الكاردينال لويس روفائيل ساكو يدعو الى انشاء وزارة للتسامح بالعراق
المصدر: وكالة بغداد اليوم الإخبارية
دعا بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، الكاردينال لويس روفائيل ساكو، اليوم الاربعاء، الى انشاء وزارة للتسامح، اسوة بما قامت به دولة الامارات العربية المتحدة.
وقال الكاردينال، في بيان له، اطلعت عليه (بغداد اليوم)، انه "بمناسبة الذكرى العشرين للغزو الاميركي للعراق نحتاج صحوة الضمير وصحوة الوطن لبناء المستقبل".
واضاف ساكو، ان "التركيبة العراقية معقدة لانها مرتبطة بأديان ومذاهب ومكونات إثنية وأحزاب سياسية متنوعة الانتماء، وانتشار السلاح المنفلت، والفساد الذي غدا منظومة متجذّرة في جميع مفاصل الدولة مما أضعف الشعور الوطني وخلق انقسامات داخلية. وهذا ما أوصلنا الى حال من التشتت المهترئ، وبالتالي دفع الشباب التشرينيين سنة 2019، للنزول الى الشارع مطالبين بوطن".
واردف ساكو ان "العراق مرّ بظروف صعبة في تاريخه الحديث، لكن الدور الريادي للمرجعيات الدينية بخاصة الإسلامية، والنُخَب الثقافية وبعض السياسيين المخلصين نجحت في أن تحافظ على تماسك النسيج الوطني. هذا الدور المهم الذي اعتمد العقلانية، بات اليوم خجولاً، إذ اخفق في إيجاد صيغة وطنية (ميثاق) يتمتع فيه كل عراقي بحقه في مساواة كاملة بغض النظر عن الدين والمذهب".
"يشير الواقع الحالي الى أن التطرف ليس في المجال الديني فحسب، إنما في مجالات أخرى، فعقلية استعلاء مكون على آخر، ودين على دين، ومذهب على مذهب، أدى الى خلق حالة من التوتر والصراع وتحوّل في الكثير من الأحيان، الى العنف والظلم بدلاً من نشر ثقافة الحياة والسلام والانفتاح وقبول الآخر والتفاهم والتواصل"، وفقاً لبيان الكاردينال لويس روفائيل ساكو.
وأوضح ساكو: "من هنا أجد انه لا يمكن بناء دولة قوية إلا من خلال التركيز على ثقافة التسامح والمحبة والاحترام المتبادل. لقد خصَّصت بعض الدول العربية مثل الإمارات العربية المتحدة وزارة للتسامح، ولماذا لا يفعل العراق ذلك؟ العراق ابتعد عن الثقافة تصوروا وجود 12 مليون عراقي أميّ".
الكاردينال لويس روفائيل ساكو، شدد على ان "للانفتاح والثقافة، أهمية كبيرة في الحياة، لأنها تقدم رؤية وتحليلاً للتحولات الجديدة المتسارعة التي يشهدها العالم، وتساعد الناس على التعايش في مجتمع متعدد المكونات والديانات. الثقافة منبر يساهم بخلق وعي يقضي على الجهل. لذا لا مناص من تقبُّل التنوع والاختلاف. لا ضير من التنوّع لان الرب خلقنا مختلفين".
ورأى ساكو ان "الدين وجدان وحياة، وليس ذريعة أو أداة للتفرقة والعنف. انه البعد الروحي العميق الذي يخاطب ضمير الإنسان، ويضمن اللقاء بين البشر كإخوة. يعدُّ التطرف حالة غريبة تشوّه الدين وتدمّر العيش المشترك. الدين يحمل رسالة روحية تحفّز على حياة إنسانية سوية عن طريق بناء الأخلاق الحميدة التي ترتكز على الاُخوَّة والمحبة والتسامح والسلام بعيداً عن التحزُّب الطائفي والتعصُّب والعنف. الدين يُصلح ما افسده المتطرفون والسياسيون".
وأكد ساكو انه "ينبغي نقد التقاليد والعادات القديمة الموروثة التي أصبحت وكأنها من المسَلَّمات، خصوصاً أن بعضها يحمل في طيّاته عقلية متعالية تتعارض مع رسالة الدين، لا بد من التأوين ومواجهة الحداثة. حوار الأديان ركيزة المستقبل، فهو ليس مجاملة، إنما قناعة ومسؤولية. حوار الأديان يقبل الآخر ويحترم وجوده وحقوقه وممارساته بكل حرية. على المرجعيات الدينية المختلفة إيجاد طريقة لإزالة خطاب التمييز والعنصرية والكراهية وتحريمه وإشاعة ثقافة التآخي والسلام، خصوصاً وان شعبنا العراقي معروف إيمانه بالله وعبادته له".
وذكر ساكو ان "العيش المشترك المتناغم يعزز الثقافة احترام التنوع وكرامة الآخر وملكيته وحريته. على القادة الدينيين والسياسيين والنخبة المثقفة تقريب أبناء الوطن الواحد المتنوعين وتوحيد اللُحمة الوطنية والمجتمعية لتحقيق السلام والأمان والاستقرار وخلق بيئة ملائمة للعمل والتنمية والإنتاج .السلام قاعدة أساسية إنسانية ودينية ووطنية لبناء مجتمع متماسك وقوي"، داعياً "بصدق الى أن تُدرَّس قواعد العيش المشترك في المناهج التدريسية. آمل أن يزول سريعاً هذا الكابوس عن