Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الطَلاق انْطِلاقة ..... ولَيْسَ انْتِكاسة

السبت 14 ـ 11 ـ 2009
..... أَرْجُو أَنْ لايُظَنُّ سُوْءاً بِهذهِ المَقالَة ، فهي لَيْسَت تَحْرِيضاً لِلنِساءِ على الطَلاقِ وتَشْجِيعاً لِزِيادَةِ حالاتِ الطَلاقِ ، فَلْيَهْدَأُ الصَارِخُون بِذَلِكَ لأَنَّها مَقالَة مُوَجَّهة لِفِئَةِ النِساءِ مِمَّنْ وَجَدْن أَنْفُسَهُنَّ بِشَكْلٍ ما ، وفي ظَرْفٍ ما مِن الظُرُوفِ ، في خَانَةِ المُطَلَّقَات سَواءً إِنْ كانَ ذلك سَعْياً أَوْ قَبُولاً مِنْهُنَّ بَعْدَ اليَأْسِ مِنْ كُلِّ الحُلُولِ والمَساعِي لإِصْلاحِ ماتَهَدَّمَ ، أَوْ كانَ ذلك دُوْنَ رَغْبَةً مِنْهُنَّ ، بَلْ بِرَغْبَةِ الزَوْجِ مُتبجِحاً بحَقِّهِ الشَّرْعِي الَّذِي أَهْدَتْهُ لَهُ بَعْضُ الأَدْيانِ ، وقَوْلٌ لِكُلِّ أُسْرَةٍ بِالنَظَرِ إِلى الطَلاقِ مِنْ جَانِبِهِ الإِيجابي ، ورِعايَةِ بَناتِهم المُطَلَّقات لا التَفْرِيطِ بِهنَّ ، وذلك بالقَبُولِ بِوَضْعِهِنَّ ، وتَفَهُّمِهِنَّ ، والأَخْذِ بِأَيْدِيهِنَّ لِبِناءِ حَيَاتِهِنَّ مِنْ جَدِيد ...... فَلْيَهْدَأ الصَارِخُون .
عَدَدٌ غَيْرُ مَحْدُود مِن الزِيجاتِ يَنْتَهِي بِها المَطاف على رَصِيفِ الطَلاقِ ، تَتَعدَّدُ الأَسْباب ، لَكِنْ يُمْكِنُ ضَمَّ أَغْلَبَها تَحْتَ بَنْدٍ وَاسِعٍ وعَرِيضٍ وفَارِهٍ هو : عَدَم القُدْرَة على التَفاهُمِ والانْسِجامِ والتَوافُقِ ( وهي مَنالُ ذِكْرٍ في هذا المَقال ) ..... مِنْ هذهِ النُّقْطَة تَبْدَأُ كُلُّ الخِلافاتِ الزَوْجِيَّة لِتَكْبُر وتَتَّسِع وتَتَوَسَّع وتَنْفَجِر ويَثُورُ البُرْكان .
يَتَشَدَّقُ البَّعْضُ بِقَطْعِ الرَأْيِ إِنَّ كُلَّ حَالَةِ طَلاقٍ لابُدَّ أَنْ يَكُونَ سَبَبها الطَّرَفَان ، غَيْرَ أَن الحَقائِقَ تُصَرِّحُ بِما هو مُخْتَلِف وتُبيِّن ُإِنَّ مُعْظَمَ حَالات تَهَدُّم بَيْت الزَوْجِيَّة واللُجُوء إلى الطَلاقِ كحَلٍّ أَخِير ، سَبَبها طَرَفٌ واحِدٌ جَانِي ومُذْنِب والطَّرَفُ الثَانِي يَكُونُ مَجْنِّيَّاً عَلَيْهِ ، وغَالِباً مايَكُونُ الطَّرَفُ المَجْنِّي عَلَيْه هو الأُنْثَى باسْتِثْناءِ حَالاتٍ أُخْرَى .
أَنْ يَكُونَ في العَلاقَةِ الزَوْجِيَّة طَرَفٌ يَهْدِمُ ويَهْدِمُ لايُمْكِنُ لِلطَرَف المُقابلِ حَيالَه شَيْئاً مَهْما حَاوَلَ وتَنْتَفِي أَمامَهُ الإِمْكانات والمَساعِي ، ويَقُومُ الطَّرَفُ المُذْنِب بِسَدِّ كُلِّ الطُرُقِ والأَبْوابِ بِوَجْهِ رَفِيقِهِ بِقَصْدٍ أَوْ بِدُوْنِ قَصْدٍ ، بَلْ ويَجُرَّهُ إِلى اليَأْسِ والتَخَبُّطِ والحَيْرَة ، ويُسَبِّبُ لَهُ الأَذَى والضَرَر النَفْسِيّ والمَعْنَوِيّ ورُبَّما الجَسَدِيّ أَيضاً ، فيَبْدُو كُلُّ مايَفْعَلهُ في نَظَرِ المُجْتَمعِ والطَرَفِ المُذْنِب غَيْر صَحِيح ويُصْبِحُ المُلام رَغْمَ كَوْنِهُ المَظْلُوم ، السَّبَبُ إِنَّ كُلَّ المُحاوَلاتِ وكَيْفَما كانت تَفْقِدُ صِحَّتها وأَهَمِيَّتها وقِيمَتها لأَنَّ الطَرَف المُذْنِب يَسْحَقُها بِقَسْوَتِهِ وجَهْلِهِ وتَعَنُّتِهِ وغَبائِهِ ، ولا يَرْغَبُ في تَقْدِيرِها وفَهْمِها ، ويُفَسِّرُها بِسُوءِ نِيَّةٍ ، ويَعْتَصِرُ مِنْها سَبَباً وأَسْباباً لِلبَدْءِ بِخِلافاتٍ أُخْرَى أَكْبَر وأَكْثَر خَلْقَاً لِلتَباعُدِ وسُوءِ التَفاهُمِ بَيْنَ الزَوْجَيْنِ .
الأُسْرَةُ بِناءٌ يَشْتَرِكُ فيهِ شَخْصَان ولايُمْكِنُ أَنْ تَقُومَ أُسْرَةً وتَسْتَمِرُّ بِجُهُودِ طَرَفٍ واحِدٍ بَيْنَما الآخر يَهْوِي بِمِعْوَلِهِ على كُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها شَرِيكَه ، فالنِهايَة هي بِناءٌ أَدْراجَ الرِيحِ .
مُعْظَمُ الحَالاتِ يَكُونُ طَرَفاً واحِداً مُسِيئاً ومُذْنِباً في العَلاقَةِ ، وحِيْنَ تَتَكرَّرُ إِساءَاتهِ وخَباثَاتهِ لايُمْكِنُ لِلطَرَفِ الآخر إِلاَّ أَنْ يَتَأثَّرَ ، ويَحْزَن ، ويُعانِي ، ويُحاوِل حِمايَةَ نَفْسِهِ حَتَّى لايَجُرَّهُ شَرِيكُهُ إِلى الجُنُونِ ......
مُحاولات حِمايَةِ النَفْسِ هذهِ مِنْ خَطَرِ عَلاقَةٍ مُؤْذِية ومُضِرَّة تَكُونُ في نَظَرِ هؤلاءِ البَعْض ( مِمَّنْ يَتَشَدَّقُون بِالرَأْي القَائِلِ في كَوْنِ الشَرِيكينِ مُذْنِبينِ بِلاشَكّ ) مُساهمةً في تَدْمِيرِ صَرْحِ الأُسْرَةِ ، أَيْ إِنَّهُم يَتَنكَّرُون حَتَّى لِحَقِّ المَظْلُومِ في حِمايَةِ نَفْسِهِ مِن الأَذَى والمَضَرَّة ...... وفي هذا ظُلْمٌ وتَجَنٍّ كَبِيرِين ، وأَغْلَبُ مَنْ يَتَفوَّهُون بِهذِهِ التَّصْرِيحاتِ المُتْرَفَةِ هُم أَشْخاص يَنْظُرُون إِلى النَاسِ مِنْ عِلٍ ولم يُعانُوا نَارَ هكذا عَلاقات فيَسْتَصْغِرُون مَنْ يُعانُون مِنْها ، ويُصْدِرُون أَحْكامَهُم المُنَمَّقة ، وكَمْ يَكُون كَبِيراً حَجْمُ الخِدْمَةِ الَّتِي يُقَدِّمُونها لأَصْحابِ الشَأْنِ ولِلمُجْتَمعِ كَكُلٍّ لَوْ كَفُّوا عن الآخَرِين رَأْيَهم وأَغْنَوهُم عنه ، وأَكْرَمُوا مَنْ يُعانُون بِإِعادَةِ النَظَرِ في مَدَى صِحَّةِ أَحْكامِهم قَبْلَ أَنْ يُعَلُّوا الطَّنَى ويُفلِّلُوا الجُرْحَ ويُحْفِزُونه نَزْفاً باتهاماتٍ هَشَّة وغَيْر مَدْرُوسة ، بَلْ والتَّوَقُّف عن إِصْدارِ الأَحْكامِ تَماماً لأَنَّ لَيْسَ مِنْ حَقِّ أَحَدٍ أَيَّاً كان الحُكْم على آخر أَبداً فهذا تَعَدٍّ جَامِح ومَارِق على حَياةِ الإِنْسَانِ الفَرْد .
أَمَّا مَنْ يَتَشَبَّثُون بِضياعِ الأَطْفالِ وظُلْمِهِم نَتِيجةَ الطَلاقِ ، فَليَتَذَكَّرُوا إِنَّ الحَالَ لن يَكُونَ أَفْضَل بِاسْتِمرارِ هكذا عَلاقَةٍ زَوْجِيَّة مُحَطَّمَة في بَيْتٍ مُدَمَّر ، ولِيَنْظُرُوا في أَيِّ جَوٍّ سيَتَرَبَّى الأَطْفال المُحْتَجُّ بِهم ....... جَوٌّ مَشْحُونٌ بِالخِلافِ ، والأَذَى ، والأَلَمِ ، والجَحِيمِ اليَوْمِيِّ لِلمُطارَدَاتِ الزَوْجِيَّة .
لطَالَما رُوِّجَ إِنَّ نِسبَ الطَلاقِ في الدُوَلِ المُتَقَدِّمةِ في ارْتِفاعٍ مُضطَرِدٍ لايَتَوقَّف وهو دَلِيلُ تَفَكُّكِ هذهِ المُجْتَمعِات ، وتَتَباهَى الدُّوَلُ الَّتِي لاتَعْتَرِفُ بِحُقُوقِ النِساءِ بِأَنَّ مُجْتَمعاتَها مُتَمَاسِكة ونِسبَ الطَلاقِ فيها ضَعِيفَة جِدَّاً لأَنَّ الإِيمان الدِّينِيّ يَحْرِسُها ، لِمَنْ قَالُوا ويَقُولُون في هذا ، عَلَيْهم أَنْ يَتَأَكَّدُوا أَن الشُعُوبَ تَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي هذهِ النِسب الضَعِيفَة جِدَّاً ، فهي نِسْبَة بُنِيَت فَوْقَ أَكْتاف الأُنْثَى المُتَحَمِّلة لِلظُلْمِ والجَوْرِ والعَذَابِ ، الأُنْثَى الخَائِفة مِنْ نَبْذِ المُجْتَمعِ لَها إِنْ طَالَبَتْ بِحَقِّها في الطَلاقِ ، فتَبْقَى سَاكِنة ، تَحْمِلُ نِيرَ زَواجٍ فَاشِلٍ حَتَّى مَماتِها .
أَيضاً إِنَّ ارْتِفاعَ نِسب الطَلاقِ أَو انْخِفاضَها لايُمْكِن الأَخْذ بِها كَقِياسٍ لِمَدَى تَماسُكِ مُجْتَمعٍ ما أَوْ انْهِياره ، لأَنَّ الطَلاق حَلٌّ لِقَضِيَّة عَالِقَة مِنْ بَيْنِ حُلُول أُخْرَى مُحْتَمَلَة ولَيْسَ شَرَّاً ، وإِنْ كانَ قَابِلا ًالنَّظَر إِلَيْهِ كَشَرٍّ فيُمْكِنُ تَعْيينَهُ كَحَلٍّ وخَلاصٍ أَيضاً ، أَيْ تَصْنِيْفَهُ كَحَالَةٍ إِيجابِيَّة وعَلامَة صِحِّيَّة لإِنْهاءِ الكَثِيرِ مِن المآسِي في المُجْتَمعاتِ ، وتَحْجِيمِ الضَغْطِ النَفْسِيّ الوَاقِعِ على الأَفْرادِ والأُسْرِ ، إِذْ لايُمْكِن فَصْل الإِنْسَان عن خِبْرَاتِهِ الحَياتِيَّة وتَجَارِبِهِ ، قَدْ يَكُونُ الطَلاق في حَيَاةِ البَعْضِ هو أَحَدُ هذهِ الخِبْرَات الَّتِي لابُدَّ مِنْها نَتِيجَةَ الوَضْعِ الَّذِي يَعِيشُونَهُ .
تَنْظيمُ الحَيَاةِ لَيْسَ بِالسُهولَةِ الَّتِي يَظُّنُّها الكَثِيرون ويَحْكُونَ عنها ، لأَنَّ حَيَاةَ كُلِّ فَرْدٍ تَتداخَلُ فيها كَرادِيس العَوامِلِ والظُرُوفِ والأَسْبابِ بِشَكْلٍ يَصْعُبُ تَجْمِيعَها وضَغْطَها في قَالبٍ واحِدٍ ومُنَظَّم ، تَتَراءَى الحَيَاةُ عَصِيَّةً على التَنْظِيمِ في الكَثِيرِ مِنْ نَواحِيها وقَضاياها .
الطَلاقُ لَيْسَ شَرَّاً بَلْ هو حَلٌّ وإِنْهاءٌ لِوَضْعٍ غَيْر مُسْتَقِيم ولِمُعاناةٍ إِنْسَانِيَّة ، وسَعْيٌ لِلبَحْثِ عن فُرْصَةٍ أَفْضَل قَادِمة لامَحالة في ظِلِّ تَفَهُّمِ المُحِيطين والمُجْتَمع وتَقَبُّلِهِ لِوَضْعِ المُطَلَّقَاتِ ، الطَلاقُ انْطِلاقة نَحْوَ حَيَاةٍ جَدِيدَة ، وإِيقافٌ لِنَزِيفِ جُرْحٍ يُرِيدُ أَنْ يُطْوَى ويُلَفّ في لفائِفِ النِسْيانِ بَعْدَ مُعاناةٍ وأَلَمٍ ولَيْسَ انْتِكاسة إِلى مَزالِقِ العَذَابِ والأَذَى ، الطَلاقُ يُعْطِي فُرْصَة لِلأُنْثَى في الحَيَاةِ بَعْدَ الفَشَلِ السَابقِ في حَيَاتِها .
على حَواء رَغْمَ كُلِّ ماتَمُرُّ بِهِ أَنْ تُؤْمِنَ بِنَفْسِها في مُجْتَمعٍ قَاسٍ فَظّ تُجاهَ النِساء ، لَكِنْ لابُدَّ لها أَنْ لاتَفْقِدَ بَصِيصَ الضَوْءِ ، لأَنَّهُ هو الَّذِي يَقُودها إِلى الشَمْسِ عُبُوراً مِنْ الأَنْفاقِ المُظْلِمة .
على حَواء أَنْ لاتُصَدِّق كُلَّ مايَرْمِيها بِهِ المُجْتَمع وأَنْ تَتَرَفَّعَ عن كُلِّ المَشاعِرِ الَّتِي تَبُثُّ التَقَاعُس في هِمَّتِها ، الطَّرِيقُ صَعْبٌ وطَوِيل ، والمُجْتَمعُ مُقَتِّراً لايَمُدُّ يَدَ المُساعَدَةِ إِلاَّ بِبُخْلٍ شَدِيدٍ ، لَكِنْ أُخْتِي الأُنْثَى احْتَفِظي رَغْمَ كُلّ شَيْءٍ بِخَيْطِ الضَوْءِ في داخِلِك ، فهو الخَيْط الَّذِي يَقُودكِ إِلى الحَيَاة ، لن يَتَمَكَّنَ ولاحَتَّى أَعْتَى الأَشْرَار سَرِقَتَهُ مِنْك ِ .
إِنَّ الأُنْثَى الوَاقِعة تَحْتَ وَضْعٍ كهذا كَوْنَها مُطَلَّقَة ، هو وَضْعٌ صَعْبٌ جِدَّاً وقَاسِي ، فحِيْنَ تَقَعُ ضَحِيَّةَ هكذا وَضْع يُشْهِرُ المُجْتَمعُ في وَجْهِها أَنْيابَهُ لِيُخَرْمِشَ رُوُحَها وكِيانَها ويَتْرُك فيها نَدَباً لا تَنْدَمِلُ .
بِما أَنْ المُجْتَمع غَيْرُ رَحِيمٍ مَعَها ولَيْسَ رَفِيقَاً بِها ، فعلى حَواء نَفْسها أَنْ تَكُونَ رَحِيمَةً بِذاتِها لِيَخِفُّ عَنها الضَّغْطُ النَفْسِيّ ، لَيْسَ عَلَيْها أَنْ تَفْعَلَ الكَثِير ، سِوَى أَنْ لا تُصَدِّق كُلَّ التُرَّهات الَّتِي تُقال عن المُطَلَّقَات وعن تَدَنِّي قَدْرَهُنَّ وقِيمَتَهُنَّ ، ولِتَعْرِف الأُنْثَى المُطَلَّقَة إِنَّ قِيمَتَها لا تَنْبَثِقُ مِنْ الرَجُلِ ، بَلْ مِنْ أَعْماقِها هي ، لا أَحَدَ قَادِرٌ على انْتِزاعِها مِنْها مَهْما كانت الظُّرُوف المُحِيطَة بِها قَاسِية وفَظَّة ......
مَنْ هو المُجْتَمع الَّذِي تَعِيشُ فيهِ الأُنْثَى ؟
هو مَجْمُوعَة الأَفْرادِ ابْتِداءً مِن الأُسْرَةِ الَّتِي تَعِيشُ فيها وانْتِهاءً بِالسُلْطَاتِ ، المُجْتَمع هو الأُمُّ ، الأَخُ ، الأُخْتُ ، الأَبُ ، الأَبْناءُ ، العَمُّ ، الخَالُ ، الخَالةُ ، الأَقَارِبُ ، المَعَارِف ، وغَيْرُ هؤلاء ......... إلخ امْتِداداً إلى السُلْطَات ، كُلٌّ يُمارِسُ ضَغْطَهُ عَلَيْها بِما لايَظُنَّهُ ضَغْطاً بَلْ أَمْرَاً وتَصَرُّفاً سَلِيماً وطَبِيعِيَّاً لاغَرابَةَ فيهِ ، الضَّغْط هو التَّعْبِير عن الخَوْفِ مِن المُجْتَمعِ المُتَوالِي بَعْدَ هؤلاء الأَفْراد ، كُلُّ تَصَرُّف مِن المُطَلَّقَةِ يُوضَعُ تَحْتَ المِجْهَرِ ويُوزَنُ ويُرَاقَبُ ويُقَيَّم ، في قَناعاتِ هؤلاءِ على المُطَلَّقَةِ الالْتِزام وتَحْمِيلِ نَفْسِها فَوْقَ ما لايُطاق مِنْ ضُغُوطٍ نَفْسِيَّة واجْتِماعِيَّة وأُسرِيَّة ، فلَيْسَت هي المُهِمَّة في هذا التَّفْكِير والتَّدْبِير ، بَلْ المُجْتَمع ( الآخَرون ) هُو المُهِمّ ، نَظْرَته إلى المُطَلَّقَةِ أَهَمُّ وأَكْثَرُ قِيمَةً مِنْ أَنْفاسِها لأَجْلِ أَنْ يَرْضَى ولن يَرْضَى أَبداً .........
تَحْكِي الأُسْرُ وتَقُولُ كَثِيراً بِهَنَاءِ بَناتِها وسَعادَتِهِنَّ كَهَدَفٍ أَوَّل وأَسْمَى لَها ؛ على الأُسْرِ تَرْجَمَة هذهِ الأَقْوال إِلى أَفْعالٍ ووَقائِعٍ لِتَحْقِيقِ الهَدَفِ المَرْجُوِّ مِنْ خِلالِ : ــ ( 1 ) : قَبُولِ الطَلاق كَحَلٍّ قَائِم .
( 2 ) : قَبُولِ ابْنَتهم ومَحَبَّتها بِوَضْعِها الجَدِيد كَمُطَلَّقَة .
( 3 ) : رِعايَتِها والأَخْذِ بِيَدِها لِتَشُقَّ طَرِيقَها مُجَدَّداً دُوْنَ التَضْيِيقِ أَوْ تَسْلِيطِ الضُغُوطِ عَلَيْها ، بَلْ تَفَهُّمِها والتَعاوُنِ مَعَها ومُسانَدَتِها لِبِناءِ حَيَاتِها الجَدِيدَة .
( 4 ) : أَنْ تَكُونَ هي هَدَفَهُم الأَوَّل والأَهَمّ ولَيْسَ ما يَتَهَرَّأُ بِهِ المُجْتَمع ( الآخرون ) عن المُطَلَّقاتِ .
على المُجْتَمعِ أَفْراداً وجَماعات ، هَيْئات ومُنظَّمات .... إلخ مُسَاعدَةَ الأُنْثَى المُطَلَّقَة بِتَصْحِيحِ النَظْرَة البَاطِلَة الظَالِمَة عَنها ، وتَوْفِيرِ الجَوِّ المُناسِبِ لها لِتَمْضِي في حَياتِها قُدمَاً نَحْوَ الأَفْضَل فلايَبْخَسُها الفُرص ، ولايَضَعُها في دائِرةِ الشَّكِّ والتَشْكِيكِ في ذاتِها وكِيانِها ، حائِرَةً أَدْراجَ الرِيحِ العَاتِية .
على المُجْتَمعِ مُسَاعدَةَ الأُنْثَى المُطَلَّقَة ، أَوْ بِصِيغَةٍ أُخْرَى لِلكَلامِ تَرْكَها بِسلامٍ تُعِيدُ إِعْمارَ ما تَهَدَّم مِنْ بُنيانِ حَياتِها لامُراقَبَتها والتَقَوُّلِ عَلَيْها ، وتَفْسِيرِ حَركاتِها وتَصَرُّفاتِها بما يُسِيءُ إِلَيْها ، أَيْ امْتِلاكِ النِيَّة السَلِيمَةِ تُجاهها .
كذلك على السُلْطَات ( الدَّوْلَة ) تَرْتِيبِ وسَنِّ القَوانِين الَّتِي تَحْمِي المُطَلَّقات مِن الغَبْنِ والظُلْمِ بِعِنايَةٍ وحَرْص فتُسانِدُ بذلك هذهِ الشَرِيحَة ذات الوَضْع الخَاصّ .
على مَحَبَّةٍ وأَمْلٍ أَطْوِي لَكُم كَلِمات مَقالَتي أَحِبَّتِي مِن القَارِئاتِ والقُرَّاء ، دُمتُم بِسَلامٍ وأَمان .

هوامش : ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــ الطَّنَى : الرِّيبَة والتُّهْمَة والشَّكّ .
ــ كَرادِيس : فِرَق أَوْ مَجامِيع ، مَجْمُوعات .
Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
القضاء العراقي يحكم بالاعدام على دليل صحافيين رومانيين خطفوا فـي آذار الجيران/
ذكرت وكالة مديافاكس الرومانية امس ان القضاء العراقي حكم بالاعدام على اميركي من اصل عراقي عمل بصفة دليل لصالح ثلاثة صحافيين رومانيين
شركة فرنسية مستعدة لتعويض عراقيين مصابين بالايدز بسبب منتجاتها بغداد - وكالة (آكي) الايطالية للأنباء - قال مصدر مسؤول في وزارة الصحة العراقية إن شركة (ماريو) الفرنسية أعربت عن استعدادها إجراء مباحثات لتعويض عراقيين أصيبوا بمرض الايدز بسبب استخدام بعض من منتجات الشركة. ندوة حول قائمة الرافدين في بغداد قال السيد يونادم كنا السكرتيرُ العامُ للحركةِ الديمقراطيةِ الآشورية رئيسُ قائمةِ الرافدين بالرقم ِسبعِمئةٍ وابعين ان الاساس هو تعايشنا منذ نشوء بلاد وادي الرافدين المجلس الاعلى يستنكر بشدة العمليات الارهابية ضد مؤسسات الدولة والمدنيين الابرياء شبكة اخبار نركال/NNN/ بغداد:المركز الخبري(المجلس الاعلى)/ استنكر المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بشدة التفجيرات التي وقعت صباح هذا اليوم
Side Adv1 Side Adv2