة في القيام بأعمال الإرهاب.

وما ان تم الابلاغ حتى تجمعت العديد من دوريات الشرطة ومغاوير الداخلية والجيش العراقي أيضا وقاموا خلال لحظات بإغلاق الشارع الرئيس من جانبيه وعزلوا السيارة بشكل تام ومنعوا الاقتراب منها، وقام عدد من المختصين منهم بالاقتراب من «الاوبل» وتفتيشها ليتبين لهم أنها غير مفخخة وهنا أبلغوا مرؤوسيهم بسلامتها لكن الذي حدث أن قسما منهم قاموا بسحب حرابهم وتمزيق إطاراتها وتهشيم زجاجها وتخريبها بشكل كامل، وبعد مضي عشر دقائق حضر أحد الأشخاص وبصحبته أمراة وتفاجأ عند رؤية مركبته الحديثة محطمة وعندها لفظ كلمة واحدة ليسأل القريبين منها عن سبب فعلهم ذلك فسحب مباشرة إلى إحدى سيارات الشرطة، أما المرأة التي كانت معه فقد اضطرت إلى الهروب لان الذي يرافقها ابلغ الشرطة أنه تزوج بها زواج متعة.

«الشرق الأوسط» سألت أحد أفراد الشرطة عن سبب تحطيم المركبة فأجاب «ألا يكفي أنها تسببت بحالة من الذعر بين المواطنين واضطر أصحاب المحال التجارية إلى ترك محالهم والهرب وأيضا الزحام الذي تشاهده الان جراء إغلاق الشارع.. ألا يجب أن يعاقب صاحبها».

أما المواطنون الذين كانوا في مكان الحادث فقد تباينت آراؤهم بين مؤيد ومعارض لهذه الإجراءات والقسم الأول بين: أن الوضع الراهن يعد من أصعب الظروف التي يمر بها العراق، فعلى الكل التعاون مع الأجهزة الأمنية ومنع حدوث مثل هذه الأمور قائلين انه كان الأجدر بصاحب المركبة عدم تركها على الرصيف والذهاب فيما هناك مرآب للسيارات على بعد 30 مترا فقط وعليه فهو يستحق كل ما جرى له ولسيارته، فالناس بدأت تخاف حتى من علبة فارغة إن وجدت في الصباح على الرصيف وليس فقط سيارة .

أما الطرف المعارض لمثل هذه الإجراءات فبين أن: على المعنيين في وزارتي الدفاع والداخلية إطلاع منتسبيها على القوانين والتعليمات والمهام التي يجب أن يقوموا بها وتلك التي يجب أن يبتعدوا عنها أيضا، فمن غير القانوني أن تقوم نفس الأجهزة الأمنية المكلفة بحماية أرواح المواطنين العراقيين وأموالهم، بالعكس أي أنها تنقلب ضدهم وتخويفهم وإرعابهم وسلب أموالهم أو تخريب ممتلكاتهم كما جرى اليوم لهذه المركبة، فبعد أن تحقق المعنيون من سلامة المركبة كان الاحرى بهم ترك الموقع أو إبلاغ صاحبها بضرورة عدم ترك مركبته على قارعة الطريق وليس تحطيمها وسحب صاحبها وملاحقة التي معه بغض النظر عن صلته بها، فلا يوجد قانون يحظر أن تسير امرأة مع رجل، فقد تكون زميلته في الجامعة أو جيرانه رغب أن يوصلها، أو زوجته بعقد خارج المحكمة. مواطن آخر تحدث عن استخدام بعض منتسبي الأجهزة الأمنية لذخائر أميركية تعد الأشد فتكا من المتعارف عليها وأكد أنه كان شاهدا على قيام أحد الضباط وكان برتبة ملازم بإطلاق النار من مسدسه الشخصي على أحد الأشخاص بعد أن حدثت مشادة بينهم لكون ابن المواطن كان يقوم ببيع البنزين على الطريق وبعد أن أصاب الشخص في بطنه أودت بحياته على الفور لكون الاطلاقة التي أصيب بها كانت من نوع (دمدم) والتي تستعمل من قبل القوات الأميركية وهي تسمى عندهم بالاطلاقة المجوفة أي أنها تنفلق أو تنفجر بعد دخولها الجسم مباشرة «وأعتقد أنه ليس من الضروري أن يفقد شخص حياته بسبب عشرين لترا من البنزين، كما أن على الجهات الأمنية الانتباه إلى الذخائر التي يستخدمها منتسبوهم فتجهيزهم هو من الأسلحة التقليدية وقد يحصل البعض على هذه الذخائر بطرق مختلفة لكن يجب أن لا تستخدم ضد المواطنين، فقسم كبير من الشرطة والجيش يقومون بإطلاق الرصاص في الهواء أو على أصحاب المركبات التي تقف في طريقهم وفي حالة استخدام مثل هذه الأعيرة فستكون العواقب وخيمة جدا».

Opinions