Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الشيعة إذا تظاهروا

أخذت تظاهرات المدن السنية في العراق حيزا من الإهتمام الدولي ،وكان لوسائل الإعلام حضور لافت في تغطيتها والترويج لها بوصفها فعلا ثوريا يستهدف النظام السياسي القائم المتهم بالطائفية والتمييز وتهميش الشركاء في الوطن ،وكان الشعور السائد لدى الأوساط العربية والدولية أن يتحول ذلك الحراك الى ثورة بالفعل تمتلك عوامل القوة والقدرة على التأثير والتحريك والدفع بإتجاه مواجهة لن تسمح ببقاء الأمور على حالها السابق ماقد يوفر نوعا من الفائدة المتوخاة من التظاهر، ولعل أبسط تلك الفوائد يتمثل بتقديم تنازلات من نوع ما ،ولو بالحد الأدنى الذي يوفر عوامل زخم كبيرة وفاعلة للحراك السني المستاء من الحال التي صار عليها بعد سقوط نظام صدام حسين ،وهو شعور صحيح فالسنة في عهد صدام ليسوا هم السنة في العهد الحالي ،وهو ماينسحب على الشيعة الذين كانوا في حال وصاروا في حال آخر،من القدرة والنفوذ والقرار.

التظاهرات التي إنطلقت في مدن معنونة  بالسنية في محافظات الأنبار وصلاح الدين وكركوك والموصل كانت عاصفة الى درجة أثرت في نوعية الخطاب السياسي والحراك الذي إعتاده الشارع العراقي، بل إن القيادات السنية التقليدية شعرت إنها ربما تكون خارج اللعبة فيما لو إستمرت في نمط عمل سياسي تقليدي لذلك بدأ بعض السياسيين بممارسة هواية التملق للمتظاهرين كما حصل لرئيس البرلمان السيد أسامة النجيفي ولشقيقه أثيل الذي يشغل منصب محافظ الموصل ،ومثل ذلك حصل لسياسيين تقليديين كصالح المطلك الذي تعرض لهجوم عنيف من متظاهري الأنبار الغاضبين .

واضح تماما إن هنالك سباقا محموما بين سياسي الخط الأول من السنة وسياسيي الخط الثاني فالذي أثار الزوبعة هو النائب المغمور أحمد العلواني بتصريحات نارية وصف فيها الساسة الشيعة بالخنازير، وهو ماأثار حفيظة المواطنين الشيعة الذين يقولون،إن وصف سياسي بحجم المالكي أو وزير بحجم فلان أو نائب بمستوى عال بهذا التوصيف ينسحب بالضرورة على عامة الشيعة لأن المالكي وسياسيي الشيعة يحتفظون بقدر من الشعبية لدى الشيعة ،والناس من أتباع الطائفة يحترمونهم ويعدونهم القدوة وحين يوصفوا بهذا الوصف فمن الطبيعي أن يشعر العامة من الأتباع إنهم تحت طائلة الوصف العلواني ،وبذلك يكون كل الشيعة خنازير وخونة وأبناء متعة كما وصفهم الكاتب السني المعروف والمقيم في لندن السيد هارون محمد .

في المقابل فإن المالكي الذي يحتفظ بشعبية واسعة بين أنصاره يمتلك قدرة تهييج الشارع الشيعي، وهو مايحصل بالفعل في هذه الأثناء في مدن الوسط والجنوب وفي بغداد التي خرجت فيها مظاهرات لايتاح للقادة السنة أن يخرجوا مظاهرات مثيلة لها لأسباب مرتبطة بالنفوذ والسيطرة ،وتظاهر الشيعة في الوسط والجنوب إن لم يكن يشير الى قوة أكبر تفوق قوة السنة لدى الشيعة فإنها تشير الى تعادلية أو موازاة وهو مايوفر الفرصة للتكافؤ..فالسنة يطلبون تغيير العشرات من القوانين وإلغاء بعض منها وتعديل أخرى وهو مايرفضه المتظاهرون الشيعة الذي يوفرون قدرا كافيا من الدعم للحكومة، وحينها يكون الطرفان في الشارع فلا ثورة ،ولاإنقلاب ولاإستسلام وهي النقطة المهة التي ستمكن المالكي من إرغام خصومه على القبول بالحوار كحل للأزمة دون الإستمرار فيها ،ولأن الإنقسام الطائفي لايتيح لأحد أن يتحكم بالكثير من المقدرات لإحداث تغيير واسع أو ثورة ،ولأن العراق هو تشكيل لاسبيل لإختراقه من ( سنة وشيعة وكورد )

 



 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
حمّى «العفو العام»: خلافات الائتلاف تتكاثر حمّى «العفو العام»: خلافات الائتلاف تتكاثر لا يزال قانون العفو العام يثير جدلاً واسعاً في العراق، على رغم وجود اتّفاق سياسي بين أطراف «ائتلاف إدارة الدولة» على تشريعه في مجلس النواب خلال ولاية الحكومة الحالية عذراً... يا كبارَ شعبِنا، لا تدفنوا رجاءَ شعبِكم!!! كانت المسيحية ولا زالت تنشد السلام والخير وتسعى إلى تفادي الحروب وتنشر علامة الحوار والعيش المشترك من أجل ثقافة لمحو لغة السيف والتي نهايتها سقوط الأبرياء، وازدياد مساحة الحقد والكراهية بين الشعوب، وولادة العنف والدمار لبشرية خُلقت لتكون ساعداً لبناء الخير والمحبة، وليس سبباً في تدمير ما عمّره الإنسان. ولكن مع الأسف إن أوضاعنا السياسية والإجتماعية متأزمّة إلى درجة تدمير الوطن وتقسيمه، وجعل الضعفاء الأبرياء يحملون حقائبهم ليرحلوا الطريق الى القاريء يبدأ من العنوان ! جــودت هـوشــيار/ العنوان يقدم لنا معونة كبرى لضبط انسجام النص ، وفهم ما غمض منه ، اذ هو المحورالذي يتوالد ويتنامى ويعيد انتاج نفسه من الهول إلى الجذعة .. حكاية أطفال ونساء سقطوا في حبائل داعش من الهول إلى الجذعة .. حكاية أطفال ونساء سقطوا في حبائل داعش حلقت الطائرة العسكرية من قاعدة الشهيد محمد علاء الجوية قرب مطار بغداد الدولي، تحث السير باتجاه قاعدة القيارة جنوب الموصل، صخبها العالي يشوش الحواس، لكنه لم يمنعنا من التفكير بالزيارة المزمعة الى مركز الجذعة، حيث يقيم النازحون القادمون من مخيم الهول السوري
Side Adv2 Side Adv1