Skip to main content
الشعب العراقي يفتهم الدستور افضل من حكومته   Facebook Twitter YouTube Telegram

الشعب العراقي يفتهم الدستور افضل من حكومته

الالاف تحدوا الجمعة الماضية حظر التجوال الرسمي في عموم البلاد منضمين الى (يوم الغضب) متضامنين مع حركة الاحتجاجات التي تسود الشرق الاوسط وشمال افريقيا. ان الاحتجاجات في المدن الكردية عكرت أجواء كردستان العراق الذي كنا نسانده لبناء الديمقراطية لكن أظهر الشعب الكردي انه يتعامل بشكل واعي ومسالم مع الفساد الاداري والحزبي والمالي الذي يعرقل العملية الديمقراطية ويهدد الاستقرار الذي تنعم به كردستان .

انتهت تظاهرات،أمس الأول الجمعة، المطالبة بتوفير الخدمات وفرص العمل وإجراء إصلاحات حكومية واقتصادية، بعد ان استشهد 17 شخصا في محافظات عدة وجرح العشرات من ابناء الشعب الابرياء على ايدي عناصر الأجهزة الأمنية.

شهدت جميع محافظات البلاد، تظاهرات شعبية واسعة شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين، الذين توحدت مطالبهم من خلال شعاراتهم الساخطة على الفساد ومستوى الخدمات وبطء التنمية واستشراء البطالة، فيما تصاعدت دعواتهم لإصلاح النظام ولإقالة الحكومات المحلية التي فشلت في أداء مهامها خلال الفترة الماضية وكل هذه الادارات المحلية هي ممثلة من قبل الاحزاب المهيمنة على السلطة الان.

خرق المتظاهرون لدعوات قيادات شيعية لعدم التظاهرظاهرة جديدة على الساحة العراقية ، واكد المتظاهرون ان الاجراءات التي فرضتها الحكومة العراقية كانت اشد من تلك التي اتخذت في الانتخابات التشريعية السابقة هذا مؤشر خطير حيث تهتم الحكومة الفاسدة على حماية نفسها أكثر مما تهتم بحماية الشعب العراقي الذي خطأ وانتخب هؤلاء القيادين .

تظاهرات الجمعة في بغداد كشفت عن خطأ حديث المالكي عن وجود مندسين يحاولون استغلال الاحتجاجات. يوم الجمعة برهن على عدم صوابية تصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي الذي حذر العراقيين من الانضمام الى التظاهرات لان المتمردين والارهابين سيقومون باستغلالها، فلم تحدث اية تفجيرات انتحارية في ذلك اليوم، على الرغم من احتمال ان القوات الامنية نجحت في منع التفجيرات بسبب الاجراءات المشددة التي اتخذتها. المالكي رفع من ضغوطه كي لاتقوم التظاهرات عبر اتهام المنظمين بانهم من الموالين والارهابيين الصداميين هذا دليل قاطع ان رئيس الوزاراء ومستشاريه الفاشلين ليس لديهم دراية واضحة عن مشاعر الشعب العراقي وكل ما يهمهم هو رواتبهم وامتيازاتهم لاغير .



أثبتت الحكومة العراقية انها تخاف من الشعب، ولقد اكتشفت ان السلطة الحقيقية عند الناس. وتمنى منظمو التظاهرات ان تضخ هذه الممارسات مفهوما جديدا للممارسات الديمقراطية في العراق الجديد الاوهو التعبير السلمي عن السخط وهذا ما كفله الدستور .



احتجاجات الشعب العراقي أعطت مفهوما جديدا في منطقة الشرق الاوسط، اكدت ان التظاهرات تقدم مفهوما جديدا للممارسات الديمقراطية في المنطقة رغم ممارسة قوات الامن العراقية الخاطئة إلا انها درسا جديدا . المتظاهرون نفسوا عن مشاعر غضبهم من المالكي والمسئولين المحليين مطالبين بوظائف وكهرباء وماء نظيف وتحسين الرواتب التقاعدية والرعاية الطبية. الاحتجاجات "جاءت على الرغم من طلب الزعماء الدينيين والسياسيين الشيعة من الناس البقاء في البيت لكن التظاهرات امتدت من البصرة جنوبا الى الموصل شمالا. أتساءل ماذا سيفعل العلمانيون الشباب في بغداد وفي امكنة اخرى؟ إنهم شباب فيس بوك العملاق يقودون الحركة وليس الفاسدين المعمرين تناسو تاريخهم نضالي امام الدولار .



ما ان بدأت الشمس بالشروق حتى اشتبك المحتجون في الموصل وتكريت والرمادي مع قوات الامن التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية والرصاص الحي احيانا مطالبين بتنحي المسئولين المحليين.

في بغداد اضطر الكثيرين للمسير لعدة كيلومترات لمكان التجمع في ساحة التحرير بسبب حظر سير المركبات ووصل بضع مئات عصرا.

لوح المحتجون بالاعلام العراقية وكانت اللافتات تقول" اعيدوا النور مجددا" اشارة للكهرباء و" لا للفساد" و"نحن اناس مسالمون"، فيما كان مكان التجمع محاطا برجال الشرطة والقناصون ينتشرون على سطوح المباني وتحوم الطائرات المروحية فوق رؤوس المتظاهرين.



أقول للسيد المالكي رئيس الوزراء لماذا الخوف من الشعب وانت لاتختلف عن قذافي الان انه يخاف على نفسه لانه يعلم قصر بحق الشعب وجمع ثروته وثروة ابنه من قوت ابناء الشعب وهكذا المالكي له نفس الاحساس ابنه يتجول في العالم لشراء واستثمار اموال والده المسروقة من قوت الشعب مستغلا منصب والده وليس الوحيد ابن المالكي هذا يعم على غالبية اولاد المسئولين من الشمال حتى الجنوب .الاحتجاجات في العراق تختلف عن بقية الاحتجاجات في المنطقة اذ لم تكن هناك دعوات لاسقاط الحكومة واقتصرت المطالبات على تحسين الخدمات وتوفير فرص عمل للعاطلين ومحاربة الفساد الاداري والحزبي والمالي , إدانة الحكومات المحلية الفاشلة .

مطالب المتظاهرين : نحن نريد التغيير، فلقد فشلت صناديق الاقتراع ونحن كنا الخاسرين لكننا سنغير ذلك بطرق سلمية وبحق قانوني ضمنه لنا الدستور .



ورغم إن العديد من التظاهرات قد انتهت بطريقة سلمية كما خطط منفذوها والمشاركين فيها، إلا أن في معظمها تم استخدام القوة والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية وخراطيم المياه وإطلاق نار حي لتفريق المتظاهرين.

وفي محاولات للحيلولة دون اتساع التظاهرات، فرض في غالبية المدن حظراً على سير المركبات والدراجات وحظر التجوال ايضا، في حين لجأت بعض المحافظات إلى إعلان يومي الجمعة والسبت، دواماً رسميا للمؤسسات الحكومية.

بعد اعتقالات شهدتها العاصمة بغداد، مساء الأول من أمس، وطالت اشخاصاً شاركوا في تظاهرات ساحة التحرير، أعلنت قيادة عمليات بغداد، أمس السبت، الافراج عن جميع المعتقلين من المدنيين والإعلاميين الذين تم احتجازهم.

وقال الناطق باسمها اللواء قاسم عطا أن "القوات الأمنية تحتجز المتظاهرين فقط لأغراض التحقيق رغم ان تبريرات الناطق العسكري مخالفة للقانون والدستور ويجب ان يحاسب من قبل القانون العراقي والشعب العراقي .

دماء شهداء وجرحى التظاهرات تبقى وصمة مخزية وذكرى مخجلة في جبين الفاسدين والمقصرين والكذابين .

نقلا عن الصحف العراقية :يرى الصحفيون أنهم لم يتعرضوا سابقا إلى حملة اعتقالات واسعة كتلك التي تعرضوا لها في يوم الجمعة الماضي في ساحة التحرير، وقالوا أن القوات الأمنية التي هاجمت المتظاهرين والصحافيين على حد سواء "تعاملت بأسلوب مهين" مع الصحافيين الذين كانوا يقومون بالتغطية وأقدمت على ضربهم وتكسير معداتهم. ووصل الأمر إلى اعتقال الصحافيين بطريقة مماثلة لاعتقال المسلحين من خلال وضع الأكياس في رؤوسهم وتقييد أيديهم إلى الخلف، فضلا عن كلمات السباب والشتم التي أطلقتها القوات الأمنية على الصحافيين أثناء الاعتقال."

تراجع الحريات في العراق أمر خطير، وله عواقب وخيمة على العملية السياسية والتجربة الديمقراطية الجديدة في العراق، نرى اليوم تضييق على حرية التعبير ومنع الفنون والمسرح والسيرك والأندية الاجتماعية والترفيهية والاتحادات المهنية من أداء إعمالها بحرية، وفرض القيود على المثقفين وحرياتهم العامة وفرض الهيمنة الحزبية المتنفذة من الاحزاب الكبيرة على كل دائرة من دوائر الدولة كل هذه مخالفات لحقوق المواطن التي ضمنها الدستور له، يتطلب التحرك على مختلف الأصعدة الشعبية والاعلامية والقانونية لضمان عدم انحراف النهج الديمقراطي الذي يعد الحجر الأساسي للعملية السياسية في العراق.

وأخيرا أتقدم بأحر التعازي إلى عوائل الشهداء الذين سقطوا خلال تظاهرات يوم الجمعة وللجرحى الشفاء العاجل.

أواخر شباط 2011




Opinions