Skip to main content
العراق يخصص نحو مليوني دولار لخدمة النازحين اللبنانيين Facebook Twitter YouTube Telegram

العراق يخصص نحو مليوني دولار لخدمة النازحين اللبنانيين

المصدر: القدس العربي

في الوقت الذي اقترحت فيه رئاسة مجلس محافظة النجف، على مجلس النواب العراقي، التعاقد مع الكفاءات اللبنانية الوافدة إلى البلاد، ولاسيما العاملين في المجالات الطبية، قرر مجلس الوزراء تخصيص 3 مليارات دينار (نحو مليوني دولار) إلى وزارة الهجرة والمهجرين، لتقديم الخدمة إلى الضيوف اللبنانيين الوافدين إلى العراق.
وحسب وثيقة صادرة عن رئيس مجلس محافظة النجف غيث رعد الكلابي، موجهة الى مجلس النواب العراقي، فإنه «في ظل الظروف الصعبة التي تجري على الشعب اللبناني، وبعد الموقف الانساني الكبير من جمهورية العراق بشكل عام ومحافظة النجف بشكل خاص، ونظراً لوفود عدد من أصحاب الكفاءات والاختصاصات الدقيقة المختلفة ومنها المجالات الطبية الدقيقة، نقترح استثمار هذه الكفاءات العلمية وكل حسب اختصاصه وحاجة البلد».
وأضافت الوثيقة أنه «يرجى التفضل بالاطلاع والموافقة على الإيعاز إلى الوزارات المعنية للنظر بالمقترح المذكور واجراء الاختبارات الضرورية اللازمة وتوقيع عقود عمل لهم وحسب الضوابط المعتمدة».
وسبق أن أصدر مجلس الوزراء جمّلة قرارات جديدة تتعلق بالنازحين اللبنانيين في العراق الفارين من الحرب.
وخلال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، المنعقدة مساء الثلاثاء برئاسة محمد شياع السوداني، أقرّ المجلس «تخصيص 3 مليارات دينار إلى وزارة الهجرة والمهجرين، لتقديم الخدمة إلى الضيوف اللبنانيين الوافدين إلى العراق، من احتياطي الطوارئ، استناداً إلى أحكام قانون الموازنة العامة الاتحادية، واستثناء الوزارة المذكورة من أساليب التعاقد المنصوص عليها في تعليمات تنفيذ العقود الحكومية، وتعليمات تسهيل تنفيذ الموازنة، وإضافة فئة الوافدين اللبنانيين (ضيوف العراق) إلى مهمات اللجنة العليا لإغاثة النازحين، بالتنسيق مع اللجنة العليا لجمع التبرعات لإغاثة غزّة ولبنان».
وبناءً على توجيهات رئيس مجلس الوزراء بتقديم الدعم الصحي إلى لبنان، في ظل الأزمة التي يمر بها حالياً، «جرت الموافقة على قيام وزارة الصحة بشراء المساعدات من الأدوية والمستلزمات الطبية، استثناءً من أساليب التعاقد الواردة في الفصل الثالث من تنفيذ تعليمات العقود الحكومية رقم (2 لسنة 2014)» حسب بيان رسمي.
وتؤكد الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وجود تنسيق عالٍ مع المؤسسات الحكومية والعتبات الدينية والمحافظات لجمع التبرعات للشعب اللبناني، فيما أعلنت وصول قوافل برية من المساعدات إلى لبنان.
وقال المتحدث باسم الأمانة حيدر مجيد، للوكالة الرسمية، إن «الحكومة العراقية سباقة في المحن بدعم الأشقاء والجيران ابتداء من انفجار بيروت والسيول الذي ضربت السودان وزلزال سوريا وتركيا، حيث سجل العراق أول المبادرين وبشهادة الدول».
وأضاف: «بعد بدء العدوان الصهيوني على لبنان وصلت طائرة محملة بـ15 طنا من المواد الطبية المختلفة يرافقها 20 طبيبا بمختلف الاختصاصات، ثم تلتها خمس شحنات لصقور الجو محملة بـ75 طنا من المواد الاغاثية تحمل شحنة لوزارة الصحة وثلاث شحنات لهيئة الحشد الشعبي وشحنة للهلال الاحمر» مبينا أن «وجبات أخيرة من الشحنات والقوافل الإغاثية والطبية وصلت برا الى الشعب اللبناني الشقيق بعد حظر وتوقف الطيران لخطورة الأجواء، والعراق مستمر بإرسال تلك القوافل».
وأكد أن «رسالة وبيان المرجعية العليا متمثلة بالمرجع الأعلى السيد علي السيستاني حركت مشاعر الشارع العراقي اتجاه الشعب اللبناني، وتم على إثرها توجيه رئيس الوزراء بفتح حسابين في المصرف العراقي للتجارة وتبرع رئيس واعضاء الحكومة العراقية ومختلف الوزارات تلتها تبرعات رؤساء وزعماء وأعضاء كتل سياسية والحكومات المحلية». وأشار إلى أن «محافظة ميسان افتتحت مكاتب لجمع التبرعات والمواد العينية الإغاثية عبر التنسيق مع الأمانة العامة لمجلس الوزراء لإيصال هذه المساعدات الى الشعب اللبناني» معلنا صدور توجيه من الأمين العام لمجلس الوزراء بـ«فتح صندوق لتبرعات لموظفي الأمانة العامة لمجلس الوزراء».
وأكد أن «التنسيق مستمر مع المحافظات وكذلك العتبات المقدسة، وكذلك مع زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر الذي افتتح موكب اغاثة في دمشق، بالإضافة الى فتح موكب من قبل هيئة الحشد الشعبي في بيروت» مبينا أن «الهلال الأحمر نصب مستشفيات ميدانية ومراكز صحية ومراكز لاستقبال النازحين في منفذ القائم الحدودي».
وأعلن «تشكيل وزارة الهجرة والمهجرين لفريق متكامل لاستقبال النازحين مع تهيئة سلات غذائية آنية وعاجلة تسلم الى الاشقاء اللبنانيين لحين وصولهم».
وأشار إلى جهد العتبات الدينية، مبينا أن «العتبتين الحسينية والعباسية افتتحتا مستشفياتهما لاستقبال الجرحى ومدن للزائرين وعشرين فندقا لإيواء العائلات اللبنانية النازحة».
وسبق أن تناولت وكالة «رويترز» بعضاً من معاناة آلاف اللبنانيين الذين نزحوا إلى العراق، بما في ذلك تجربة أم لبنانية اضطرت إلى المجيء إلى مدينة النجف، لولادة طفلتها بعدما اكتظت مستشفيات لبنان بالشهداء والجرحى.
وأشار التقرير، إلى أن لبنى اسماعيل فرت من قريتها في جنوب لبنان برفقة زوجها وطفليها، ثم دخلت في مرحلة المخاض، وبحاجة إلى إشراف طبي سريع لكي تتمكن من الولادة بأمان، وعندما بحثوا عن مستشفى في بيروت أو صيدا لإدخالها، تبين أن كافة المستشفيات كانت مليئة بالشهداء والجرحى.
ونقل التقرير عن لبنى قولها: «لم يقبلني أي مستشفى، وكان يتم رفض دخولنا في كل مكان حتى اقترح والدي أن نذهب إلى العراق».
ووفق التقرير فإن العائلة استقلت طائرة متجهة إلى النجف، وتبعد نحو ألف كيلومتر عن موطن العائلة اللبنانية، حيث أنجبت لبنى طفلتها زهراء.
وتناول زوجها، فؤاد يوسف، المخاطر التي واجهوها اثناء نزوحهم، موضحا أنهم «في البداية، ذهبوا إلى صور، لكن ضربة أصابت المكان مباشرة بجوارهم، فقرروا الذهاب إلى بيروت، معتقدين أنها ستكون أكثر أمانا، وهم في طريقهم وقعت غارة بالقرب منهم».
وحسب فؤاد، فإنه «خلال اليومين اللذين قضيناهما في النزوح، حاولت نقل زوجتي إلى المستشفى لأن ولادتها كانت صعبة. ولكن بسبب العدد الكبير من الجرحى والشهداء، لم تكن هناك أماكن شاغرة».
وأشار التقرير إلى أن أكثر من مليون لبناني نزحوا من منازلهم منذ صعدت إسرائيل غاراتها الجوية وبدأت حملة برية في جنوب لبنان.
ونقل عن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عمران رضا قوله إن وتيرة النزوح منذ 23 سبتمبر/أيلول «تخطت أسوأ السيناريوهات، وإن الكثير من الأضرار لحقت بالبنية الأساسية المدنية».
وأوضح أن النجف التي تستقبل ملايين الزوار الشيعة سنويا معتادة على التعامل مع الاحتياجات الطبية الطارئة للأجانب، كما تحمل العراقيون ما يقرب من عقدين من الحرب في وطنهم. إلا أن استقبال اللاجئين من لبنان كان مسألة غير متوقعة حيث تقول وزارة الداخلية العراقية أن نحو 5700 لبناني وصلوا حتى الآن.
ولفت إلى أن لبنى وفؤاد ممتنان لأنهما وجدا مكانا آمنا لإحضار عائلتهما وإنجاب ابنتهما، إلا انهما لا يعرفان ما سيحدث بعد ذلك.
ونقل التقرير عن فؤاد قوله وهو يتابع أخبار الدمار في لبنان على شاشة هاتفه المحمول: «نخشى أن تتواصل الحرب لفترة طويلة. ماذا سيحدث لأطفالنا؟ كنا نعدهم للمدرسة، لكن الآن لا يوجد تعليم. هل سنبقى هنا؟ هل سنغادر؟ هل سنعود إلى بلدنا؟».

Opinions