القامشلي تحتفل بافتتاح حديقة مار شربل بالوطوطية
19/05/2006كميل شمعون – القامشلي
في مساء السبت 13 – 5 – 2006 كانت قرية الوطوطية الوادعة ، على موعد مع أبناء شعبنا القادمين من القامشلي والحسكة والخابور والقحطانية والمالكية ، وكل مناطق تواجد أبناء شعبنا ، للمشاركة في تدشين حديقة القديس مار شربل ، مستعيدة بذلك ذكرياتها ، فقد كانت بيوتها ومروجها الخضراء ، وأذرع وقلوب أهلها الخيرين مفتوحة لأبناء شعبنا ولسنوات عدة في الأول من نيسان من كل عام ، للاحتفال بعيد أكيتو/ رأس السنة الآشورية / وقد بقي اسم الوطوطية ملازما لهذه المناسبة حتى الآن ، فهي التي دشنت هذه الاحتفالات بأقدس أعيادنا القومية ،وهذا ليس غريبا على قرية رفدت امتنا وشعبنا بالكثير من أبنائها للعمل في المجال القومي .
فتحت رعاية نيافة الحبر الجليل ما اسطاثيوس متى روهم مطران الجزيرة والفرات ، تم تدشين حديقة مار شربل بالوطوطية لتكون جاهزة لاستقبال الزوار تحت ظلال كنيستها المباركة ، وقد كانت بداية هذا الاحتفال بقدوم موكب نيافة المطران ، حيث جرى استقباله من قبل الأهالي وأبناء شعبنا المتواجدين ، وقد استهل نيافته فقرات برنامج هذا الحدث بإطلاق صافرة بداية سباق ضاحية مسافة 2 كم ، أطلقها عبر الهاتف الجوال ، لينطلق المتسابقون من دوار ( زوري ) إلى كنيسة ما شربل بالوطوطية ، وبعد وصول المتسابقين المشاركين تم تكريم الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى من قبل نيافة المطران ،وقد كان الفائز الأول كابي كورية ، الثاني آرتين وارطان ، الثالث أيمن برصوم ، بعد ذلك أقام نيافته صلاة جماعية بالهواء الطلق ، متوجهاً بعد أتمام الصلاة ترافقه جموع غفيرة إلى قص شريط تدشين الحديقة ، وسط زغاريد وأهازيج النسوة ، ليتجول بعد ذلك مع الموكب المرافق له على مدرجات الحديقة وصولا ً حتى التنور، مباركاً أرغفة الخبز الساخنة ليتم توزيعها على المتواجدين .
بعد ذلك ألقى رئيس لجنة كنيسة مار شربل عزيز صومي كلمة ، أوضح فيها إن بناء هذه الحديقة يدل على الوجه الحضاري لشعبنا أينما كانوا ، وان بناء هذه الحديقة المدرجة وغيرها هو امتداد لبناة حدائق بابل المعلقة ، شاكرا كل من ساهم في بناء هذا العمل ، مرحبا بنيا فته ونيافة المطران بهنان ججاوي ، والوفد المرافق لهما ، وبكل أبناء شعبنا القادمين من كل المناطق .
ثم ألقى نيافة المطران ما اسطاثيوس متى روهم كلمة ، أكد فيها مرة أخرى على إننا شعب واحد وأمة واحدة فلا فرق بين كلداني وسرياني وأشوري ، ونحن بناة حضارة ، وانه كما الطعام لايصلح من دون ملح ولا طعمة له كذلك نحن ملح هذا البلد ، وكان من ضمن موكب نيافته احد شيوخ طي وهو الشيخ علي الطلال العساف الطائي ، و قد أجرى نيافته حواراًً بالسريانية مع السيدة غالية ابنة الشيخ ، وقد كانت تجيد السريانية بطلاقة ، و خلال تلك المحاورة حث نيافته الذين لايتكلمون السريانية من أبناء شعبنا على تعلمها والتحدث بها قائلاً : كما نحن نتكلم العربية كذلك يجب ألا نستبعد أن يتكلم البعض من أبناء طي السريانية لأننا أبناء عمومة ويعودون بأصولهم للسريان .
وكان للفرح والبهجة مكان في هذا الاحتفال ( رغم أن كل مجرياته كانت فرحاً وبهجة ) ولكن تواجد فرق الرها الفلكلورية في أي مكان يزيد البهجة ويجعل الفرح فرحين فقد قدم براعم الرها ( فرقة نيربا ) أجمل العروض واللوحات الفلكلورية بجانب التنور المشتعل ، وقد كان انعكاس أشعة نور لهيب التنور على وجوه تلك البراعم يجعلها كنجوم متلألئة ترقص في الظلام ، وكانت تعطي انطباعاً بأنها ستكبر يوماً . . وستغدو شموساً . . وستنير كل زاوية مظلمة وزقاق .
فكما عودتنا الرها على إبداعاتها الفنية ، فها هم فرسانها اليوم كما عهدناهم ، مع قائدهم جورج قرياقس ، يقدمون لنا فصل آخر من فصول إبداعاتهم ، وذلك بإدارتهم اليوم لهذا الاحتفال المقام ( فنياً ورياضياً ) ، ويبدو إنهم سيواصلون إبداعاتهم هذه بإدارتهم لهذه الحديقة المدشنة للتو ، وسيقدمون لنا أشهى المأكولات الفلكلورية بقمصانهم المطرزة بعطاء النهرين ، وقد كانت البداية خبز التنور . . .