الشعب الكلداني يقف بقوة مع بطريركية بابل الكلدانية بعد ان طفح الكيل وطاله الظلم
habeebtomi@yahoo.noمن نافلة القول بأن الإرهاب والظلم والعنف لحق بجميع المكونات العراقية دون تمييز او تفرقة ، ومن بين هذه المكونات شعبنا الكلداني الذي طاله شتى صنوف الإرهاب وعمليات القتل والتهجير وحرق الكنائس والأغتيال وعمليات الخطف والأبتزاز ، ومع ان هذه العمليات طالت جميع المكونات العراقية ، إلا ان الشعب الكلداني تحمل صنفاً آخراً من الإرهاب ، وهو الأرهاب الفكري والأقصاء القومي ، فجميع مكونات الشعب العراقي لها الحق في الإفصاح عن هويتها القومية والدينية والمذهبية باستثناء شعبنا الكلداني لا يحق له ان يطلق على لغته "اللغة الكلدانية " ولا يسمح له بأن يجاهر بقوميته الكلدانية ، فسرعان ما توجه له تهمة الخيانة والتآمر وتمزيق وحدة شعبنا وهلم جراً .
إنه منطق اديولوجي تعسفي إقصائي حينما لا يسمح للمرء ان يجاهر انتمائه وهويته بصراحة لتلصق به تهمة الخيانة والتآمر وبث الأنقسام . هذا هو المنطق المفلج الذي تروجه الأحزاب الآشورية ذات التوجهات القومية العنصرية الإقصائية لكل من يخالفها في الرأي ، وهذا التوجه يخالف كل لوائح حقوق الأنسان في حرية المعتقد والرأي والأنتماء . ونحن نسأل هنا ، الم يكن صدام يوصم بالدكتاوتورية لأنه يمنع غير العرب من المجاهرة بهويتهم القومية . فلماذا تلجأ بعض الأحزاب الآشورية الى نفس الأديولوجية وتريد تطبيق نفس المفاهيم الأقصائية ؟
لقد فعلت هذه الأحزاب كل ما في وسعها في دفن الهوية الكلدانية ، والعمل على تقويض اي تمثيل كلداني حقيقي في الدولة العراقية او في حكومة اقليم كوردستان . ، فحولوا اسم لغتهم الى اللغة السريانية بدلاً من الكلدانية ، ومسحوا اسم القومية الكلدانية ليضعوا بدلاً منها مزيج يعرف بالكلداني السرياني الآشوري الذي هو عديم الطعم واللون والرائحة . وامتدت المسالة الى حرمان شعبنا الكلداني من حصته ونصيبه من الثروة والسلطة المخصصة للمسيحيين ، حيث ان هذه الثروة لا يحق للكلدان التمتع بها ، واشترط لمن يريد ان يستفيد منها ان ينبطح ويطيع بخضوع لكل ما تأمره هذه الأحزاب وبعكسه سيكون حرمانه من حصته من الثروة المخصصة للمسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين والأرمن . إنه سلوك منافي لأبسط القواعد الأخلاقية في التعامل وفي مبدأ احترام الرأي والرأي الآخر ، ومنافي لمنظومة التعاون الأخلاقي بين الشركاء الأنداد .
بالنسبة للمناصب فقد اصبحت في اقليم كوردستان حكراً على حزب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ، وما يتناثر من موائده من فتات يلتقطه بعض ابناء شعبنا من الكلدان ، وهذه الحالة تنطبق بشكل اكثر وضوحاً في الحكومة المركزية التي جعلت من يونادم كنا الزعيم الوحيد والأوحد لكل المسيحيين وهو الذي يجود من مكرماته في منح هذا المنصب او ذاك لمن يشاء وكيفما يشاء .
إن الصورة الصارخة كانت واضحة باستماتة السيد يونادم كنا في جعل منصب رئيس ديوان الوقف المسيحي بحتمية مروره من تحت ابطه ، لكن رغم إرادته ورغبته في حينه فقد عيّن السيد رعد عمانوئيل بناء على توصية من بطريركية بابل الكلدانية وموافقة الطوائف الأخرى ، لكن يبدو ان يونادم كنا لا يقبل ان يعين هذا الكلداني ( الكافر الزنديق ) بهذا المنصب فعمل بكل قوته لاجهاض هذا التعيين ، وسؤالي البسيط ، ماذا لو كان بدل الأستاذ رعد عمانويل احد العرب او الأكراد او الأيزيدية او من الشبك او من الأرمن اومن اليهود من الصابئة المندائيين او من أكلة لحوم البشر هل كان يونادم كنا يعترض كل هذا الأعتراض ؟
لا والله ما كان يعترض ، لكن لأنه الأستاذ رعد عمانوئيل كلداني ويعتز بقوميته الكلدانية ، ولم ينبطح ، ولم يتملق ، ولم يذعن كما يفعل الأخرون ، ولهذا قاتل السيد يونادم كنا من اجل اجهاض تعيين الأستاذ رعد عمانوئيل وهنا اعرب عن دهشتي واستغرابي لهذه الكراهية وهذا الحقد العنصري لكل ما اسمه كلداني ، لا يوجد اي مبرر لهذه الحالة المتنافية مع حقوق الأنسان وكرامته .
إن غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي هو رجل المحبة والسلام ، ويحب العراق ولا يفرق بين ابناء العراق من المسلمين والمسيحيين والايزيدية والشبك ... كما انه لا يفرق بين المكونات المذهبية المسيحية من الكاثوليك والسريان والنساطرة ، لكن حينما تصل الأمور الى هذا المستوى من الظلم وكسر العظم ولوي الرقبة فيصبح من المتعذر عليه السكوت بعد ان طفح الكيل ، فكان البيان الشجاع لغبطة الكاردينال عمانوئيل دلي بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم ، يقول بيان بطريركية بابل الكلدانية وهو يخاطب دولة رئيس الوزراء نوري المالكي :
بعد ما بلغ السيل الزبى وبعدما فاض الكيل نتوجه اليكم يامن تعملون لتكونوا ابا لكل العراقيين جميعا على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم واطيافهم ..
اجل إنه الظلم بعينه ان تصل الأمور الى هذا المستوى ، إن البطريركية الكلدانية تطالب الحكومة العراقية بالتعامل مع الشعب الكلداني وممثيله دون وصاية وساطة من الآخرين حيث ورد في البيان : ـ
((( اننا في الكنيسة الكلدانية أحرار في أتخاذ قراراتناونود ان تكون علاقتنا مع الدولة العراقية التي نحترمها ونجلها مباشرة بدون الحاجة الى وسيط , ولانسمح ولانقبل ان ,يتدخل كائنا" من كان, ومهما علت مرتبته او شأنه في قضاياها الداخلية او علاقاتها مع الدولة العراقية وان طلباتنا هي في حدود القانون ولانحاول ان نأخذحقا" ليس لنا ولكننا نرفض ليﱡ الذراع الذي يحاول البعض ممارسته معنا ,وفي هذا الاطار اننا لانوجه انذار ولكننا نوجه النصح في هذا الامر وعليه فاننا سنضطر اسفين, مجبرين,مكرهين الى قطع كافة انواع العلاقة والتعامل والانسحابمن ديوان اوقاف المسيحيين والديانات الاخرى ومن كل ما يتعلق باوضاع الكلدان المسيحيين معالحكومة العراقية حفظا لكرامتنا وكرامة ابناء شعبناأ ))) .
كما تطرق البيان الى نقطة مهمة جداً حيث يجري فرض وصاية غير شرعية على شعبنا الكلداني من قبل السيد يونادم كنا الذي لم يتسم يوماً بالعدل والمساواة بين ابناء شعبنا ، فكان انحيازه الكامل في كل ممارساته لحزبه الآشوري ولمصلحته الشخصية . وقد ورد في البيان حول ذلك فيقول :ـ
(((ان بعض السياسيين المسيحيين ونخص منهم بالذكرسعادة النائب يونادم كنا سكرتير الحركة الديمقراطية الاشورية .. الذي يقدم نفسه للشعب العراقي والعالم على انه ممثل المسيحيين وهذا لايجوز فهو يمثل نفسه وحزبه فقط لاغير ولقد دأب في احاديثه على تهميش الكلدان والاقلال من شانهم وتبخيس تاريخهم والاصرار على حصرهم في اطار مذهبي كنسي فقط , وهذه افكار عنصرية مقيته لايجوز ترويجها في العراق الجديد.ان نظرية الغاء الاخر قد ولى زمنها واصبحت من الماضي غير المشرف ,واذا كان له حق الاختيار للهوية والمعتقد والقومية فمن حق الاخرين ان يكون لهم نفس الفضاء من الحرية في الاختيار لا ان يفرض عليهم رغبات وخيارات لايرتضونها لهم ومن حق الكلدان ان يفتخروا ويجاهروا بقوميتهم الكلدانية وخاصة انهم يمثلون ما نسبته (70-75)%من مجمل مسيحيي العراق ))) .
أقول بهذه المناسبة لغبطة البطريرك الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي الكلي الطوبة ، إن شعبك الكلداني يقف معك بكل قوة في هذه الوقفة الشجاعة ، كما ان تلاحم مؤسسة الكنيسة مع شعبها يفتح الأفاق امام الكنيسة وأمام الشعب الكلداني لينال حقوقه كاملة اسوة بالمكونات العراقية الأخرى والمكونات المسيحية من السريان والأرمن والآثوريين . وثق ان شعبك لا يقبل بوصاية الآخرين عليه ، لكن علينا ونحن في الزمن الردئ علينا ان نوحد خطابنا الواحد بين مؤسسة كنيستنا الكلدانية التاريخية العريقة بما فيها من غبطة البطريرك وحضرات المطارنة الأجلاء والكهنة الكرماء مع الشعب الكلداني من المستقلين ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب القومية الكلدانية الأصيلة ، ينبغي ان نشكل لحمة صلدة واحدة لنأخذ حقوقنا ونكون اسياد انفسنا ، ويكون لنا حصتنا من السلطة ومن الثروة والإعلام وبمنأى عن وصاية الأحزاب الآشورية المتزمتة .
إننا اليوم مع الراعي الأمين غبطة البطريرك الكلداني مار عمانوئيل دلي الكلي الطوبة ، وهو يصرخ مناشداً الضمائر الحية للوقوف الى جانب شعبه الكلداني الذي تستباح حقوقه امام انظار المسؤولين في العراق الفيدرالي وفي اقليم كوردستان .
حبيب تومي / اوسلو في 15 / 01 / 12