الصورة
كان آخر ما تبقى منها صورة بإطار خشبي على جدار قديم يكاد أن يصير هباء. وكان آخر ثوب رث لي معلقا على مسمار صدئ جوارها، مددت يدي صوبه بحذر شديد كأني أخشى على الحائط أن يتهاوى. إرتديته على عجل دون أن أغير الثياب التي أصبحت تحته متوقعا قسوة الطقس في الخارج. صفعتني يد الريح القوية وأنا أقفز الى الشارع حين تناهى الى سمعي صوت زجاج الصورة وهو يتحطم. شغلني الفضول للحظة فاستدرت الى الداخل. كان الجدار يتهاوى حقا ككتل طينية ضخمة، يسحق ما تبقى على الأرض من شظايا الإطار الخشبي. تلقفني البرد من جديد وأنا أعدو مبتعدا قدر ما استطعت، يشيعني صخب انهيار البيت، جدارا بعد آخر.