العراق يخسر 400 ألف برميل من النفط بسبب العنف والهجمات تهدد بشل خط كركوك - جيهان
شبكة اخبار نركال/ المدى/
ستهدف المتمردون أنابيب النفط الشمالية الرئيسية مما يفكك خطط زيادة الصادرات، حيث وصلت أعمال العنف إلى مستويات غير مسبوقة منذ الأيام السوداء للحرب الأهلية.
لقد تراجعت الخطط الطموحة لزيادة إنتاج النفط بسبب ضعف الإدامة والمشاكل الفنية، كما ان العنف يزيد الموقف تدهورا وإذا ما استمر بالتصاعد فمن المحتمل ان يكون له تأثير كبير على إمداد النفط عالميا.
وكانت أعداد القتلى خلال الأشهر الثلاثة الماضية هي الأعلى على مدى خمس سنوات، منذ ان قاتل المسلحون من السنة والشيعة من اجل السيطرة على المناطق واشتبكوا مع 170 ألف من القوات الأميركية.
لقد رحل الأميركان منذ فترة، إلا ان العداء الطائفي عاد إلى الظهور بسبب استياء السنة مما يدعونه سيطرة الشيعة على الحكم. خلال الأسبوع الحالي شن المسلحون اكبر هجوم لهم منذ سنوات وحرروا مئات السجناء من خلال ضربات منسقة على اثنين من السجون ونتج عنها مقتل العشرات من القوات.
هذا التطور التكتيكي قد تحول أيضا ضد صادرات العراق من النفط مما أثر سلبا على خطط تحويل العراق إلى أكبر مصدّر للنفط في العالم وعاق جمع الأموال لإعادة بناء البلد بعد عقود من العقوبات والحروب.
ويقول أبو عمار احد شيوخ العشائر في جنوب محافظة نينوى التي يمتد عبرها أنبوب النفط الرئيسي من كركوك والذي تعرض إلى هجوم المتمردين "انه نفط الحكومة مقابل الدم السني. على حكومة بغداد ان تفهم هذه الرسالة: أوقفوا سفك دمنا وسنوقف مهاجمة أنبوب النفط. ان الحكومة تقتل وتضطهد السنة في كل أرجاء العراق، وانتقاما لذلك علينا ان نجعل الحكومة تعاني وان أفضل الوسائل لذلك هو الاستمرار في تفجير أنبوب النفط".
واستنادا إلى كميات شحن النفط عن رويترز، فان صادرات النفط العراقية قد انخفضت خلال الشهر الحالي إلى 2.27 مليون برميل فقط في اليوم الواحد .
ويمتلك العراق خططا طموحة لزيادة صادراته إلى 6 ملايين برميل يوميا بعد عقود العقوبات والحروب التي تراجع فيها الإنتاج . وفي تشرين الثاني الماضي وصلت الصادرات إلى 2.62 مليون برميل يوميا وهو اعلى مستوى منذ عقود إلا ان التقدم قد تراجع.
وانخفضت الصادرات الكلية جزئيا بسبب المشاكل الفنية التي لاعلاقة لها بالوضع الأمني خاصة في البصرة التي يقطنها القليل من السنة. وقال مسؤول في شركة نفط الجنوب ان العراق سيضطر إلى تقليص صادراته في البصرة بمعدل 400 – 500 ألف برميل يوميا في شهر أيلول لأغراض الإدامة.
لكن احد الأسباب الرئيسية لانخفاض الصادرات هو الأضرار التي سببها المتمردون في أنبوب كركوك الذي انشئ في سنوات السبعينات لتصدير 1.6 مليون برميل من النفط يوميا إلى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط .
وتسبب تفجير يوم 21 حزيران الماضي إلى إغلاق الأنبوب طيلة شهر تموز، وتم إرسال طاقم لإصلاح الأضرار لكنه تعرض لكمين من قبل مسلحين أدى إلى مقتل اثنين من المهندسين واثنين من رجال الشرطة. بالنتيجة وصل معدل شحن النفط من كركوك إلى 150 ألف برميل فقط يوميا أي اقل من عشر الطاقة الرسمية.
وقال مسؤول كبير في شركة نفط الشمال "ان التفجيرات والتسرب الناجم عن التآكل يجعل الأنبوب غير مناسب للشحن الثابت من حقول النفط الشمالية. كما ان تدهور الوضع الأمني في المناطق التي يمتد فيها الأنبوب يجعل من المستحيل على طواقمنا إصلاح الأضرار في الوقت المناسب كما كنا نفعل سابقا، اليوم يستغرق ذلك وقتا طويلا . في آخر اجتماع أخبرنا وزارة النفط ان أنبوب التصدير الرئيسي من كركوك يصلح لرش الحدائق وليس لنقل النفط"!
وقال مسؤول سابق في صناعة النفط العراقية ان الحوادث أصبحت شائعة منذ أيام الحرب الطائفية السوداء "يبدو أننا نعود إلى أجواء 2006 – 2007 عندما توقف الأنبوب لعدة اشهر: الهدف متعمد وهو إيقاف تدفق النفط من كركوك".
ولقد شهدت السنوات الخمسة الأخيرة انخفاضا تدريجيا في العنف. ووضع العراق خططا لزيادة إنتاجه من النفط وحقق أرباحا لإعادة إعمار البلد، حيث شهد العام الماضي طفرة كبيرة في الإنتاج.
إلا ان حكومة المالكي لم تنجح أبدا في كسب دعم السنة، وان النظام السياسي الهش اقترب من التفكك مع خروج السنة بتظاهرات ضد الحكومة متهمين إياها بتهميشهم . كما ان الحرب الأهلية في سوريا قد عززت قوة المسلحين بضمنهم فرع القاعدة في العراق الذي اندمج بالثوار السوريين.
ويقول المحلل في الشأن العراقي جون دريك "الموقف يتدهور كثيرا ونحن نشهد هجمات على مستويات لم نشهدها منذ أواخر 2007 . فاذا كان بإمكانهم شن هجمات ناجحة على السجون، فمن المهم المحافظة على سلامة المرافق الأخرى ومنها المرافق النفطية".