Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

القوائم الكلدانية فشلت في الانتخابات وليس الكلدان

في البداية اهنئ قائمتي الرافدين والمجلس الشعبي فوزهما كما أهنئ الاعضاء الخمسة الذين سيمثلون شعبنا في البرلمان العراقي القادم متمنيا أن يكونوا يدا واحدة وصوتا واحدا معبرا عن ارادة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الواحد ومدافعا عنه
ما ان اعلنت نتائج الانتخابات وفوز قائمة الرافدين بثلاثة مقاعد والمجلس الشعبي بمقعدين حتى انهالت المقالات المختلفة الاراء والمقاصد حول الانتخابات أذكر منها ما يخص الفشل الحتمي لقائمتي المجلس القومي الكلداني واور؛ وكما هو متوقع تم ارجاع سبب الفشل الى كل ما يخطر وما لا يخطر على بال باستثناء السبب الحقيقي الذي هو في ارائهم الانقسامية الشاذة التي يرفضها شعبنا وبعض الكتاب يظهر هذا الامر وكأنه فشل الكلدان منهم تشفيا ومنهم تباكيا وتتراوح كتاباتهم بين الوعيد وبين التحليل والبحث عن الاسباب وهؤلاء لا بد وان بذلوا جهودا معينة في كتاباتهم وذكروا العديد من اسباب الفشل كالانقسام وتفضيل المصلحة الشخصية وتدخل الكنيسة والقروية وحداثة العمل والفكر وقلة الخبرة والامكانيات وكأننا في سباق يربح به من يذكر ما لم يتطرق اليه غيره فوصل البعض الى قانون الانتخابات وبريمر والقادم اغرب ! ومهما كانت الا انني اعتبرها اسبابا ثانوية والدراسات المقدمة تحوم حول الموضوع ولا تدخل صلبه كما انها تحرفه عن حقيقته جهلا او تعمدا لامتصاص شعور الاحباط الذي تفرزه مثل هذه النتائج؛ فيعمم هؤلاء الكتاب الفكر الذي تبنته القائمتان وكأنه فكر الكلدان وغالبية الكلدان براء منه؛ وهذا ما تروج له كتابات البعض المعروفة افكارهم وخيالاتهم ومؤسساتهم باسمائها العالمية؛ ومن المؤسف له أن ينجر بعض كتاب الرأي الاخر ويحذون حذوهم في التعميم فنرى معظم هذه الكتابات تظهر الحالة عكس حقيقتها وكأنها فشل الكلدان!! وهذا خطأ كبير حيث الصوت الكلداني الاصيل كان ولا يزال وسيبقى مع الوحدة القومية التي كان مفكرو الكلدان اول من نادى بها؛ كما ان مثل هذا الادعاء لا يمكن أن ينطلق الا من منطلق اصرار البعض على تمثيل القائمتين المذكورتين لجميع الكلدان بالضد من ارادتهم بدليل الرفض الواضح لها من قبل الاكثرية الكلدانية في جميع الانتخابات؛ فلو اكتب بلغة هؤلاء الذين يقسمون شعبنا الى كلدان وسريان واشوريين اقول؛
أن القوائم التي تنافست على المقاعد الخمسة لم تكن مقسمة بحسب تسمياتنا اي على الناخب ان يختار بين الكلدانية والسريانية والاشورية على اساس التسمية فقط باستثناء هاتين القائمتين اللتين ركزتا على التسمية الكلدانية اسما ومنهجا ومرشحين متوهمين ان ذلك كاف لفوزهم ولكن النتائج اظهرت مدى جهلهمبقراءة الواقع؛ لان الناخب بصورة عامة ليس بهذه السطحية وقلة الوعي لكي يترك الاساسيات وينجر وراء التسمية فتتحول الانتخابات من وسيلة الى غاية! هذا الامر الذي يحرمه على الغيرمن الاحزاب العراقية فبأي منطق يقبل به على نفسه؛
ان عملية الانتخابات بحد ذاتها ليست غاية تتحقق بفوز هذا او ذلك وانما هي وسيلة لتحقيق الاهداف ولقد كان امام الناخب عدة قوائم لكل منها منهجها ونظراتها وتاريخها واعمالها وما الى ذلك وكانت بعض الصفات مشتركة في عدد منها وبعضها مختلفة والمقارنه كانت مهمة الناخب كي يختار ومن الطبيعي ان يكون لكل ناخب بعض الاساسيات يعتمد عليها في صنع قراره وهو حر فيها؛ وبالقاء نظرة الى النقاط المشتركة بين القائمتين الفائزتين نجد ان اهمها والتي يراها ويلمسها الناخب هي الايمان بالوحدة القومية والانجازات المختلفة المادية والمعنوية على الارض وبذلك نستطيع القول انها كانت الاهتمامات الرئيسية للناخب بصورة عامة طبعا مع وجود خصوصيات اخرى لكل قائمة؛
ومرة اخرى اقول بلغة الذين يقسمون شعبنا ويقولون ان نسبة الكلدان هي 80% وصوروا الانتخابات على انها بين التسميات فلو كان الامر كما يدعون لحصلت القائمتان الكلدانيتان على اربعة مقاعد دون اية صعوبة وذلك استنادا الى ارقامهم؛ الا ان النتائج اظهرت عكس ذلك اذ أن مجموع ما حصلت عليه القائمتان كان 16.6% من مجموع الاصوات اي 13.3% من المصوتين الكلدان لقوائم الكوتا صوتوا لهاتين القائمتين وطبعا لا يمكن ان تكون كل هذه النسبة مع الانقسام ففيهم من صوت لاسباب اخرى كالقرابة والعلاقات الخاصة؛( واذا حسبنا الاعداد التي صوتت للقوائم العراقية كالعراقية واتحاد الشعب والتحالف الكوردستاني ربما ستهبط النسبة الى واحد او اثنين بالمائة)؛ ومن الطرف الاخر يظهر أن اضعافا مضاعفة لهذا العدد من الكلدان صوتوا للوحدة فلولا اصواتهم لما حققت قائمتا الوحدة القومية هذه النتائج وبمعنى اخر ان رغبة اكثرية الكلدان بصورة عامة فازت في الانتخابات لانها حققت ارادتها الانتخابية والذي فشل فيها هو الراي الانقسامي الذي يتبناه بعض الكلدان وعبرت عنه القائمتان المذكورتان؛ ومن هذه الحقائق ارى ان الكلدان لم يفشلوا لا بل فازوا؛ ورفض الانقسام من قبل الغالبية العظمى من شعبنا لا يشمل الرأي الانقسامي الكلداني فقط وانما رأي التعصب والغاء الاخر وهذا ما حصل لرأي التعصب الاشوري في الانتخابات الماضية فمعظم الاصوات الاشورية انتخبت الوحدة القومية وليس التعصب للتسمية الاشورية ورفض الاخر وبذلك لم تكن النتائج التي حققتها قائمة التعصب بالامس افضل من قوائم الانقسام اليوم فكما قال شعبنا بالامس لا للتعصب يقول اليوم لا للانقسام؛ وم ينخدع الناخب لا بالامس ولا اليوم بالاسماء والتسميات؛
وبلغة الارقام لنأخذ مجموع المصوتين لقوائم شعبنا وكانوا 73315 فمن المفروض وبحسب نسبة الثمانين بالمائة كما ينادي البعض ان يكون منهم 58652 كلداني ولما كان مجموع الذين صوتوا لقائمتي المجلس القومي الكلداني واور 12155 (نعم فقط 12 الف صوت من كافة ارجاء العالم للقائمتين اللتين تمثلان ثالث قومية في العراق كما يحلو للبعض تسميتها علما ان نصف هذه الاصوات كانت من المحافظات التي ليس لشعبنا وجود يذكر فيها) فيبقى 46497 كلداني صوت للقائمتين الفائزتين اي فازت ارادتهم الوحدوية وبهذا نرى ان نسبة اكثر من ثمانين بالمائة هي مع الوحدة وليس العكس وهي الفائزة بجدارة فهل يجوز أن نعمم فشل العشرين بالمائة على فوز الثمانين بالمائة؟
وهكذا نرى أن الراي الوحدوي في شعبنا الكلداني السرياني الاشوري فاز بجميع المقاعد الخمسة المخصصة له والذي فشل هو الراي الانقسامي؛ فالف الف مبروك للاكثرية فوزها
Opinions