Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الشرق الأوسط وهاجس الأقليات المزمن

20 أيار 2009
في كثير من دول الشرق الأوسط يُنظر إلى مسألة الأقليات بكل أشكالها وتنوعاتها كقنبلة موقوتة ستنفجر بمجرد أن يلامسها أحد. ومن هذه النظرة يجري التصرف حيالها من قبل الأنظمة الحاكمة بكثير من التكتم والمحاصرة والتضييق. وتوضع الخطط والبرامج الحكومية العلنية وغير العلنية للعمل على صهرها ما أمكن في محيط الأكثرية التي تمتلك في معظم الأحيان السلطة والقوة والقدرة على تنفيذ خططها تلك دون أن تخشى أي رد فعل مؤثر من قبل تلك الأقلية، أو أية محاسبة جدية من قبل المجتمع الدولي. ومن هذه الأقليات على سبيل المثال لا الحصر البربر في شمال إفريقيا، والأقباط في مصر والسريان الآشوريين في العراق وسوريا وتركيا والأكراد في تركيا وإيران وسوريا (بعد أن وجدت قضيتهم في العراق حلاً). وكذلك مشاكل السودان مع أقلياته التي تعد بالعشرات، ومن أبرزها قضية الجنوب وقضية دارفور التي مازالت الهاجس الأكبر للنظام. والأقليات القليلة التي تمكنت من الحصول على بعض الاعتراف في بعض المناظق التي تتواجد فيها هي فقط تلك التي تمكنت من التعبير الفعّال عن رفضها لسياسات التنكر لوجودها ومحاولات تذويبها في قالب الأكثرية. في حين أن مجموعات أخرى كبيرة وصغيرة إثنية ودينية وثقافية كثيرة مازالت تعاني من سياسات التمييز والقهر والإنكار في مجتمعاتها، لا بل وحتى من المذابح المنظمة التي تخطط لها وترعاها الأنظمة الشوفينية لاجتثاث شعوب بأكملها وإلغاء وجودها كما يحصل اليوم في دارفور، وما فعله النازيون أثناء الحرب العالمية الثانية باليهود والبولونيين والروس. وكما حصل عام 1915 في تركيا بحق الأرمن والسريان الآشوريين من مذابح جماعية وجرائم بحق الإنسانية، وما يتعرض له الفلسطينيون من تمييز وإنكارمفرط لحقوقهم الأساسية. وهذه في معظمها أقليات أصلية في المنظقة التي تتواجد فيها. ولبعضها تاريخ عريق وحافل بالإنجازات الحضارية التي يجري طمسها أو تحويرها لصالح الأكثرية المسيطرة، كما لا يخفى على القارئ المطلع.
من هذا المنطلق تأتي أهمية الدعوة للجلسة الخاصة بالأقليات التي نظمها الحزب الاشتراكي الهولندي في مبنى البرلمان الهولندي بتاريخ 12 أيار 2009. بمبادرة من عضو الحزب في البرلمان السيد هاري فان بومل،.حيث حضرها حوالي 45 شخصية من ممثلي الأقليات في الشرق الأوسط والتي لها تواجد في المجتمع الهولندي من فلسطينيين وأكراد وسريان آشوريين وأرمن وإيرانيين وأفغانيين وأتراك .. وغيرهم. ومن المتوقع أن تتلوها جلسة أخرى وربما جلسات على مستوى البرلمان الأوربي.
ورغم أن هذه المبادرة جاءت لدوافع انتخابية، حيث انتخابات البرلمان الأوربي على الأبواب، لكن ذلك لا يقلل من أهميتها وبلاغة الدرس الذي يمكن أن يستقى منها.
أفتتح الاجتماع السيد هاري فان بومل عضو البرلمان الهولندي والناطق الرسمي باسم الحزب الاشتراكي في اوروبا بكلمة رحب فيها بالجميع، وشكرهم على حضورهم هذا اللقاء المميز والاهتمام الذي ابدوه. كما واعطى لمحة موجزة عن دور ونشاطات الحزب الاشتراكي على المستويين الهولندي والاوروبي. مؤكداً استعداد الحزب للتعامل مع جميع الاقليات داخل المجتمع الهولندي، وايصال صوتهم الى مراكز القرار.كما وركز على حاجة المجتمع الهولندي للخبرات والكوادر الموجودة بين هذه الاقليات. وأكد على أخذ كل الآراء والاقتراحات التي ستطرح للبحث في هذا اللقاء بعين الاعتبار وبشكل جدي، واضاف قائلاً: سنحاول مساعدة الاقليات قدر المستطاع وضمن المجالات المتاحة لنا كحزب.
وبدورهم شرح ممثلو الأقليات معاناة شعوبهم والتمييز والاضطهاد الذي تتعرض له هذه الشعوب في مواطنها الأصلية. كما قدموا لمحة موجزة عن التطلعات التي يطمحون إليها في مستقبل واعد بالأمن والاستقرار والعدالة والمساواة لكل شعوب وأبناء الشرق الأوسط من أقليات وغيرها على أسس العدالة والمساواة ومبادئ الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والشعوب دون أي تمييز أو اضطهاد أو إكراه، وفق ما أقرته مواثيق وبروتوكولات الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة في هذه المجالات.
والسؤال الأهم الآن: هل من درس يمكن أن تستقيه حكومات وشعوب الشرق الأوسط من هكذا اجتماع وهكذا مقاربة لشؤون الأقليات في السياسة الهولندية؟
وهل يمكن للأنظمة الحاكمة في الشرق الأوسط أن تقلع عن النظر إلى هذه الأقليات كقنبلة موقوتة، وذلك بنزع فتيل تلك القنبلة عبر الاعتراف والاحترام المتبادل، والحوار البناء لاستكشاف الجوانب الإيجابية لدى كل طرف ووضعها في خدمة مجتمعاتها التي هي بأمس الحاجة لكل مساهمة بناءة ومن أي طرف جاءت؟
آمل أن يجد هذا السؤال جواباً في المدى المنظور لتجنيب هذه المجتمعات هزات ومآسٍ إخرى هي بغنى عنها. ولكي تلتفت هذه المجتمعات إلى نفسها أخيراً لإصلاح ما أفسدته السياسات العنصرية غير المجدية بحق نفسها أولاً ومن ثم بحق الأقليات المتواجدة بين ظهرانيها دون أن تعترف بها أو تحتضنها.
Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
رئيس الجمهورية يتباحث مع رئيس القائمة العراقية حول سبل تنفيذ الاتفاقيات بين القوى السياسية شبكة أخبار نركال/NNN/ أكد رئيس الجمهورية جلال طالباني أهمية روح التآلف في إدارة البلد وتأكيد مبدأ الحوار والتفاهم في جلال چَـرمَگا / سويسرا لماذا حمامات السلام بالذات ................... ؟؟؟؟ . سؤال نسأله والشارع العراقي والعالمي ... سؤال سبق وأن سألناه عشرات المرات ولكن ياترى من أين نحصل على الجواب ... من الحكومة الموقرة ؟؟؟ من ألأرهابيون والقتلة ؟؟؟ أم من أنفسنا ..؟؟؟ نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي يبحث مع مساعد وزير الخارجية المصري العلاقات ‏الثنائية بين البلدين شبكة أخبار نركال/NNN/ استقبل نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي، في مكتبه ببغداد، الأثنين 21-6-2010، ‏مساعد وزير اغتيال مذيعة عراقية وسائقها الجيران/
قالت مصادر بالشرطة العراقية ان مسلحين مجهولين اطلقوا النار امس على صحفية عراقية تعمل في قناة التلفزيون العراقية الحكومية لتلقى حتفها في الحال
Side Adv2 Side Adv1